لا حدس الجمعة وما أدراك ماالجمعة يوم من أيام العقدية او العقائد له خصوصياته عند أهل الاسلام عطلتهم نهاية الأسبوع ويوم إجازتهم ، فيه تمارس شعائر صلاة الجمعة والأذكار ، وكثرة الصلاة والسلام على صفوة البرية رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام . يوم الجمعة خير يوم تشرق عليه الشمس . اليوم السابع الذي ستوى الله فيه على العرش . الاستواء معلوم والكيف مجهول . خلق الله أدم فيه ، وفيه تاب عليه ، وفيه أنزله على الأرض ، وفيه تقوم الساعة على أرذل الخلق ، وفيه أخذ أهل القرى الظالمة ، وفيه أهلك الاقوام الكاذبة مكذبة رسله ، وفيه أغرق كل ظالم وكافر ومتكبر وجبار . يوم أهلك الطغاة والكفار فيه ، ومن غضب عليهم . يوم تقوم فيه القيامة ، ويوم فيه الحساب والجزاء يوم لا ينفع فيه مالاً ولا بنون . الجمعة سيد أيام الأسبوع وافضلها عندالله . يوم أمرت الامم بتعظيمه فضلوا عنه ، وهدى الله المسلمين إليه . الجمعة مفرد الجمع لغةً ، واصطلاحاً التجمع والاجتماع في يوم مخصوص ووقت مخصوص واشخاص مخصوصة ومكان مخصوص وسماع وعظاً مخصوص . من كل أسبوع يجتمع المسلمون لاداء صلاة الجمعة من الشعائر الإسلامية . الجمعة عيد المسلمين الأصغر في الأسبوع. يوم مبارك فيه ساعة من وفق فيها وفق الفوز الأعظم ساعة الإجابة. في يوم الجمعة ياخذ المسلمون كامل الزينة أجمل الملابس وأزكى الطيب . فيه يغتسل ويتنظف المسلمون ويتطهرون نظافة كاملة . الجمعة يوم مميز عند المسلمين . سنورد في هذا المقال المظاهر الاجتماعية قبل مايزيد عن أربعين عاماً وزد قليلاً بل كثيراً في قريتي وموطن مدارجي قرية جعرانه مكةالمكرمة. ملمح عن المظاهر الاجتماعية في هذا اليوم وخصوصيته . موسم شعائر الجمعة طابعاً خاص وسمة معينة .
تجد كبار السن ، وكبير الأسرة يستعدون لصلاة الجمعة مبكراً فيغتسلون ، ولهم ملابساً خاصة يدخرونها لصلاة الجمعة ويتطيبون بدهن العود او الورد او المسك كلاً على قدر وسعه ، ويفضلون السير على الأقدام إلى مسجد جامع الحي او القرية ضحى من تمام الساعة العاشرة لمن كان قريباً دون المركبات ، ومن كان في منأى فلا شك قبل ذلك بوقت مبكر سيراً على الأقدام ، وتلاحظهم على الطرقات يسيروا مشياً نحو مسجدالجامع لا تنقطع الطرقات من سيرهم مع كبر سنهم ، وتجد كبير الأسرة يسير وأبناءه خلفه مع ضوءً الشمس تلمع ملابسهم النظيفة كحبات اللؤلؤ والدر الثمين . تشعرك بروحانية شعائر الدين ، والطرقات تعج بعبق دهن الطيب مع الأذان الأول تلاحظ حركة قاصدي مسجد الجامع تسير سيراً او راكبةً تسمع أصوات الاستغفار والتهليل والتكبير والتحميد والحوقلة تدغدغ الاسماع ، وكبار السن يحب ان يستحوذ دهن العود او الورد او المسك بأغلى ثمن ، ويقول احد المستشرقين أثناء إقامته في احد بلاد الإسلام انه يميز يوم الجمعة عن سائر الأيام بعبق الروائح الزكية من دهن العود او المسك ، تدغدغ خشاشيم الانف اثناء مرورهم بشارع داره ، ويظهر جلياً عند دخول المسجد ، واداء تحية المسجد ركعتين يقوم البعض بحذي من هو جالس بجانبه عن يمينه ، وعن شماله بشيء من الطيب دهن العود او المسك او الورد وتشاهد تبادل دهن الطيب بينهم