يشمل السعي من أجل الصحة والرفاهية في العصر الحالي تجنب المشاكل الصحية، جنبًا إلى جنب ودعم الجسم بطرق تساعده على الازدهار. وفي مجتمعات تحفزها باستمرار الإنتاجية والسعي لتحقيق أداء عقلي رائع، فلا عجب في سبب ظهور منتجات هي عبارة عن منشطات للذهن المعزز للدماغ والعقول مؤخرًا، بحسب ما نشره موقع “Mind Your Body Green”.
تقول عالمة الصحة المعرفية البروفيسورة ميلين براونلو إنها بصفتها عالمة أعصاب وأم عاملة، فإنها تهتم “بشدة بكيفية تأثير المغذيات والنباتات والمنشطات الحيوية مع إجراءات منشط الذهن على الصحة الإدراكية”، والتي ينتشر استخدامها بشكل مرتبط بالعديد من العوامل الديموغرافية بين الطلاب ورجال الأعمال والمهنيين، بل وبين الأمهات اللائي يحاولن مواكبة أطفالهن.
“منشط الذهن”
إنه على الرغم من أن كلمة “منشط الذهن” أصبحت أكثر شيوعًا مؤخرًا، لكن ربما بدأ استخدام بعض هذه المركبات منذ قرون في الطب القديم، ويستخدم البعض الآخر منها بانتظام في المجتمعات الحديثة مثل الكافيين على سبيل المثال لا الحصر.
إن نوتروبيكس Nootropics أو “منشطات الذهن” هي تسمية تصف مجموعة متنوعة من المركبات الفريدة التي تدعم جوانب من صحة الدماغ والوظيفة المعرفية، بما يشمل الوضوح الذهني والحدة والذاكرة والوظيفة العصبية وتوازن الناقل العصبي والأداء المعرفي.
وعلى مستوى المكملات الغذائية، يمكن أن يكون منشط الذهن عبارة عن مغذيات نباتية أو منشطات حيوية مثل الببتيدات وسلالات الكائنات الحية المجهرية.
ويُطلق أحيانًا على بعض أنواع الأدوية نفس التسمية، ولكن يحذر الخبراء من أن أي استخدام لمنشط الذهن الدوائية يجب أن يتم استخدامه بوصفة طبيب متخصص.
تضم قائمة منشطات الذهن عدد من المكونات الداعمة للدماغ الموجودة في تركيبات المكملات الغذائية عالية الجودة، والتي يميزها مجموعة متنوعة من النباتات المدهشة مثل الجينسنغ والتوت مثل الجوارانا وفاكهة كرز القهوة والفطريات مثل الفطر المتكيف والعصارة الأقل شهرة مثل الكانا وحتى العناصر العصبية الأساسية للدماغ مثل سيتيكولين.
آليات العمل الدقيقة للنوتروبيكس
يحصل الجسم والدماغ من كل منشط للذهن، سواء كان مغذيًا أو نباتيًا أو نشطًا بيولوجيًا، على آليات وإجراءات تنشيط فريدة. تؤثر بعض منشطات الذهن على صحة الخلايا العصبية وتوازن الناقل العصبي، بينما يزيد البعض الآخر من التركيز والحدة العقلية.
ويعزز بعضها حرفيًا من تدفق الدم إلى المخ، مثل مركب ريسفيراترول، الذي يساعد على سهولة تدفق العناصر الغذائية والأكسجين في جميع أنحاء الجهاز العصبي المركزي والحفاظ على الطاقة الكافية.
كما ثبت أن منشطات الذهن تظهر خصائص مضادة للأكسدة والالتهابات وخصائص تكيفية، والتي تعد بمثابة حماية للأعصاب في جوهرها. تساعد الأنشطة العصبية الأخرى في حماية الدماغ من السموم وتحسين الوظائف التنفيذية مثل المرونة الإدراكية وتعزيز الذاكرة وتغذية المرونة العصبية وتسهم جميعها في طول عمر الدماغ بأداء وصحة جيدين.
كما تعزز بعض منشطات الذهن المرونة في مواجهة الضغوطات وتوازن الحالة المزاجية، مما يبشر بالهدوء والصفاء. وبشكل عام، تساعد منشطات الذهن ذات الجودة العالية في الحفاظ على العقل في حالة جيدة.
أنواع منشط الذهن
تشمل قائمة النباتات والفطريات والأعشاب التي تستخدم كمصدر طبيعي لمنشطات الذهن أشواغاندا والجنكة بيلوبا وفطر عرف الأسد والجينسنغ باناكس والكانا (سكليتيوم تورتوسوم) وروديولا الوردية.
