شهد مؤخراً عودة الأعمال الإرهابية في بعض مناطق محافظات الجنوب المحررة وآخرها التي شهدتها محافظة شبوة يوم أمس الأربعاء بهجوم إرهابي غادر على نقطة أمنية لقوات دفاع شبوة والذي نتج عنها بحسب بيان رسمي للسلطة المحلية باستشهاد 5 جنود وإصابة 7 آخرين في نقطة أمنية بمنطقة مدخل عاصمة محافظة شبوة والذي توعدت السلطة المحلية بمحافظ شبوة للشيخ عوض بن الوزير العولقي بالرد الحاسم متعهدًا بِملاحقة الإرهابيين ومحاكمتهم ،مؤكدا بأنَّ “الأعمال الإارهابية الجبانة لن تُثني الأجهزة الأمنية عن القيام بِمهامها في مكافحة الإرهاب.
وشهدت محافظات جنوب اليمن المحررة مؤخراً عودة الأعمال الإرهابية منها باستشهاد قائد عسكري اللواء ثابت جواس في شهر مارس 2022م وكذلك شوهد هروب عناصر تابعة لتنظيم القاعدة من مدينة سيئون والتي تتواجد بها قوات المنطقة العسكرية الأولى بمحافظة حضرموت وتفجير أنبوب الغاز في شبوة، بالإضافة إلى بيان رسمي لتنظيم القاعدة المتزامن مع إعلان تشكيل مجلس القيادة الرئاسي.
“أضواء الوطن” تستطلع مع عدد من السياسيين والباحثين والصحفيين عن الأبعاد والدلالات لعودة الأعمال الإرهابية بهذا التوقيت في ظل التحول السياسي للمرحلة بعد إعلان مجلس القيادة الرئاسي وسط تساؤلات لعودة الأعمال الإرهابية بمحافظات جنوب اليمن بينما لم تسجل ولم تشهد أي عملية إرهابية لمهاجمة مناطق تجمعات سيطرة مليشيا الحوثي بمحافظات شمال اليمن رغم الإدانات الواسعة النطاق للعملية الإرهابية ، وشوهد لسخط من انتقاص إعلام الحكومة اليمنية بعدم صدور بيان رسمي لإدانة العملية الهجوم الإرهابي الغادر الذي شهدته محافظ شبوة بجنوب اليمن
ويرى السياسي الجنوبي الأستاذ فهد الخليفي في حديثة” لأضواء الوطن قائلا” أولاً شبوة قيمة كبيرة لأي مشروع سياسي ونظراً لأهميتها الجيوسياسية لهذا المليشيات الإرهابية ستجعل من شبوة هدفها الأكبر خصوصاً بعد تحرير مديرياتها الثلاث بيحان عين عسيلان من مليشيات الحوثي الإرهابيه على أيدي ألوية العمالقة الجنوبية وكذلك التغيير الكبير في سلطة شبوة ووجود قوات دفاع شبوة التي تواجه الإرهاب وحدها لهذا جن جنون مليشيات الأخوان وداعميهم لخسارة شبوة وسيقومون بكل إرهاب لإغراق شبوة في الفوضى وكذلك لتشتيت جهود التحالف العربي خصوصا بعد التسوية السياسية بظهور المجلس القيادة الرئاسي الذي أجمعت عليه كل القوى المناهضة للحوثي وبتوافق اقليمي ودولي.
وأوضح الخليفي “بعد أن خسرت قوى صنعاء الجنوب عسكرياً اتجهت لشن حرب عبر مليشياتها الإرهابية وبدعم لوجستي كبير من مليشيات الحوثي لجعل الجنوب أرض غير آمنة وإظهار أن الجنوبيين عاجزين ولكن بعد الجهود الكبيرة والتضحيات العظيمة التي تقدمها القوات الأمنية الجنوبية في عموم المحافظات الجنوبية سيتم تجاوز هذه المراحلة والوصول إلى بر الأمان بل واثبت الجنوبيون أنهم الحليف الأقوى والأهم في مواجهة كل المليشيات الإرهابية سوى الحوثية المدعومة من إيران أو المليشيات الأخرى وتأمين السواحل البحرية والممرات المائية وأصبح الجنوبيون حليف يعتمد عليه.
