لكون الضمير مُهم جداً في حياة الإنسان فقد اعتبره علماء نفسانيون بمثابة عمود فقري للسلوك الإيجابي وهناك من اعتبره بالانا الأعلى أو الانا المثالي والذي يدفع الفرد لمحاسبة نفسه على أفعاله ويؤنبه على أخطائه ويجعله يشعر بالندم، فيما ورد تعريفه في المعاجم العربية بأنه كل مَا يضمرهُ الإنسان في نفسه ويصعب الْوُقُوف عَلَيْهِ أو بمعنى آخر استعداد نَفسِي لإدراك الْخَبيث وَالطّيب من الأفكار والأقوال والْأَعْمَال واستحسان ما كان منها حسناً ونافعاً واستبعاد ما كان منها سيئاً أو مُخالفاً لما جاء بها دين الله الإسلام والذي من منظوره تم تصنيف سائر البشر إلى (1) أصحاب ضمائر حية وهم غالباً ما يكونوا من شديدي الحساسية ولذا يمتنعون بل ويتحاشون دائماً الوقوع في المنكرات والمحرمات أو الاضرار بالآخرين بأي وسيلة كانت (2) أصحاب ضمائر فاترة أو ميتة وهم ممن افتقروا للتربية الإسلامية الحقة منذ نعومة أظفارهم أو أصيبوا بجمود فكري أو إرادي أو انحصار ثقافي أو طغت عليهم مغريات الحياة المادية أو الرغبة في الشهرة أو الانهماك في جمع ما استطاعوا من حطام الدنيا الفانية أو أصيبوا بأمراض سيكوباتية تجعلهم لا يبالون أو يكترثون أو يشعرون بالندم إذا ما وقع منهم سلوكيات إجرامية أو تصرفات مُغايرة لقيم المجتمع وأنظمته وقوانينه المعتبرة (3) أصحاب ضمائر معتدلة وهم الذين يضعون الأمور في موازينها الصحيحة دونما افراط أو تفريط وحسبنا ما قاله أحد العلماء في هذا الجانب بأنه كلما كان التوازن متوافر بين الحرية والانضباط فإن قدرة الضمير على التقييم والتمييز تكون على جانب كبير من الكفاءة والفاعلية وهذا ما يساعد الفرد بطبيعة الحال على اتخاذ القرار الصائب وفي وقته المناسب أما ابن القيم رحمه الله فقد قال: لا تبحث عن قيمتك في أعين الناس وإنما ابحث عنها في ضميرك فإذا ارتاح ضميرك أرتفع مقامك وإذا عرفت نفسك فلا يضرك ما قيل فيك، والضمير بقدر ما يختلف من شخص لآخر ويشحذ أيضاً الهمم واستثمار الوقت بما هو هادف وبناء بقدر ما يبعث على التخطيط السليم إذا ما كان صاحبه واعياً ويقظاً ومفعماً بالحيوية والنشاط واتساع المدارك كما أنه لا ينتقل بالوراثة وإنّما يكتسبه الإنسان من خلال تربيته وتعليمه والأجواء التي يعيش فيها، فيما اعتبره أطباء المخ والأعصاب أحد الوظائف الدماغيّة التي تعمل على توجيه سلوكيات الفرد لأجل مساعدة الآخرين للقيام بأعمالهم وما يحتاجون إليه من متطلبات حياتهم أو استخدامه بصورة مُعاكسة لإلحاق الضرر بالناس من خلال وسائط وتقنية حديثة كما هو حاصل اليوم من قبل أشخاص محترفين وهم يقومون بالاتصال بهواتف مواطنين وإيهامهم بأنهم موظفون في بنوك أو جهات حكومية خدمية حتى إذا ما أطمئنوا إليهم واعطوهم ما طلبوه من وثائق رسمية سحبوا كل ما يتواجد في حساباتهم البنكية والتي ربما تكون حصيلة سنوات طويلة قاموا بجمعها لكي يقـتاتـوا منها أو لأجل إقامة مشاريع أو حفلات زواج مُنتظرة وقد أطفأوا بفعلهم هذا الشنيع مشاعر الفرح والسرور في وجوههم دونما وازع من دين أو ضمير أو حتى حياء كما في المثل الشعبي إذا لم تستحي فأصنع ما شئت، ولذا ما أحرى بالمسلم بخاصة التفكير السليم بمحاسبة نفسه كلما حادت عن جادة الصواب الذي رسمه ديننا الإسلامي الحنيف والذي نبه إليه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه بقوله ( حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوها قبل أن توزنوا ) أي في يوم القيامة لما يغلب على النفس البشرية من ميل شديد للشر مصداقاً لقوله تعالى( إن النفس لأمارة بالسوء إلا من رحم الله ) والتي يتوجب حيالها المُجاهدة تترا لنيل مثوبة الله القائل ( قد أفلح من تزكّى ) فالضمير إذا متى ما تأسس على الخوف من الله ومراقبته في السر والعلن ( إن لم تكن تراه فإنه يراك ) فإنه بالكاد سيثير في الإنسان كوامن الخير والكمال ويبصره بعواقب السلوكيات السيئة والهدامة، فالكيّس من دان نفسه وعمل ما بعد الموت والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: كيف يرتاح من يقوم بأكل مال يتيم قد أوصاه والده عليه قبل وفاته أو يقوم طبيب بمطالبة مرضى لديه بإجراء تحاليل طبية مُكلفة لا داعي لها لأجل زيادة دخل المستوصف الذي يعمل فيه إرضاءً لمالكه على حساب تقوى الله ومخافته وكذلك من يقوم بتشغيل خادمات منزلية فيصرف للواحدة منهن بما لا يتجاوز الألف ومائتي ريال شهرياً مقابل عملهن اليومي والذي قد يكون مُتعباً وشاقاً بينما هو يأخذ ثلثي ما يتقاضاه من المستفيدين وقدره أربعة آلاف ريال شهرياً عن الخادمة الواحدة وهو مُرتاح تماماً ولربما يعيش في قصر فاره وإذا ما أبطأن تُلكم الخادمات في عملهن لأي ظرف من الظروف صرخن عليهن ربات البيوت: نحن ندفع لكن أربعة آلاف ريال شهرياً متناسين بهذا الصنيع غير العادل قول الله تعالى ( وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُون أَلَا يَظُنُّ أُولَٰئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ لِيَوْمٍ عَظِيمٍ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ) هذا ما أردنا تبيانه في هذا الصدد سائلين الله عز وجلّ أن يجعلنا جميعاً ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ( أُوْلَـئِكَ ٱلَّذِينَ هَدَاهُمُ ٱللَّهُ وَأُوْلَـئِكَ هُمْ أُوْلُو ٱلاْلْبَـٰبِ )
- أمير منطقة حائل يستقبل وزير السياحة
- إدارة تعليم المذنب تحتفي باليوم العالمي للطفل
- حرس الحدود بجازان ينقذ مواطنين تعطلت واسطتهما البحرية في عرض البحر
- تنفيذ حكم القتل تعزيراً بعدد من الجناة لارتكابهم جرائم إرهابية
- النيابة العامة تعلن عن تدشين “غرفة الاستنطاق المخصصة للأطفال”
- «الحياة الفطرية» تطلق 26 كائناً مهدداً بالانقراض في متنزه السودة
- تستمرّ للثلاثاء المقبل معلنة دخولَ الشتاء.. جولة مطرية جديدة يصحبها انخفاض بدرجات الحرارة بمعظم المناطق
- لاستبدال 250,000 مكيف.. “موان” يعلن إطلاق ثالث مراحل مبادرة “استبدال”
- «الجنائية الدولية» تصدر مذكرتي اعتقال لنتنياهو وغالانت
- “حساب المواطن” يعلن صدور نتائج الأهلية للدورة 85 لشهر ديسمبر القادم
- من مخاطر داخل المنزل تهددهم.. “المدني” يؤكد أهمية المحافظة على سلامة الأطفال
- “الهيئة العامة”: كود الطرق وضع معايير وشروط لتصميم وتركيب مطبات السرعة
- بوضعية خارج الرحم.. “سعود الطبية” تنقذ جنينًا بحالة حمل نادرة في الأسبوع الـ26
- «الطيران المدني» يُصدر تصنيف مقدِّمي خدمات النقل الجوي والمطارات لشهر أكتوبر الماضي
- الزكاة والضريبة والجمارك تدعو وسطاء الشحن إلى الاستفادة من الخدمات الجمركية المقدمة في المنافذ البحرية
29/04/2022 1:04 م
عبد الفتاح بن أحمد الريس
0
273385
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/3501354/