في تصريحات مفاجئة تحمل هجوما غير معتاد على الرئيس الروسي، قال رئيس وزراء روسيا الأسبق ميخائيل كاسيانوف إن فلاديمير بوتن “بدأ بالفعل يدرك أنه يخسر الحرب” التي شنها على أوكرانيا ولا تبدو نهايتها قريبة.
وجاءت تعليقات كاسيانوف، الذي عمل رئيسا لوزراء روسيا تحت حكم بوتن بين عامي 2000 و2004، بعد أن ألقى الرئيس كلمة خلال يوم النصر الروسي في 9 مايو، وهو الاحتفال السنوي بهزيمة ألمانيا النازية.
وفي مقابلة مع محطة “دويتش فيله” الألمانية، قال كاسيانوف، الذي اتجه إلى المعارضة، إن بوتن بدا “متوترا بعض الشيء” خلال تصريحاته، مضيفا: “كان رد فعله وخطابه ضعيفين للغاية. أعتقد أنه بدأ بالفعل يدرك أنه يخسر هذه الحرب”.
وخلال خطابه، أكد بوتن أن الغرب كان يسلح كييف لمهاجمة شبه جزيرة القرم، المنطقة الأوكرانية التي تسيطر عليها روسيا، قبل أن تقرر موسكو شن هجوم عسكري على جارتها في 24 فبراير الماضي.
وقال بوتن: “كان تهديدا لا يمكننا قبوله. تهديد مباشر لحدودنا. كل شيء أظهر أننا نتعامل مع النازيين (في إشارة إلى قوات أوكرانية شرقي البلاد) وعلينا أن نفعل شيئا حيال ذلك”.
وأضاف الرئيس الروسي في خطاب يوم النصر: “كان هناك تهديد ينمو يوما بعد يوم. كان علينا أن نفعل شيئا وفعلناه. الحل الوحيد المناسب الذي يمكننا اتخاذه”.
وأبدى رئيس الوزراء السابق اعتقاده أن مستشاري بوتن “ضللوا” الرئيس بشأن حالة القوات الروسية، والوقت الذي تحتاجه لتحقيق أهداف الهجوم العسكري في أوكرانيا.
ومن جهة أخرى، قال كاسيانوف الذي خلف بوتن في رئاسة الوزراء كما سبق له تولي حقيبة المالية في الحكومة، إنه عندما عمل معه “كان بوتن شخصا مختلفا تماما”.
وأضاف: “كان لدينا برلمان مستقل، وكان لدينا إعلام مستقل، وقضاء. اليوم الوضع مختلف تماما”.