تعتزم الإدارة الأميركية تقديم حزمة مساعدات عسكرية إلى أوكرانيا، تتضمن راجمة صواريخ بمميزات فريدة، وطائرة بدون طيار “درون” بإمكانيات جبارة، بالإضافة إلى أنظمة صواريخ متطورة من بريطانيا وآليات مدرعة قتالية ألمانية، وهو ما وصفته موسكو بأنه “صب الزيت على النار”.
وقالت وزارة الخارجية الروسية إن “أي شحنات أسلحة إلى أوكرانيا تزيد من مخاطر المواجهة المباشرة بين موسكو وواشنطن”، مضيفة: “دول الناتو تدفعنا نحو أسوأ السيناريوهات”.
وكانت واشنطن قد أعلنت أنها ستزود أوكرانيا بمنظومات صواريخ متطورة، من بينها منظومة “هايمرز” بالغة الدقة، التي تصنعها شركة “لوكهيد مارتن” الأميركية.
ولدى كل من أوكرانيا وروسيا منظومات راجمات صواريخ، لكن “هايمرز” أطول مدى وأكثر دقة، إذ يصل مداها إلى نحو 80 كيلومترا.
ووفق الجيش الأميركي، فإنها مصممة لإطلاق أحدث الذخائر الدقيقة التي تتراوح بين 15 إلى 499 كيلومترا، ويشمل ذلك الصواريخ الدقيقة من نوع (GMLRS)، وهي ضمن طراز (MLRS)، التي يصل مداها إلى أكثر من 70 كيلومترا، وتوفر مزايا تكتيكية مهمة، من أهمها سرعة الاستجابة والقدرة على إطلاق هجمات مميتة وإحداث أضرار كبيرة بالعدو.
كما كشف مسؤولون أميركيون أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، ستزود أوكرانيا بـ”مسيرات مسلحة” من طراز “غراي إيغل”، يمكن تسليحها بصواريخ “هيل فاير” لاستخدامها في ساحة المعركة ضد روسيا.
وتبلغ سرعة هذه المسيرات أكثر من 300 كيلومتر بالساعة، ويصل مداها إلى 400 كيلومتر.
وصاروخ هيل فاير، الذي تنتجه شركة “لوكهيد مارتن” هو صاروخ جو – أرض، صنع أول مرة للاستخدام المضاد للدروع، لكن تم تطوير نماذج لاحقة خاصة بالطائرات المسيرة، لتنفيذ ضربات دقيقة ضد أهداف محددة.
واستخدمت الولايات المتحدة طائرات مسيرة مجهزة بصواريخ “هيل فاير” لاستهداف قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، الذي قتل قرب مطار بغداد في غارة جوية أميركية في 3 يناير 2020.
أسلحة بريطانية وصفقة ألمانية
من جانبها، أعلنت بريطانيا أنها سترسل أنظمة صواريخ متطورة، متوسطة المدى، إلى أوكرانيا، في خطوة يتم تنسيقها مع الولايات المتحدة.
وقال وزير الدفاع البريطاني، بن والاس، إنه سيتم إرسال عدد غير محدد من راجمات الصواريخ إم 270، التي يمكنها القصف بصواريخ دقيقة التوجيه يصل مداها إلى 80 كلم.
وأضاف أن القرار تم بـ”التنسيق الوثيق” مع قرار أميركي بإرسال أنظمة صواريخ “هيمارس” إلى أوكرانيا. ويتشابه نظاما الصواريخ، رغم أن النظام الأميركي يحتوي على عجلات بينما يعمل النظام البريطاني -الذي صنعته الولايات المتحدة أيضا- بنظام المسار المستخدم في المركبات المجنزرة.
بدوره، أعلن المستشار الألماني، أولاف شولتز، إنه توصل إلى اتفاق مع أثينا يقضي بأن ترسل اليونان إلى أوكرانيا مدرعات من الحقبة السوفييتية، مقابل حصولها على عتاد أحدث من برلين.
وحسب معلومات أولية أوردتها وسائل إعلام يونانية، فإن الاتفاق ينص على أن ترسل اليونان إلى أوكرانيا مركبات قتالية مدرعة من طراز “بي إم بي-1” كانت أثينا قد حصلت عليها عام 1994، وبالمقابل تعوّض برلين أثينا هذا العتاد القديم بمركبات مشاة قتالية أحدث من طراز “ماردر”.
إطالة أمد الحرب
وتعليقا على تلك التطورات المتلاحقة، اعتبر المحلل السياسي الروسي، ماكلويد شولمان، أن هناك “استفزازات غربية منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، سواء عبر الدعم بأسلحة ثقيلة أو مزيد من التوسع شرق أوروبا”، مضيفا أن موسكو “لم يعد لديها ما تخسره، لذلك على الغرب أن يعيد حساباته”.
واستطرد في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية”: “الغرب يخاطر بحرب عالمية ثالثة، بإرسال أسلحة ثقيلة إلى أوكرانيا، ولا أتوقع أن يوافق الكونغرس الأميركي على مثل هذا التهور، حيث إن هناك اجتماعات منذ أكثر من 3 أسابيع وخلافات حول الفكرة، إلا أن الضغوط زادت مع الانتصارات المتتالية لروسيا في دونباس الأوكرانية”.
وأشار إلى أن “الغرب يشتكي من إطالة أمد الحرب، لكنه يغذيها لتستمر وتستنزف قدرات روسيا وأوكرانيا أيضا”.
وتابع شولمان: “موسكو تخسر كل يوم مئات الملايين من الدولارات في الحرب، وكذلك أوكرانيا التي ستخرج منها مكبلة بالديون، وستضطر إلى أن ترهن حبوبها ومنتجاتها للغرب للسداد”.