لم يكن صباحا غير عادي، كان كل شيء فيه طبيعيا، وحتى حماسي الخافت كان يشبه انطفائي كل يوم... أدرت مفتاح سيارتي وانعطفت يمينا لأصطدم بشيء ما!!
صمتت من هول الصدمة ..ومن سوء التوقعات!!... كانت على مقربة مني امرأة تتشبث بيدي طفلها وعيونها مذعورة مما ترى وكأن فمها يمتلأ بالصراخ المحبوس ...
نزلت سريعا من سيارتي والسيناريو الأسوأ أمامي ..هل دهست طفلا!!
وحين نزلت بوجل ورعب رأيت قطة قد فارقت الحياة!!
ليس عدم تعاطف مني مع الحيوان ...ولكني سجدت لله شكرا أن كان ما كان ولم يكن أسوأ
وانطلقت بسيارتي بحذر أتفهم جيدا نعمة أن يكون صباحي عاديا لا يحمل أي مفاجآت..
يوم غير عادي ...
ربة منزل دخلت لتخلد إلى النوم بعد يوم شاق جدا وهي تحدث نفسها كيف أنها تبقى كل يوم في نفس المهام فهي تستيقظ صباحا لتعد الإفطار لعائلتها ثم تبدأ في تجهيز طعام الغداء ثم تستقبل أطفالها بعد ذلك وتذاكر معهم دروسهم في دوامة من الهدوء والمحبة المتبادلة( ما يحدث هو العكس تماما) ثم تقوم لتنظف آثار المعركة من صحونٍ للغداء وأوراق ممزقة ملابس متسخة مفرقة في أنحاء المنزل ..وقبل أن تستغرق في خيالها أكثر قررت أن تتفقد أطفالها وكانت المفاجأة !!
كان باب المنزل مفتوحا وطفلها الصغير الذي لم يتجاوز الثلاث أعوام غير موجود ..صرخت وهرعت إلى زوجها ..استيقظ بدوره وهو فزع وبدأ يبحث عن صغيرهما ..
وفي حملة استنفار وصلت إلى جيرانها ووالدها الذي أتى أيضا وتفرق الجميع في الشوارع يبحثون عن الطفل ..واستيقظت ابنتها التي تبلغ من العمر عشرة أعوام وهي في حالة فزع واستغراب لما يحدث
كانت الأم تبحث في الشوارع وتبكي وهي تستحضر كل تفاصيل الأيام السابقة وتتخيل كيف لو أنها بدون طفلها ومشاغباته
تتذكر لحظات إفطارهم وكيف يركض صوب أخته وأخيه حين يعودان من المدرسة ..
وفجأة رن هاتفها لتسمع صوت ابنتها أمي لقد وجدته لقد فتح الباب وصعد إلى سطح المنزل..لم ننتبه أنه قد كبر وازداد طولا حتى استطاع فتح الباب.. عودي فورا إنه بخير ..
خلدت الأم إلى النوم وهي تحمد الله أن يوم غد هو يوم عادي