لقد استمعت إلى مقطع على اليوتيوب يشكو فيه أحد الآباء من عقوق ابنه , لا اريد أن أتطرق إلى التفاصيل , ولكن ما لفت انتباهي هو العبارات السوقية (الشوارعية) التي كان يستخدمها الأب أثناء حديثه عن إبنه وينعته بها , مما يترك أكثر من علامة استفهام عن طبيعة الخلفية التربوية التي نما وترعرع فيها هذا الأب , والتي بدورها كان لها تأثير كبير على العلاقة التي كانت تربط بين أفراد الأسرة . ملف العلاقة بين الآباء والأبناء ما زال مغلقا حتى هذه اللحظة , وطلبة العلم وبمختلف توجهاتهم ما زالوا يترددون في الحديث عن هذا الملف الشائك (الخطوط الحمر) . وتجد طلبة العلم في كل دروسهم يؤكدون دائما على حقوق الوالدين ويتناسون حقوق الأبناء . يذكرون حقوق الراعي ولا يتطرقون إلى حقوق الرعية . تجدهم يتحدثون عن حقوق الزوج وبالكاد يتطرقون إلى حقوق الزوجة . ثم تجدهم يطالبونك بالصبر والاحتساب ويتناسون أن الصغط يولد الانفجار (العقوق) . العيال كبرت وما زال الآباء ينظرون إليهم على أنهم ما زالوا أطفال رضع وأيضا قصر ؟! . وأن الأبناء يجب أن يرجعوا إليهم في كل تفاصيل حياتهم , وأنهم هم (المحور) الذي يجب أن تدور حوله كل الأحداث . وإلا فـ (الكرت الأحمر) جاهز والمتمثل بكم هائل من الشتائم والسباب والدعوات واللعنات , بالضبط مثل الأطفال الصغار لم يستفيدوا من تجارب الحياة والتقدم في السن . وكثيرا ما أدت هذه الدعوات إلى نتائج كارثية وكان الحصاد هشيما تذروه الرياح , وتجد الآباء أول من يكتوى بحصاد ألسنتهم (الفالتة) . ومن ثم تجدهم يشكون من عدم توفيق الأبناء في حياتهم العلمية والعملية , وفي نفس الوقت تناسوا قَول رسُولُ اللَّهِ ﷺ: لا تدْعُوا عَلى أَولادِكُم ، لا تُوافِقُوا مِنَ اللَّهِ سَاعَةً يُسأَلُ فِيهَا عَطاءً، فيَسْتَجيبَ لَكُم . وقوله ﷺ : رحم الله والدا أعان ولده على بره . كيف تريدونهم أن يكونوا بارين بكم وأنتم تأخذون منهم أجرة المنزل والنفقة وغير ذلك على الرغم من ظروفهم المادية الصعبة , ورغم أن الله قد بسط عليكم من رزقه واغناهم عمن سواه . كم من الأبناء تدمرت حياتهم الزوجية بسبب التدخلات الرعناء من قبل الأباء والأمهات , وكم من طالب فشل في دراسته بسبب اجباره من قبل الوالدين على دراسة تخصص غير مقتنع به . لا أريد أن أعيش في جلباب أبي هذا حال الأبناء في هذا العصر . ثورة المعلومات والإنترنت جعلت الفجوة بين الأبناء والآباء فلكية بل أحيانا بين أبناء الجيل الواحد . في الوقت الذي تجد فيه البعض من الآباء من يريد أن يعيد العلاقة إلى ما كانت عليه في العصر الحجري , لقد أدرك البعض من الأباء العقلاء ذلك فوجدنا بعض الأقوال الدارجة التي تنم عن الحكمة وبعد النظر على وزن : إذا كبر ابنك خاويه (الصداقة) , ربي إبنك في صغره حتى لا يربيك في كبره . من أجمل ما سمعت : لا تربوا أولادكم كما رباكم أباؤكم فإنهم خُلقوا لـ زمان غير زمانكم , نحن بجاجة إلى مفهوم جديد للعلاقة بين الأباء والأبناء يقوم على قاعدة لا ضرر ولا ضرار وحتى يعيش الأبناء في جو أسري سليم . وحتى لا يستغل أعداء الاسلام ذلك ونجد أنفسما وقد فرضت علينا قوانين أممية لا قبل لنا بها على وزن حقوق الطفل , المرأة , المثليين . هده العلاقة يجب ان يدخل فيها علم النفس والاجتماع بقوة إلى جانب كتاب الله والهدي النبوي الشريف .
- إمام المسجد النبوي: الإيمان العميق وحسن الظن بالله هما السر الكامن في ثبات الأمة
- متحدث «الأرصاد»: أمطار غزيرة ورياح نشطة على المملكة قبل دخول الشتاء
- تؤكد التزام المملكة وجهودها في مجال الاستدامة بالقطاع السياحي
- بلدية الخبراء تطرح ثلاث فرص استثمارية
- 5 ضربات ناجحة.. “الزكاة” تتصدَّى لتهريب 313,906 حبوب “كبتاجون” في الحديثة
- خطيب المسجد الحرام الشيخ عبد الرحمن السديس: لا تنجرفوا بأخلاقكم نحو مادية العصر واجعلوا الاحترام أساس علاقاتكم
- الاتحاد الدنماركي لكرة القدم يدعم استضافة المملكة مونديال 2034
- “تفاصيل الغياب” تبهر الجمهور وتثير الإعجاب في جدة
- تركي آل الشيخ يفوز بجائزة الشخصية الأكثر تأثيراً في العقد الأخير من MENA Effie Awards 2024
- هل يوقف العنب الأحمر سرطان الأمعاء؟
- الأرصاد عن طقس الجمعة: أمطار رعدية ورياح نشطة على عدة مناطق
- أمير منطقة حائل يستقبل وزير السياحة
- إدارة تعليم المذنب تحتفي باليوم العالمي للطفل
- حرس الحدود بجازان ينقذ مواطنين تعطلت واسطتهما البحرية في عرض البحر
- تنفيذ حكم القتل تعزيراً بعدد من الجناة لارتكابهم جرائم إرهابية
المقالات > #أضواء_الوطن, #المقالات, #مقالات_فوزي_محمد_الأحمدي > نحو مفهوم جديد للعلاقة بين الآباء والأبناء
31/05/2022 1:22 م
فوزي محمد الأحمدي
0
309103
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/3505553/