نشأ " محمود" في مدينة التي اشتهرت بصناعة الغزل والنسيج وقد احترف هذه المهنة التي تعلمها من آبائه وأجداده وقد أضحى من أبرز الفنيين في المصنع وترقى حتى أصبح مشرفا للعمال ، وبينما هو جالس مع والديه إذا بأمه تقول له " محمود " لقد أنعم الله عليك بأن ذاع صيتك في المصنع الذي تعمل فيه حتى أصبحت مشرفا وأنت بعد لم تتجاوز الساسة والعشرين من عمرك وقد أصبحت محل ثقة مدير المصنع فلماذا لا تتزوج يا بني ؟
محمود وقد بدت عليه علامات الاندهاش : أتزوج ؟ الآن ؟ مازال لدي الكثير من ا
لطموح الذي أسعى لتحقيقه فأنا وإن أصبحت الآن مشرفا إلا أني مازال لدي الكثير
والكثير من الطموح الذي أسعى لتحقيقه ....
الأم : مقاطعة لولدها : وهل يمنعك الزواج من استكمال ما تصبو إليه أو تحقيق ما تأمله ؟
محمود : الزواج يحتاج إلى كثير من النفقة وأنا أعرف ضيق الحال فأنت وأبي ما زلتم تكدحون وأنتم في هذه السن وأنا أريد أن أقوم بتوفير متطلبات الزواج دون أن أرهقكما فحسبكما ما أدركتم من التعب والعنت .
الأم : لا عليك يا ولدي فإني وأباك لا نزال نحلم بهذه اللحظة التي طال انتظارنا لها لكي تمسح عنا ما وجدناه من شقاء في هذه السنين المنصرمة . وليس لنا الا أنت فلماذا لا تريد أن تسعدنا ؟؟؟
محمود : أنا هل خالفت لكم أمرا من قبل ؟ هل رفضت لكم طلبا ؟ هل توانيت عن خدمتكم ؟ وهذا واجب علي ومهما أفعل فلن أبلغكم حقكم ... فعطاؤكم لا نظير له .
الأم : شهد الله أنك لم تبرح الحقيقة ولم تغال أو تعدو عن الإنصاف الا أمرا واحدا لم تلب فيه طلبي ولم تستجب لرغبة أبيك ،،،
محمود متعجبا : وما ذاك الطلب لأنفذه في الحال ؟
الأم ودموعها على وجنتيها : الزواج ،،،، هذا طلبي ورغبة أبيك فأنت تعلم أن أباك في حالة صحية مضطربة وبين الفينة والأخرى تأتيه غيبوبته التي يعاني منها جراء مرضه وهو يريد أن يسعد بزواجك ويهنأ بأحفاده أليس ن حقه أن تجيبه لما يريد بعد الذي كان منه ومن تعبه لأجلك ؟
محمود : أبشري يا أماه طالما هذه أمنيتك ،، ورغبة أبي فلا يمكنني أن أتراخى عن شيء فيه سعادتكما إن شاء الله تعالى .
الأم وقد برقت عيناها من الفرحة : هل أنت صادق حقا أم أنك تريدني أن أكف عن كلامي فتعدني بهذا الآن ؟
محمود : بل أنا جاد يا أمي من أجلم أنت وأبي .
الأم : إذن دعني أكلمك في الأمر بجدية وتفصيل .
محمود وقد بدت عليه علامات الدهشة : جدية وتفصيل !
الأم : نعم يا ولدي فقد اخترت لك عروسا تليق بك ، فهي فتاة على خلق ودين وجميلة أيضا وأهلها غاية في الطيبة الجود
محمود ضاحكا : واخترت العروس أيضا !! هذا الأمر دبر بليل ، وليس وليد اللحظة أو الصدفة .
الأم : حقا يا ولدي فمنذ رأيت " فاطمة " خارجة وهي تزور خالتها " أم عبد الله " جارتنا وقد جلست معها لبضع دقائق وقد شعرت بأني أحببتها مذ تلك اللحظات وهي أيضا ذات خلق ودين وحياء وأمانة فماذا تريد أكثر من ذلك ؟
ألا تكفي هذه الخلال الجميلة والخصال النبيلة في الفتاة كي تكون زوجة صالحة ؟ وأما لأبنائك في المستقبل عن شاء الله .
محمود : كما تشائين يا أمي . فقد تركت لك الأمر فافعلى ما بدا لك .
