يبدو أن طريق المفاوضات المؤدي إلى السلام في أوكرانيا ما زال بعيد المنال . في البداية كان الرئيس الأوكراني "زيلنسكي" يستجدي العالم من أجل لقاء الرئيس الروسي "بوتين" بدون قيد أو شرط . ولكن بعد تدفق الإمدادات الغربية (المال والسلاح) بدأ يتمنع ويضع الشروط التعجيزية . الحقيقة أن الذي يتحكم في المشهد الأوكراني هم أمريكا وبريطانيا وروسيا والبقية مجرد تفاصيل . أما أوكرانيا فلا يعدو عن كونها في خانة المفعول به (كومبارس) . في البداية أعلنت العديد من الدول عن استعدادها للتوسط بين الطرفين . لكن الرئيس الروسي بوتين استطاع أن يستغل ذلك وما زال إلى أبعد الحدود (الاستثمار) . في البداية حاولت كل من فرنسا وألمانيا التوسط ولكن الرئيس بوتين قام بوضع العديد من الشروط التعجيزية , وكانت الطريقة المذلة في استقبالهم وعدم مصافحتهم خير دليل على ذلك , ولكنه في المقابل لم يقطع خط الرجعة وأبقى الباب مفتوحا من أجل شق الصف في حلف الناتو (فرنسا) , ومن أجل ملف الغاز (ألمانيا) . وهناك دول في حلف النيتو استطاع أن يحيدها تقريبا مثل (المجر , تركيا) , وحتى اليونان المتضررة من العقوبات حيث كانت ناقلات النفط اليونانية تقوم بنقل ثلثي النفط الروسي المصدر للخارج . قطر كعادتها سارعت ومن خلال وزير خارجيتها بجولات مكوكية من أجل التوسط في حل الأزمة , كان الاستقبال باهتا وخضع الوزير لفحص كورونا ؟! . روسيا تعلم بأن قطر كدولة صغيرة لا يعدو عن كونها مجرد تفاصيل وتصلح للتوسط من أجل اطلاق سراح الرعايا الأوروبيين المختطفين لدى المنظمات الإرهابية مقابل الدفع لهم من تحت الطاولة . وأيضا تقديم المساعدات الإنسانية (غزة) . أو لإجلاء الرعايا الأوروبيين (أفغانستان) وكل ذلك بضوء أخضر أمريكي . ولكن السلام في أوكرانيا يحتاج إلى (ضامن) قوي من أجل حمايته . ناهيك عن أن قطر قد اصطفت إلى جانب المعسكر الغربي بخصوص سد جزء من العجز في إمدادات الغاز نتيجة مقاطعة الغاز الروسي . دول الخليج وبالذات السعودية والإمارات قد يكون لهم دور في مفاوضات السلام القادمة , اذا ما حافظت هذه الدول على اتفاقية (أوبك بلس) التي حافظت على أسعار النفط . تبقى تركيا صاحبة الحظ الأوفر في إدارة المفاوضات بين طرفي الصراع . رغم أن تركيا تقوم بدعم أوكرانيا عسكريا (الطائرات المسيرة) . لكن في المقابل تعد تركيا (الرئة) التي تتنفس من خلالها روسيا والنافذة التي تطل من خلالها على العالم (المضائق البحرية) , حيث تدرك روسيا أن العقوبات الغربية عليها سوف تستمر لسنوات طويلة . تركيا رفضت أن تنضم إلى الدول الغربية التي قامت بفرض العقوبات على روسيا . وهي تجني الكثير من المنافع الاقتصادية والسياسية من وراء ذلك . حيث بدأت تركيا طرف مقبول لدى طرفي النزاع ورفضت كل المحاولات الأمريكية لجرها إلى الصراع سواء قبل أو بعد الحرب . روسيا بدورها ردت التحية بأحسن منها حيث أعطت الضوء الأخضر لتركيا لتنفيذ عملية عسكرية في شمال سوريا بعمق (30) كم (المنطقة الآمنة) . رغم معارضة أمريكا التي ترغب في إقامة دولة كردية إرهابية (كردستان الكبرى) والتي تشمل أراض من سوريا والعراق وتركيا (إسرائيل الثانية) . وأيضا الاتفاق الذي تم بين تركيا وروسيا حول تصدير الحبوب الأوكرانية بمرافقة السفن الحربية التركية والتي أبدت فرنسا رغبتها في المشاركة فيها . والأهم من ذلك كله تأمل روسيا من تركيا أن تعمل على تأخير انضمام فنلندا والسويد إلى حلف النيتو إلى حين الانتهاء من الملف الأوكراني , اعتقد أن روسيا قد تقوم بقضم جزء من أراض الدولتين للحيلولة دون انضمامهما إلى حلف النيتو . يا ترى هل يتم عقد المفاوضات الأوكرانية وتوقيع اتفاقية السلام بينهما في تركيا أم تقف كل من أمريكا وبريطانيا كـ ( حجر عثرة) في طريق أي مفاوضات أو سلام , كما سبق وأن صرح بذلك كل من وزير الخارجية الروسي والتركي وهذا ما بدأت تدركه بقية الدول الأوروبية . على كل مهما طالت الحرب فلا بد للسلام أن يحل في أوكرانيا , والشعب الأوكراني وبالذات الـ (8) ملايين لاجىء لن يقبل أن تستمر البلاد في حرب استنزاف طويلة الأمد هو الضحية والمستفيد الوحيد منها هو أمريكا وبريطانيا فقط . حتى لو تطلب الأمر التنازل عن جزء من الأراضي الأوكرانية لصالح روسيا (جزيرة القرم) .
- معالي وزير السياحة يدشن شركة رملة للرحلات السياحية والمنتجعات البرية في حائل
- التصدي لتهريب 250 كجم قات بجازان ومنع ترويج 5.6 كجم حشيش بعسير والجوف
- 5 مطارات تتصدر تقارير الأداء لشهر أكتوبر 2024
- “الضمان الاجتماعي” يوضح الشروط الملزمة للمستفيدين لقبول الفرص الوظيفية المقدمة لهم
- «الغذاء والدواء»: حظر الإتلاف ومنع السفر لحالات التسمم الغذائي
- “المدني” ينقذ شخصًا عالقًا بمرتفع جبلي في الطائف
- «الزكاة»: مراحل ربط الفوترة الإلكترونية سيتم تحديدها وإشعار الفئات المستهدفة
- “تنظيم الإعلام”: فسح أكثر من 470 من الكتب والمطبوعات و55 محتوى سينمائيًّا خلال أسبوع
- «الصحة العالمية»: جدري القرود ما يزال يشكل حالة طوارئ تثير القلق الدولي
- «النمر»: عدم التحكم في «الضغط» من أكثر مسببات قصور القلب
- الأولى من نوعها.. اتحاد الغرف يعلن تشكيل لجنة للطاقة والبتروكيماويات
- باستثمار مليار دولار.. “أرامكو ديجيتال” تتجه للاستحواذ على حصة كبيرة في “مافينير” الأمريكية
- سقوط 22 متستِّرًا في قبضة الحملات الميدانية.. ضبط 19696مخالفًا
- بطء الكلام والصوت العالي.. تعرَّف على 5 علامات لضعف السمع عند الأطفال
- تأييدٌ من “العُليا” تلاه “أمرٌ ملكي”.. المدينة المنوّرة تشهد تنفيذ حُكم القتل تعزيراً بمهرّبة “الكوكايين”
المقالات > الطريق الطويل إلى مفاوضات السلام في أوكرانيا
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/3507204/