وأضاف عضو القيادة المحلية بالمحافظة مدير مكتب رئيس القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة شبوة د. سالم المرزقي -” لا شك من أن هناك قوى وشخصيات نافذة تضررت من مخرجات مشاورات الرياض بعد أن كانت هي،المتحكمة بالمشهد وهي من تستخدم اليوم ورقة الإرهاب لخلط الأوراق ولعرقلة اأناء شبوة من السيطرة على ثرواتهم وعرقلة أبناء الجنوب بصورة عامة من المضي قدما نحو الاستحقاقات التي تفرضها طبيعة المرحلة”
وكشف الباحث في شؤون الجماعات الإرهابيّة أ.محمد بن فيصل عن الابعاد والدلالات الحقيقة بقوله” أنّ الإرهاب الذي يزداد يومًا بعد يوم وينشط في شبوة خصوصًا، ليس إلا إمتداد لمنهج الإخوان المسلمين الذي بدأ من النشأة، فحين تنضرب مصالح الجماعة تلجأ لتنظيم خاص عسكري أو لتحالف مع تنظيمات إرهابية؛ وهذا ما يحصل الآن في اليمن تحال جليّ بين تنظيم القاعدة وجماعة الإخوان المسلمين ولاسيما يعد سقوط الغطاء الشرعي والعسكري لهم، لم تحد الشرعية اليمنية حكرًا للإخوان في اليمن كما كانت خلال السنوات الماضية، ولهذا من الطبيعي أنّ يلجأ الإخوان للقاعدة. مضيفاً ما نراه اليوم في شبوة وهو تمامًا ما حصل في عدن بعد طي الجناح الإخواني للسلطة المحلية بالمحافظة وأتوقع إزدياد العمليات الإرهابيّة في شبوة وحضرموت، وهناك معلومات أمنية دقيقة أعلى أن داعش تنوي لعمليات إرهابيّة في حضرموت الساحل.
وقال الباحث محمد بن فيصل أنه ومن العجائب :أن تنظيم القاعدة لم يقم بأي عملية إرهابيّة في وقت سيطرة الإخوان المسلمين على محافظة شبوة، لمجرد الإقالة فقط هنا نحن اليوم نرى سلسلة من العمليات الإرهابيّة. مشيرا بقوله ” ما نراهُ ليس جديدًا ولا أمرًا غريبًا، بالأمس رأينا قيادات تنظيم القاعدة في إيران تسرح وتمرح وها نحن اليوم نرى التحالف الحوثي الإخواني بجناحهِ العسكري (تنظيم القاعدة) .. القاعدة لا تعتبر الحوثي عدوًا بل عدوها دول التحالف والقوات الجنوبية ليس إلا ! وما نشهده اليوم صار واضحًا جليًا لكل عربي ..
واختتمت الصحيفة باستطلاعها مع الصحفي والناشط السياسي محمد النود لأضواء الوطن ” واصفاً الهجوم الإرهابي في شبوة هدف بشكل رئيسي إلى إرسال رسالة تفيد بإعلان عودة القاعدة إلى المشهد، والهجوم؛ لا ينفصل عن جملة الأحداث التي شهدها الجنوب مؤخراً مثل هروب عناصر القاعدة من سيئون وتفجير أنبوب الغاز في شبوة، بالإضافة إلى بيان القاعدة الذي تزامن مع تشكيل مجلس القيادة الرئاسي
ونابع النود قوله “أن القتل والتفجيرات الانتحارية لم تستهدف غير الجنوبيين والأرض الجنوبية هنا يتضح للجميع من يقف وراء هذه الأعمال الإجرامية وان الإرهاب باليمن برعاية قوى الشرعية الإخوانية والحوثي،والدليل أنهم لايستهدفونهم بل إن الإرهابيين يتجولون بمناطقهم دون تسجيل أي عملية إرهابية . مستغربا عن صمت وزارة أعلام الحكومة اليمنية أنها لم تورد أي بيان رسمي لإدانة عملية الهجوم الغادر التي استهدفت قوات دفاع شبوة وان وزارة الاعلام تواصل على إغلاق عينيها إزاء الإرهاب الذي يتعرض له الجنوب وان من يدير هذه المؤسسات الاعلامية متعاطفين مع التنظيمات الإرهابية.
ونوهت القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة شبوة لعملية الهجوم الإرهابي الغادر أنها تأتي تدشينا لمسار خطير ومخطط شرير يستهدف شبوة أرضاً وإنساناًويهدف إلى كسر هيبة سلطتها وكسر إرادة أبناءها واصفة بهذا المشهد المؤلم وجرس أنذار لجميع أبناء شبوة بأن الواجب اليوم هو حشد كل الطاقات ضد أعمال التطرف والإرهاب ولن يحدث هذا سوى بالحزم وفي مناخ من الوئام والشفافية والمصارحة بحسب البيان
كما أدان المكتب السياسي للمقاومة الوطنية عبر متحدثها الرسمي العميد صادق دويد الهجوم الإرهابي الغادر الذي استهدف حاجز أمني بمحافظة شبوة والذي أسفر عن استشهاد خمسة جنود وإصابة آخرين من قوات دفاع شبوة داعياً الأجهزة الأمنية لملاحقة وضبط منفذي الجريمة وتقديمهم للعدالة فوراً على حد قوله ”
يأتي ذلك في ظل عملية التحول للمشهد السياسي في اليمن وانقضاء فترة شهرين ونصف لمخرجات مؤتمر مشاورات برعاية الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي الذي كان انعقاده في العاصمة السعودية الرياض وجاء بتوافق الأطراف السياسية بتشكيل مجلس القيادة الرئاسي وعودتهم إلى العاصمة عدن لتنفيذ مخرجات المشاورات من على أرض الواقع وبتفعيل مؤسسات الدولة في تحسين الوضع الاقتصادي والخدمات بالمحافظات الجنوبية المحررة