حددت دراسة بارزة شارك فيها مئات العلماء من جميع أنحاء العالم 75 منطقة جينومية مرتبطة بمرض الزهايمر.
ويلعب عدد من المسارات الجينية المكتشفة حديثاً دوراً في الالتهاب، مما يؤدي إلى زيادة وزن الفرضية المتزايدة للخلل المناعي الذي يمكن أن يؤدي إلى تطور مرض الزهايمر.
كما أثار الباحثون إمكانية تطوير اختبار الخطر الجيني لمرض الزهايمر للتنبؤ بالأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بحالة التنكس العصبي.
الجينات الوراثية
وعلى الرغم من أن عوامل نمط الحياة تلعب دورا رئيسيا في تطور مرض الزهايمر، إلا أنه على مدى العقدين الماضيين، رجح الباحثون إن الجينات الوراثية تؤثر على غالبية المخاطر التي يتعرض لها المريض، بحسب ما نشره موقع New Atlas نقلًا عن دورية Nature Genetics.
كذلك، يُعتقد أن ما بين 60 و80% من خطر الإصابة بمرض الزهايمر يعود إلى الجينات الوراثية.
ولكن حتى لو كان نصيب الأسد من مخاطر الإصابة بمرض الزهايمر مدفوعا بعوامل وراثية، فمن المرجح أن يلعب عدد كبير من الجينات دورا في دفع تطور المرض.
وقبل هذه الدراسة الجديدة، تم ربط حوالي 40 منطقة جينومية بزيادة خطر الإصابة بمرض الزهايمر، وقدر بعض الباحثين أن ما لا يقل عن 100 جين مختلف يمكن أن يكون لها تأثير على المرض.
مئات العلماء و3 عقود
إلى ذلك، تعد نتائج الدراسة الجديدة الضخمة ثمرة جهود متواصلة على مدار عدة عقود لمئات العلماء من جميع أنحاء العالم، في إطار مشروع تعاوني هو أكبر دراسة على مستوى الجينوم يتم إجراؤها على الإطلاق حول الروابط بين الجينات ومرض الزهايمر.
42 منطقة جينومية جديدة
وجمعت البيانات الجينومية من 111326 مريضا بمرض الزهايمر ومقارنتها بمجموعة تحكم تتكون من 677663 شخصا أصحاء.
وتوصلت الدراسة إلى تحديد 75 منطقة جينومية مرتبطة بمرض الزهايمر، 33 منها كانت معروفة سابقًا و42 مكتشفة حديثًا.
بدورها، قالت جولي ويليامز، باحثة مشاركة في الدراسة من جامعة كارديف: إنها “دراسة بارزة في مجال أبحاث مرض الزهايمر وهي تتويج لعمل استمر لمدة 30 عامًا”.
وأضافت أن “علم الوراثة ساعد وسيستمر في تحديد آليات مرض معينة يمكن استهدافها علاجيًا. ويمثل هذا العمل قفزة كبيرة إلى الأمام في مهمة فهم أفضل لمرض الزهايمر، وفي النهاية يمكن التوصل إلى إنتاج العديد من العلاجات اللازمة لتأخير المرض أو الوقاية منه “.
كما أوضحت ويليامز أن فهم المسارات الجينية المرتبطة بتطور مرض الزهايمر يساعد الباحثين على معرفة الآليات التي تسبب المرض بالفعل. وتثبت هذه النتائج الجديدة صحة المعرفة السابقة وتوجه الباحثين في اتجاهات جديدة.