مفهوم الطقطقه مفهومٌ سعوديٌّ بامتياز ، يلجأُ إليه في الغالب الكثيرُ ممن ينتمون إلى الوسط الرياضي في بلادنا سواءً كانوا جماهير أو كُتّاب وقد يتعدّى الأمر ذلك ليصل إلى بعض رؤساء الأندية ، يفعلونَ ذلك إمّا ردّاً للإساءة أو من باب التشفي أو المشاركة مع الآخر الذي قد يكون في يومٍ ما أحدَ الخصوم لكنه يظل أقرب ، يطبّقون في ذلك مبدأ (أنا واخوي على إبن عمّي وانا وإبن عمّي على الغريب) .!!
ويُسمح في الطقطقه السعوديّة في مجال الرياضه ممارسة كلِّ أنواع الهجوم من سخريةٍ وتندّر واستهزاء وتهكّم شريطة ألاّ يصلَ الأمر إلى التعدّي على الآخر بما يشبه التنمّر أو التشكيك في المواطنه أو النّيل من الأعراض أو استخدام الألفاظ التي تدعو إلى نشر الأفكار القائمة على التفوق العنصري وبث الكراهية وإثارة النعرات ، فقد وضعت الدولة من القوانين والعقوبات ما يردع كلَّ من تسوّل لهُ نفسه اللجوء إلى مثل تلك المحظورات .!
مرحباً بالطقطقه السعوديه ، تجمعنا في أجواءٍ أخويه ، نروّح بِها عن أنفسنا ، نتبادل فيها الأدوار ، مَن يطقطقُ علينا اليوم ، سنطقطقُ عليه غداً ، وسنتقبل بعضنا بعضاً مهما اختلفت الآراء واحتد النقاش ، فنحن في نهاية المطاف يجمعنا بلدٌ واحدٌ ودينٌ واحد.!!
ولستُ أجدُ خاتمةً لمقالي هذا أصدَقَ من تلك الأبيات التي أبدعَ فيها الفضلُ بن العباس بن عتبه وهو يبيّن لنا بتعبيرٍ لا يخلو من الطّرافه ، أن المعاملة بالمثل تُعدُّ أمراً مقبولًا وهي ليست تعدّياً وإنما هي إرجاعٌ لحقٍّ ، إن جاز التعبير .!!
يقول (الفُضيل) :
مَهلاً بَني عَمّنا مَهلاً مَوالينا
لا تنبشوا بيننا ما كانَ مدفونا
لا تطمعوا أن تهينونا ونُكرمُكم
وأن نكفَّ الأذى عنكم وتُؤذونا
اللهُ يعلمُ أنَّا لا نحبّكمُ
ولا نلومُكمُ .. ألاَّ تُحبُّونا .!!