الأم : إن شاء الله وقدر سأتحدث مع خالتها مبدئيا لكي تعرض الأمر على فاطمة قبل أن نذهب نحن جميعا إلى خطبتها حتى لا نتعرض لحرج أو شيء .
محمود مازحا : وهل يمكن أن ترفض فمثلي تتمناه كل الفتيات .
الام بابتسامة عريضة : نعم يا بني أنت شاب مهذب وناجح في عملك ولكن لابد من الاطلاع على رأيها المبدئي .
محمود : افعلي ما تجديه مناسبا .
..... في الصباح تذهب أم محمود لجارتها "أم عبد الله " لتطمئن عليها وبينما يتبادلان أطراف الحديث إذا بأم محمود تسأل عن " فاطمة " لتخبرها أم عبد الله أنها في السنة الأخيرة من دراستها وأن الخطاب يأتون إليها باستمرار الا أنها تأبي ،،
أم محمود : ولماذا تأبى ؟
أم عبد الله : لها شروط معينة في الزوج الذي تراه مناسبا ولا تقبل بغيره
أم محمود وبدت علامات الاندهاش على قسمات وجهها : أي صفات ؟
أم عبد الله : مثل الالتزام الشرعي النجاح في العمل الاستقلال عن والديه فلا يكون الخاطب معتمدا على إعانة أبيه له في النفقة .
أم محمود : وقد بدت علامات البشر على محياها : ممتاز
أم عبد الله : ما فهمت شيئا .
أم محمود : دعيني أصارحك ، فما قدمت إليك الآن إلا من أجل " فاطمة "
أم عبد الله : من أجل فاطمة ؟ كيف ؟
أم محمود : أريد خطبتها لولدي " محمود " وقد أردت منك أن تستطلعي رأيها أولا قبل أن نذهب إلى بيتها لمقابلة أبيها وأمها حتى لا نتعرض للإحراج،، وأنت تعرفين " محمود " جيدا وأظن الصفات التي تريدها فاطمة لديه إن شاء الله .
أم عبد الله : سأفعل إن شاء الله . فاليوم أو غدا ستأتي لزيارتي وسأعرض عليها الأمر .
أم محمود : وأنا في انتظار ردها إن شاء الله تعالى .
..... وفي اليوم التالي تأتي " فاطمة " إلى خالتها لتطمئن عليها ...
فاطمة : كيف حالك اليوم يا خالة ؟
أم عبد الله مبتسمة : الحمد لله بخير ،، كيف حالك أنت ؟
فاطمة مندهشة من ابتسامة خالتها الغير مبررة فلم تعتد منها الابتسامة مع تحيتها ؟
أنا بخير حال . الحمد لله
أم عبد الله : لدي أمر يخصك هل أبدا الحديث فيه الآن أم ننتظر بعد تناول الغداء
فاطمة : كنت أعلم أن هناك شيء ما .. لا، بل نتحدث فيه الآن .فلن أطيق صبرا ،
أم عبد الله : تذكرين المرأة التي كانت عندنا قبل خمسة أيام وجلست معنا لفترة وجيزة
فاطمة : نعم أذكرها ولا زلت أذكر كيف كنت تحملق في كأنها تعرفني جيدا
أم عبد الله : أنت أيضا لا حظت ؟ عموما هي تريد أن تخطبك لابنها ..
فاطمة مندهشة : ولماذا لم تأت إلى بيتنا وتكون الخطبة من أبي ،، أنالا أقلل من قيمتك يا خالة ولا من حبي لك ولكن هذا هو الأصل .
أم عبد الله : لقد قلت لها ما قلتيه يا ابنتي ولكنها بررت أنها تريد أن تعرف رأيك المبدئي قبل الذهاب إلى أبيك .
فاطمة : أنت تعرفين جيدا يا خالة أن لي شروطا معينة فيمن أتزوجه .
أم عبد الله : أعرف يا فاطمة وأخبرتها ،، وأنا أقول لك إني أعرف " محمود" جيدا وكل الشروط التي تريدينها فيه ،، فبم أجيبها ؟
فاطمة وقد احمر وجهها خجلا : أنت أدرى مني بهذه الأمور فافعلي ما تجدينه مناسبا ألست منك بمثابة ابنتك ؟
أم عبد الله تقوم بالاتصال بأم "محمود" لتخبرها بأن يذهبوا إلى بيت فاطمة لخطبتها ويذهب محمود مع والديه ليجلس مع فاطمة وأبيها فإذا بمحمود يجد فاطمة أجمل مما وصفته أمه بكثير وتتم الخطبة ويكون الاتفاق أن الزواج بعد ستة أشهر فقط .