داخل مسجد الجامع ، وأثناء دخول مسجد الجامع اول مايدغدغ الخياشيم عبق دهن الطيب والبخور . تعطي أجواء طيبة الرائحة واريحية داخل المسجد وتشاهد مداخن البخور في أطراف مسجد الجامع من قبل بعض الميسورين وتسمع دوي تلاوة القرآن الكريم يعج بها مسجد الجامع تختلط بها أصوات الكهولة والصبيان ، والصغير والكبير ، والمتعلم وغير المتعلم ، وتزاحم هذه التلاوة التهليل وتكبير والتسبيح والتحميد والحوقلة . تحسسك باجواء روحانية ، والاقتراب من الخالق ، والبعض تراه يكثر من الركوع مقلداً امام الجبل ( لبنان ) او بعلبك الإمام الاوزاعي الذي كان يكثر الركوع داخل مسجدالجامع قبل الخطبة تزيد عن ثلاثة وعشرين ركعة ، وبعد الفراغ من الصلاة تجد خارج مسجد الجامع ، الباعة جلبوا مختلف البضايع لاسيما الأنعام او الأغنام ، والفواكه والماكولات الأسرية ، وتشاهد كبار السن بعد الفراغ من صلاة الجمعة والسنن ، متجهين لمقر الإمارة ، ليجدوا ديوان الإمارة مفتوح على مصرعيه ، وأمير الديرة مرحباً بهم . يتبادلون أطراف الحديث ، ويدار بينهم حساءً من القهوى ثم الشاهي ، ومحور أطراف الحديث وتبادله عن الظواهر السلبية ، ومهددات المجتمع كتجول عمالة سائبه ملفته للنظر او غير مقيمة بصفة نظامية ( مخالفة ومتخلفة ) او تعديات على أملاك الدولة او الغير او تجول مركبات بدون لوحات . ارتفاع بعض اسعار مستلزمات الأطفال او المواد الغذائية والبناء والبترولية ، واعلاف المواشي او خلافات ومشاحنات او مشاجرات وقعت بين أشخاص او جماعة او خلاف على حدود أملاك او تغير منار الأرض او أضرار سيول في عطب الحيازات الزراعية والدور او وفيات ومواليد او جيزات او حفر وحفريات في موقع ما من المهددات حياة الانسان او حفر بالشوارع تهدد المركبات او عقوم او أبار مهجورة ، وعن اكنان ملجأً للمروجين الممنوعات والملوثات العقلية ، والفارين من العدالة او قلة النظافة بالاحياء السكنية ، وتكدس النفايات تنبعث روائح كريهة ضررها وخيم على السكان ، ويفرغ موظفاً يرصد هذه الملاحظات ثم تفرغ وتتحقق الإمارة بوسائلها المتبعه والخاصة بها ، وترى احد الموظفي يخاتف البعض من المشائخ والنواب والمعرفين والأعيان الحضور لمكتبه بعد الجلسة تبين فيمابعد يبلغهم عن المطلوبين من أفراد جماعتهم بإبلاغهم بالحضور يوم السبت للإمارة لإبلاغهم بطلب احد الجهات الرسمية او المرافق الخدمية او الجهات الأمنية مراجعتهم او إعلامهم بموعد جلسة بالمحكمة او مراجعة صندوق التنمية العقاري او الزراعي او الصناعي او التسليف ، وبعد تناول حساء القهوة ومشروب الشاهي الساخن تدور المدخنة او المبخرة ببخور الطيب ثم ينصرفوا بالتكريم لولاة الأمر ومنصوبهم بالغناء الوفير والتوفيق . متوجهين لمنازلهم مسرورين في حبور وهذه العادة اضمحلت في عصرنا الحاضر ، واختفت وتنصلت من المدن سوى شذراً ومذراً في النواحي النائية في منأى بعيد عن المدن . وماكان ينبغي ان تهمل هذه العادة إنما تعزز الروابط الاجتماعية وتطلع الحاكم الإداري المحلي على خوافي بعض الأمور وتحبب الدولة وولاة الأمور ومؤسساتها للمواطن .
في المقال القادم عن صلاة الجمعة متى فرضت وباي موقع تم الصلاة بها .