عندما يبدر منا تصرف ما تجاه الآخرين فإنه يتولد لديهم انطباع إما جيداً وإما سيئاً وكذلك الآباء والأمهات عليهم أن يعلموا أن سلوكهم وأفعالهم تجاه أبنائهم لها تأثير على توجهاتهم الفكرية والنفسية، وصحيح أن هناك صفات وراثية يحملها الطفل منذ الولادة مثل لون البشرة الشعر الطول نسبة الذكاء وهذه كلها جينات تدخل بتكوين الجنين في رحم أمه ثم يأتي للحياة فيكتسب من البيئة التي يعيش بعض الصفات مثل : الخوف من الظلام أو الرهاب من الأماكن العالية كذلك الجرأة في التعامل مع الآخرين وكلها أمور مكتسبة بالإضافة إلى الأمور الفطرية التي يولد بها.
ومن الأمور الأكيدة أيضاً أن طبيعة العلاقة بين الزوج والزوجة تؤثر على أطفالهم فكلما كانت العلاقة طيبة يغلب عليها طابع الاحترام والمحبة فإن ذلك يظهر إيجابياً على شخصية الطفل وسلوكه وفي الجانب الآخر نجد اضطراب العلاقة الأسرية بين الزوج والزوجة يؤثر سلباً على الطفل لينعكس على سلوكه ويجعله يشعر بعدم الأمان مما يؤدي إلى سلوكيات شاذة وعدوانية نحو الآخرين فالأطفال يتأثرون بطبيعة الجو الأسرى والأسرة المترابطة المحبة توفر لاطفالها بيئة جيدة تمكن الطفل من الاستكشاف والابتكار أما الأسرة المضطربة فإن تعاملها مع أطفالها تسوده القسوة والغلظة وهذا يولد لدى الطفل العدوانية والعناد ولعلاج تلك السلبيات التي يفرزها تعامل الوالدين السلبي مع أبنائهم.
اقترح بعض مسارات لحل تلك المعضلات فلربما ساعدت في بناء طفل سوي يحسن التعامل مع الآخرين مثال ذلك : بناء الثقة بالنفس لدى الطفل وتشجيعه على الاعتماد على نفسه وكيف يحول الفشل إلى نجاح ولا ننسى أن الحالة المزاجية للوالدين قد تنعكس بشكل كبير على أطفالهم ولا شك أن الوالدين لهم تأثير كبير كما أسلفت سابقا على أبنائهم فكلما كان لدينا الوعي الكافي لا شك أننا سنتعامل معهم بحب وتضحية وإخلاص وهذا سيمكنهم من العيش بأمان وسلام داخلي فيثمر بالخير الوفير على أسرته ومجتمعه ووطنه.
بقلم الكاتبة : فدوى عبدالحي.