تمر الأيام سريعة محمود يزداد حبه وهيمانه " بفاطمة " التي بادلته المشاعر نفسها يقضيان الساعات الطوال يتحدثان في الهاتف ..
وحان موعد الزواج ارتسمت السعادة على شفتي والدي محمود وقد خالطت الابتسامة دموع الفرح من الوالدين ...
الأب : الحمد لله أن استجبت لنصحنا يا ولدي لقد حلمت بهذه اللحظة طويلا وكنت أخشى ألا أدركها .
محمود : أطال الله عمرك يا أبي أنت وأمي وأمدكما بالصحة العافية ،،
يذهب الجميع إلى قاعة العرس يهمس محمود في أذن " فاطمة " لا أكاد أصدق أنني في اليقظة ،، لم تكن لحياتي معنى قبل أن أراك ،، تكتفي " فاطمة " بالابتسامة بخجلها الذي يكسوها بهاء وجمالا فوق جمالها .. وتعده بأن تكون له الزوجة الصالحة .
مرت الأيام سريعة ولم يحدث حمل فتطلب "أم محمود" من ابنها أن يترددا على الطبيب ،، ويحاول "محمود" أن يقنع أمه بأن الوقت لم يتأخر فل تمر الا شهور معدودة لكن رغبة الام كانت ملحة ،، وبعد إصرار الأم على الذهاب للطبيب . يطلب منهما اجراء الفحوصات الشاملة ،،، التي أصبت الجميع بالصدمة الغير متوقعة فقد أكد الطبيب أن " محمود " مصاب بالعقم وأنه لن ينجب ...
نزل الخبر كالصاعقة على " محمود " ولكن " فاطمة " أخذت تهدئ من روعه وتلطف في كلامها بأن الطبيب ربما مخطئا وأن يذهبوا إلى طبيب آخر عاد "محمود" الى بيته مثقلا بالهموم محملا بالأسى لتساله أمه فلا يرد عليها... لتخبرها "فاطمة" بأن الطبيب أراد المزيد من التحاليل والفحوص الطبية وأن "محمود" مجهد من طول الطريق والانتظار في عيادة الطبي%A
- الأرصاد عن طقس الجمعة: أمطار رعدية ورياح نشطة على عدة مناطق
- أمير منطقة حائل يستقبل وزير السياحة
- إدارة تعليم المذنب تحتفي باليوم العالمي للطفل
- حرس الحدود بجازان ينقذ مواطنين تعطلت واسطتهما البحرية في عرض البحر
- تنفيذ حكم القتل تعزيراً بعدد من الجناة لارتكابهم جرائم إرهابية
- النيابة العامة تعلن عن تدشين “غرفة الاستنطاق المخصصة للأطفال”
- «الحياة الفطرية» تطلق 26 كائناً مهدداً بالانقراض في متنزه السودة
- تستمرّ للثلاثاء المقبل معلنة دخولَ الشتاء.. جولة مطرية جديدة يصحبها انخفاض بدرجات الحرارة بمعظم المناطق
- لاستبدال 250,000 مكيف.. “موان” يعلن إطلاق ثالث مراحل مبادرة “استبدال”
- «الجنائية الدولية» تصدر مذكرتي اعتقال لنتنياهو وغالانت
- “حساب المواطن” يعلن صدور نتائج الأهلية للدورة 85 لشهر ديسمبر القادم
- من مخاطر داخل المنزل تهددهم.. “المدني” يؤكد أهمية المحافظة على سلامة الأطفال
- “الهيئة العامة”: كود الطرق وضع معايير وشروط لتصميم وتركيب مطبات السرعة
- بوضعية خارج الرحم.. “سعود الطبية” تنقذ جنينًا بحالة حمل نادرة في الأسبوع الـ26
- «الطيران المدني» يُصدر تصنيف مقدِّمي خدمات النقل الجوي والمطارات لشهر أكتوبر الماضي
محمد محمود يوسف الحماد
فرحة لم تكتمل
24/04/2022 12:14 ص
محمد محمود يوسف الحماد
0
305763
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/3500595/