بعد عدة إخفاقات روسية في أوكرانيا، تصاعدت المطالب الداخلية بإمكانية تفعيل مهام قوات الأمن الجماعي التي تقودها روسيا، للحصول على دعم خارجي، في مواجهة العزلة التي فرضها الغرب، الذي اصطف وتضامن بشكل موسع مع كييف.
وتأسست منظمة معاهدة الأمن الجماعي في 2002، ويضم هذا التحالف السياسي العسكري 6 دول أعضاء، هي روسيا وأرمينيا وبيلاروس وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان، وينظر إلى العدوان على إحدى هذه الدول على أنه عدوان ضد كل الدول، وتعتبر المنظمة “نوعا من الثقل الموازن الروسي في مواجهة حلف شمال الأطلسي (الناتو)”.
غير أن المنظمة تشهد بعض الانتقادات الداخلية، وكان أحدثها، الأربعاء، ما قاله رئيس الوزراء الأرميني، نيكول باشينيان، في جلسة بالبرلمان، حيث أكد على أن منظمة معاهدة الأمن الجماعي لم تتفاعل بشكل صحيح مع الغزو الأذربيجاني في مايو 2021.
وعقدت جلسة جديدة للجنة العسكرية لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي عبر الفيديو، الخميس، ووفق بيان لوزارة الدفاع الكازاخستانية فإن الوزارة لم تتلق أي طلبات حول إرسال العسكريين الكازاخستانيين إلى أوكرانيا أو أي دولة أخرى، في إطار منظمة معاهدة الأمن الجماعي.
وأوضحت أن “جلسات اللجنة العسكرية لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي تعقد بشكل عادي مرتين سنويا، في النصف الأول والنصف الثاني من العام، وجها لوجه أو عبر الإنترنت. ولم يتم إدراج مسألة حول إرسال قوات من منظمة معاهدة الأمن الجماعي للمشاركة في أي عملية، على جدول أعمال الاجتماع”.
إحراج روسيا
وتعقيبا على ذلك، قال المحلل المتخصص في الشؤون الأمنية والسياسية الدولية، ميتشل بيلفر: “يوجد في موسكو طريقتان مختلفتان للتفكير في الوضع الآن. الأولى، تود إشراك أكبر عدد ممكن من الشركاء لكي تنجح في مهمتها”.
وأضاف بيلفر، وهو مدير مركز المعلومات الخليجي الأوروبي في روما، في تصريحات لـسكاي نيوز عربية، أن “الجانب الآخر من الكرملين يخشى طلب استحضار منظمة الأمن الجماعي، خوفا من عزوف الشركاء على التحرك لدعم مهمة روسيا، وبالتالي التسبب لموسكو بالإحراج دوليا”.
وتابع: “لقد رأينا بالفعل الاستخدام النشط للأراضي البيلاروسية وكذلك القوات لدعم مهمة موسكو. لم يغير هذا مجرى المعركة، وحتى بيلاروسيا تخشى على الأرجح إرسال عدد كبير جدا من القوات في الخارج، نظرا لوجود توترات متزايدة داخليا، وستحتاج إلى تلك القوات لمواصلة الحفاظ على النظام”.
وأشار إلى أن “كازاخستان أيضا رفضت إرسال قوات لدعم روسيا على الرغم من حقيقة أن روسيا قدمت مساعدة لكازاخستان في وقت سابق من العام للتعامل مع تمرد استمر لمدة 10 أيام تقريبا”.
قانون المنظمة
بدورها، قالت الخبيرة الأميركية المختصة في الشؤون الاستراتيجية، إيرينا تسوكرمان، إن مهام معاهدة الأمن الجماعي، الدفاع عن عضو ضد القوات الغازية الخارجية، ومؤخرا تدخلت في كازاخستان لفترة وجيزة لتقديم المساعدة لحل مشكلة الأمن الداخلي.
وأضافت تسوكرمان، في حديث لموقع سكاي نيوز عربية، أن “الأمر هنا مختلف، روسيا لم تتعرض للغزو الصريح، وهي الطرف المعتدي حتى لو انتهكت أوكرانيا حدودها لفترة وجيزة فهي ليست قوة غازية، هناك لا شيء في هذا التفويض من شأنه أن يرقى إلى مصلحة روسيا”.
وتابعت: “روسيا حاولت أيضا إقناع دول منفردة، بما في ذلك بيلاروسيا وكازاخستان، بالانضمام إلى قواتها. رفضت كازاخستان رفضا قاطعا في السابق، ولم تقل بيلاروسيا صراحة نعم أو لا، لكنها لم تكن مفيدة بشكل خاص”.
وفي 19 فبراير الماضي، أي قبل الحرب بخمسة أيام، قال الأمين العام لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي ستانيسلاف زاس، إن المنظمة قد ترسل قوات لحفظ السلام إلى مناطق في شرق أوكرانيا يسيطر عليها المتمردون المدعومون من موسكو “إذا لزم الأمر”.
وأشار، في الوقت نفسه، إلى أن لدى المنظمة “قوة قوامها 17 ألف جندي في حالة تأهب دائم، وقوة حفظ سلام متخصصة قوامها نحو 4 آلاف جندي”.