كما أن هناك المغذيات النباتية، المعروفة أيضًا باسم المواد الكيميائية النباتية، وهي مركبات طبيعية توجد في النباتات تفيد صحة الإنسان. تحتوي العديد من المواد الكيميائية النباتية على خصائص ذاتية مضادة للأكسدة إلى جانب أن العديد منها تعزز أيضًا مجالات أخرى من الصحة، مثل المرونة المناعية وتوازن الهرمونات ومدى جودة وظائف الدماغ.
فعلى سبيل المثال، إن إل-ثيانين، وهو عبارة عن مادة كيميائية نباتية موجودة في الشاي الأخضر، يعد منشطًا للذهن ويساعد على تحسين الحالة المزاجية بفضل قدرته على توليد حالة ذهنية مريحة ومركزة. ويمكن الحصول على مركب ريسفيراترول المضاد للأكسدة، وهو عبارة عن بوليفينول بخصائص مضادة للالتهابات، من مجموعة متنوعة من الأطعمة مثل العنب والتوت والتوت البري والفول السوداني والفستق وحتى الشوكولاتة والتي تعزز تدفق الدم في المخ وأداء المهام الإدراكية.
وبالطبع، يستخدم الكثيرون الكافيين كمنشط دائم سواء عن طريق تناول الشوكولاتة أو احتساء الشاي أو القهوة، وهو معروف بقدرته على تحسين الأداء العقلي (أي التركيز والانتباه ومهارات الوظيفة التنفيذية والمزيد).
في هذا السياق، حذرت اختصاصية التغذية بروفيسور أشلي جوردان فيريرا من تناول “الكافيين الاصطناعي”، ناصحة بالحرص على تناول الكافيين الذي يتم الحصول عليه من نباتات، مثل فاكهة القهوة الكاملة وحبوب القهوة الخضراء والشاي.
فوائد منشط الذهن لصحة الدماغ
ذكرت بروفيسور فيريرا فوائد منشط الذهن لصحة الدماغ قائلة إنه “بالنسبة لمجموعة واسعة من الأنشطة والمشاعر الأساسية للحياة، فإن المرونة المعرفية هي جوهرها. يتضمن ذلك أشياء مثل التعاطف والمناظرة والتحكم في الانفعالات وتنظيم الإجهاد وتغيير الاتجاهات والتخطيط الاستراتيجي والكتابة الإبداعية وحل المشكلات وتعدد المهام.
كما أن مجرد قراءة كتاب وفهم ما يتم قراءته في نفس الوقت يتطلب استفادة العقل من مجموعة مهارات المرونة المعرفية”.
ومن بين جميع المجالات المعرفية العصبية التي تم اختبارها في التجربة السريرية للطب البديل والتكميلي المبني على الأدلة لعام 2014، يمكن القول إن قدرة منشط الذهن مثل نبات كانا يساعد على تحسين المرونة الإدراكية، بما يشمل مجموعة فرعية من مهارات الوظيفة التنفيذية.
وبالمثل فإن نبات الجينسنغ يمكن أن يساعد على توزان الحالة المزاجية والعمل بنشاط دون شعور بإجهاد، بخاصة عند انجاز المهام المعرفية، لأنه يكون بمثابة عامل حماية طبيعي، مما يعني أنه يوضح القدرة على تعزيز القدرة على العمل العقلي والأداء البدني أيضًا دون زيادة استهلاك الأكسجين.
منشطات الذهن آمنة
وفقًا لدكتور ويليام كول، ممارس الطب الوظيفي، تعتبر معظم منشط الذهن آمنة بشكل عام، طالما أنه يتم اختيار مكونات منشط الذهن من علامات تجارية محترمة ومنتجات عالية الجودة.
وأشار إلى أنه يتم استخدام مكونات منشطات الذهن منذ عقود، بل وبعضها يستخدم منذ آلاف السنين، وتم اختبارها سريريًا. لكن أضاف كول قائلًا: “نصيحتي هي البدء ببطء والاستماع إلى الجسد والتكيف وفقًا لذلك، مع ضرورة إخبار الطبيب دائمًا عن أي أنواع للمكملات الغذائية يتم تناولها”.
وأردف قائلًا إن كل شخص فريد من نوعه، وربما يكون بعض الأفراد أكثر حساسية (أو استجابة) لمكونات منشط الذهن المختلفة. كما هو الحال مع أي تغيير في النظام الغذائي أو نمط الحياة، لذا يجب أن يتم مراجعة الطبيب قبل البدء في تناول أي مكملات غذائية أو إضافة أي مكون من المكونات المنشطة للذهن بشكل دوري في الروتين الصحي.
ويشدد الخبراء على ضرورة مراجعة الطبيب إذا كان الشخص يتناول أدوية أو يعاني من حالة صحية ما وبالطبع إذا المرأة حاملًا أو تقوم بالرضاعة الطبيعية.