ذكرت تقارير عسكرية، أن طائرة بدون طيار أميركية تشبه القنبلة الذكية تستعد لدخول ساحة الحرب في أوكرانيا، فيما يشيد محللون عسكريون بـقدراتها واصفين إياها بالـ”بندقية الطائرة”.
وتعتزم واشنطن مساعدة أوكرانيا ضد روسيا بـ10 مسيّرات من نموذج “سويتش بليدر 600″ التي تُسمى بـ”قاتلة الدبابات”.
والمسيرة الجديدة مزودة برؤوس حربية وقادرة على استهداف الدبابات الروسية ومواقع المدفعية من مسافات كبيرة وبدقة عالية، وفقًا لشبكة “بلومبيرغ” الأميركية.
قدرات “قاتلة الدبابات”
هذه الطائرة نوعان: أولاهما سلسلة “سويتشبليد 300″، والأخرى “سويتشبليد 600″، ويتم إطلاقها من أنابيب، وتستخدم مرة واحدة وهي قادرة على إحداث أضرار جسيمة بالقوات المعادية، واسمها يعني “الشفرات” بسبب أجنحتها التي تشبه الشفرات وتظهر عند تشغيل الجهاز، ثم تتحرك مروحته الصغيرة.
و”سويتشبليد 600″، يبلغ وزنها نحو 22.6 كجم، وتطير لمسافة 39 كيلومترًا، وقد تحلق لمدة 40 دقيقة، وتدمر الدبابات والآليات المضادة للدروع.
ووفقًا لتقارير عسكرية، فإنها قنابل ذكية آلية، مجهزة بكاميرات وأنظمة توجيه ومتفجرات، وتطير لفتراتٍ مُعيّنة، وتبقى في الجو قبل الاصطدام بهدفها، كما يمكن برمجتها لضرب الأهداف تلقائيًّا من مسافة أميال.
وتتم تهيئة هذا النوع من السلاح خلال دقائق قليلة جدًّا، حيث يطير بسرعة أكبر بكثير من طائرات بيرقدار التركية التي استخدمتها أوكرانيا بكثرة الفترة الماضية.
أما “سويتشبليد 300” فيبلغ وزنها 2.5 كيلوغرام، ومصممة لمهاجمة الأفراد والمركبات الخفيفة، ويمكن حملها في حقيبة الظهر، كما تطير لمسافة 10 كيلومترات، وتحلق فوق الهدف لمدة 15 دقيقة تقريبًا، وفقًا لبيان الشركة المصنعة “إيرو فيرونمنت”.
وتمت إضافة تلك المسيرات إلى القائمة الممتدة من الأسلحة العسكرية المطلوبة لأوكرانيا والمساعدات التكنولوجية بعدما تشاور كييف وواشنطن.
وذكرت شبكة “إيه بي سي نيوز” أنه على العكس من مسيرات “بريداتو” فإن نموذج “سويتش بليد” الأصغر يناسب حقيبة الظهر، ويطير مباشرة نحو الأهداف ليفجر بها رأسه الحربي الصغير.
ويقول اللواء فايز الدويري، الخبير العسكري والاستراتيجي، إن “الطائرات المسيرة تتميز بتكلفتها الرخيصة بحسب نوعها وحجمها، ومنها المصمم لمهام الاستطلاع، وآخر انتحاري”.
ويضيف لـ”سكاي نيوز عربية”: “المُسيرات أصبحت من ضروريات المعارك العسكرية الحديثة، ولا يمكن للطائرات التقليدية الإنابة عنها”.
بندقية طائرة
لكن كلا الطرازين يبحث عن الأهداف المعادية باستخدام أجهزة استشعار وتقنية “جي بي إس”، ويُمكن إطلاقهما بواسطة أنبوب يشبه إلى حد كبير الهاون.
والنسخة الأولى من تلك الطائرات يستخدمها الجيش الأميركي منذ 2010، وأرسلت إلى أفغانستان، ويصفها مسؤولون في الجيش الأميركي بأنها “بندقية طائرة”.
وخلال إعلانه عن المساعدات لأوكرانيا، قال وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، إن الطائرات المسيّرة “سويتشبليد 600″ جزء من الأسلحة التي سيتم إرسالها إلى أوكرانيا، واصفًا إياها بـ”قاتلة الدبابات”.
هل تغيّر معادلة الحرب؟
ومع استمرار النزاع، تحاول واشنطن تعزيز قدرات الجيش الأوكراني، من خلال معدات عسكرية قد تطيل صموده أمام موسكو.
يقول الباحث في مركز المستقبل للأبحاث والدراسات آش روسيتير، إن “سويتش بليد هي السلاح المثالي لنمط الحرب غير المتكافئة الحالية”.
ويضيف، خلال ورقة بحثية، أن “نموذج 300 الذي تم إرساله إلى أوكرانيا، يعد مِن اتجاهات كثيرة النظام التكتيكي المثالي لوحدات المشاة الصغيرة التي تهدف إلى ضرب الخصوم”.
ويوضح روسيتير أن “سهولة تشغيل نظام سويتش بليد، فعملية إطلاقه تتم باستخدام نظام تحكم أرضي بسيط للأجهزة اللوحية، ميزة أخرى لتلك الطائرات”.
ويفسر: “بعد أن يخرج الدرون من الأنبوب وتنفتح أجنحته وتدور مروحته لأعلى، يبدأ في الطيران في أي اتجاه يريده من يقوم بتشغيل الطائرة، ثم يُبث فيديو مباشر إلى المشغل، وما أن يتم تحديد الهدف والذي يمكن تعيينه على شاشة التحكم، يسيّر درون سويتش بليد نفسه بنفسه في تحديد التوجيه النهائي وينفجر فوق الهدف”.
وعن دعم واشنطن لكييف بهذه الطائرات يقول: “سويتش بليد أقل تكلفة بكثير من أغلب الدرونز، بما في ذلك بيرقدار التركية”.
وعن قدرتها على تغيير المعادلة بحرب أوكرنيا، يقول روسيتير: “لا يُمكن الرهان عليها للفوز في أي حرب، ولا من المرجح أن يصل تأثيرها إلى حد قلب موازين القوى أو تحقيق أوكرانيا انتصارًا على روسيا”.