فجر رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان قنبلة من العيار الثقيل في كلمة وجهها إلى الشعب الباكستاني , عندما اتهم الولايات المتحدة الأمريكية بمحاولة عزله من منصبه ومن ثم تصفيته (الإنقلاب) . سواء كان ذلك طوعا من خلال قيامه بتقديم استقالته , أو عزله من منصبه من خلال الدولة العميقة (النخب الفاسدة) في باكستان , والتي تتمثل في الأحزاب والإعلام ورجال المال والأعمال وزوار السفارات .
وقد أوضح ذلك في كلمته المتلفزة ولوح فيها بالوثيقة التي أرسلتها له الإدارة الأمريكية بهذا الخصوص . الغريب أن المحكمة العليا في باكستان والتي تنتمي إلى الدولة العميقة قي باكستان قد دخلت على خط الأزمة وأصدرت حكما بمنع نشر هذه الوثيقة (التواطؤ) ! . لكن يبدو أن عمران خان قد قرر أن يتحدى الجميع مستندا بذلك إلى سلطة الشعب الذي يسانده بقوة . يوم الأحد القادم سوف يعقد البرلمان الباكستاني جلسة من أجل حجب الثقة عن حكومة عمران خان . عمران خان قال بالحرف الواحد أنه رفض طلب أمريكا بإقامة قواعد عسكرية لها في باكستان.
وتطرق إلى التدخلات الأمريكية في باكستان أيام برويز مشرف ونواز شريف وكيف قتلت طائرات الدرون (المسيرة) الأمريكية عشرات الآلاف من أبناء الشعب الباكستاني من أجل اسعاد الأمريكيين (حروب الوكالة) . أيام الحكومات السابقة كان هناك مكتب للمخابرات الأمريكية في باكستان , علق عليه أحد المسؤولين الكبار في باكستان آنذاك قائلا : لا أعرف من الذي يحكم باكستان هل هي الحكومة الباكستانية أم مكتب المخابرات الأمريكية . أذكر أن أحد عملاء المخابرات الأمريكية قام بقتل أحد المواطنين في باكستان وقد تم القاء القبض عليه , وأثناء المحاكمة قامت المخابرات الأمريكية بخطفه من المحكمة وتهريبه إلى أمريكا (دولة ارهابية) , يعني السيادة والسلطة الباكستانية لا وجود لها (دولة فاشلة) .
وكما قال عمران خان فان الهدف من القواعد الأمريكية هو تقسيم باكستان إلى ثلاثة دول مثل العراق والصومال وسوريا . ايضا موقف باكستان المحايد من الحرب الروسية الأوكرانية أغضب أمريكا . طبعا أمريكا تدعي أن العالم يقف بكامل إرادته ضد روسيا ! , وتنفي إتهامات عمران خان لها والموثقة رسميا (إمبراطورية الأكاذيب) . باكستان طوال تاريخها تقف إلى جانب المعسكر الغربي ومع ذلك نجد أن المعسكر الغربي بقيادة أمريكا كان يقف دائما إلى جانب الهند في جميع الحروب التي خاضتها باكستان مع الهند . عمران خان لمح إلى أن الهند تقف على الحياد من الحرب الروسية الأوكرانية ومع ذلك أمريكا لا تتخذ أي إجراء ضدها لأنها دولة ذات سيادة , وليس دولة يحكمها عملاء لأمريكا كما هو الحال مع باكستان , وبالتالي لا تجرؤ أن تطلب من الهند ان تسمح لها باقامة قواعد عسكرية لأن الهدف المشترك بينهما هو الحرب على الإسلام . طبعا هذا الكلام الذي ذكرته ليس من بنات أفكاري بل قاله عمران خان في الكلمة التي وجهها للشعب الباكستاني.
أمريكا دولة إرهابية وتعادي أي دولة إسلامية حتى لو انسلخت عن دينها وقدمت جميع فروض الطاعة والولاء لها فلن ترضى عنها كما يعتقد البعض من ساسة المسلمين . السؤال هل يتمكن لعمران خان الذي يسانده الشعب من مواجهة الإعصار الداخلي (الدولة العميقة) المدعومة أمريكيا غدا في البرلمان (حجب الثقة) , اذا نجح في ذلك فإنه يعد بمثابة بداية النهاية للدولة العميقة والمتمثلة في تنظيم غولن الباكستاني , وبالتالي بداية عصر النهضة والاستقلال , وإذا نجحت الدولة العميقة في الاطاحة في عمران خان , فإن هذا يعني عودة باكستان إلى التبعية الأمريكية وتقسيمها إلى دويلات (الضياع) ؟!