أصدرت سيلفي برياند، رئيسة منظمة الصحة العالمية للتأهب للأوبئة والجوائح والوقاية منها، خلال مؤتمر صحافي عقد مؤخرا، تحذيرا بشأن جدري القرود. وحذرت من أنه قد تكون مئات حالات الإصابة بجدري القردة التي شُخّصت الشهر الماضي في جميع أنحاء أوروبا وأميركا الشمالية والجنوبية وإسرائيل والإمارات وأستراليا، مجرد “غيض من فيض”.
واقترحت برياند أنه يمكن أن يكون هناك “العديد من الحالات التي لم تُكتشف في المجتمعات”، حيث لا تظهر أعراض جدري القرود على الفور.
ويشتكي الأفراد المصابون في البداية من أمراض شبيهة بالإنفلونزا مثل الحمى وآلام العضلات وتضخم الغدد الليمفاوية قبل ظهور طفح جلدي يشبه جدري الماء على الوجه والجسم. وبينما لا يوجد علاج معروف للفيروس، فإنه يتراجع عادة في غضون أسبوعين إلى أربعة أسابيع.
وعلى الرغم من قولها “إننا نعلم أنه سيكون لدينا المزيد من الحالات في الأيام المقبلة”، إلا أن برياند لم تشجع الناس على الذعر، وأصرت على أن “هذا ليس مرضا يجب أن يقلق عامة الناس بشأنه. ليس كوفيد أو غيره من الأمراض التي تنتشر بسرعة”.
وبينما لا تزال منظمة الصحة العالمية تسعى لتحديد الأصل الدقيق لتفشي مرض جدري القردة الأخير، لا يوجد ما يشير إلى أن الفيروس المسؤول عن ذلك تحور أو أصبح أكثر خطورة.
وعقدت المنظمة اجتماعا طارئا الأسبوع الماضي لمناقشة تفشي المرض، الذي بدأ في وقت سابق من هذا الشهر، على الأرجح في المملكة المتحدة بين الأفراد الذين سافروا إلى نيجيريا. والمرض مستوطن في غرب ووسط إفريقيا على الرغم من ندرة وجوده خارج القارة.
وأكدت ماريا فان كيركوف، المسؤولة في منظمة الصحة العالمية، أن غالبية الحالات التي تم اكتشافها خارج إفريقيا عثر عليها لدى رجال لديهم اتصال جنسي مع رجال، وأن التقارير المبكرة عن تفشي المرض في بلجيكا وإسبانيا كانت لها صلات بمهرجانات مثليي الجنس الكبيرة في تلك البلدان.
وتم تشخيص أكثر من 200 حالة في 20 دولة حول العالم، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، ومعظمها موجود في المملكة المتحدة. وأصبحت بلجيكا الأسبوع الماضي الدولة الوحيدة التي أعلنت الحجر الصحي الإلزامي لمدة 21 يوما للأفراد المصابين.