من أوصاف الرسول ﷺ . نقتبس من كتب السير ، وما نقله الناقلون عن كبار الصحابة ، وعترته رضي الله عنهم ، وعلماء الإسلام .
أوصاف خير البرية الخٌلقية والخلقية عن النبي والرسول صلى الله عليه وسلم . نبينا محمد ونبي الإنسانية قاطبه عليه أفضل الصلاة والسلام ، منفردة ومجتمعة ، تتحد وتتقاطع في مواضع وتنفرد باختلاف موردها . بين حدية الوصف ، وحقيقته ، وكلية الوصف وتمامه ، وقد أحسن من وصفه بأوصاف يستحقها نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام الأكملين الأتمين .
وأوردت كتب الإسلام ، وجمهور العلماء ، وكتابه مجملاً وتفصيلاً عن أوصاف خير الأنام . بالتبسيط في أوصافه ، وأنفرد أعداء الإسلام المنصفين بالشخصية الأولى عالمياً بتبليغ رسالته ، والصبر على ما واجهه من أذى في التبليغ ، وكثرة أتباعه ، وحظى بهذا الإنصاف دلالة قطعية على الجلال والكمال في الأوصاف خلقية وخلقية ، وكل من وصفه على درجة من الحسن والكمال ، وإن تفاوتوا في الوصف بعيد وقريب زيادةً أو نقصاً في الحدية والحقيقية والكلية . مازال يعلو بتمام الأوصاف . منزهاً عن النقص والعذاريب ، وخير من وصفه المقربون منه عليه أفضل الصلاة والسلام معايشةً ومجالسةً ، وقد أحسنت أم معبد الخزاعية ( عاتكة بنت خالد بن منقذ بن ربيعة ابن أصرم الخزاعي ) صحابية حينما مر عليها صلى الله عليه وسلم وصاحبه - أبوبكر الصديق - ودليلتهما ( عبد الله بن أريقط ) بوادي قديد شمال مكة المكرمة بمائة وخمسين كيلاً شمال الوادي - بالضفة الشمالية - جنوب غرب خشم حرة المشلل مما يلي السهل والوادي قريباً من المكسر من مغيب الشمس . حالياً منازل الخرمان والفوارس من حرب خولان ، وأم معبد الخزاعية أديبة وشاعرة ، ومن محكمة الشعر ما قبل الإسلام في الأسواق الأدبية والشعرية كسوق عكاظ بالطائف وسوق حباشة بوادي حلى بتهامة ما بين برك الغماد ومكة المكرمة بين قبائل كنانة والازد وهمدان . حينما استضافتهم بخيمتها ، أثناء هجرته عليه السلام من مكة المكرمة إلى يثرب - المدينة المنورة - ولا يوجد عندها سوى نعجة عجفاء نحيلة . تخلفت عن النعاج ولا تقوى على السير والسرح . هزيلة الجسم ضعيفة القوى ، غير حلوب ، مسح على ضرعها ، فحلبت وشربوا وشربت ام معبد .. وقد جمعت الجلال والجمال في وصفه . اللهم صلي وسلم عليه تسليماً ، وأحسنت الوصف بل أبدعت بالوصف .
بقولها بما نصه وقصه :
رأيت رجلاً ظاهر الوضاءة ، متبلج الوجه حسن الخلق ، لم تعيبه ثلجة ( ضخامة البطن ) ولم تزر به صعلة ، وسيم قسيم ، في عينيه دعج ، وفي اشفاره وطف ( طول شعر الاجفان ) وفي صوته صحل ( رخيم الصوت ) أحور أكحل ، أرج أقرن ، شديد سواد الشعر ، في عنقه سطح ( ارتفاع وطول ) وفي لحيته كثافة ، إذا صمت فعليه الوقار ، وإذا تكلم سما ، وعلاه البهاء ، منطقه خرزات نظم يتحدرن ، حلو المنطق ، فصل لا نذر ولا هذر ( لا غي ولا ثرثرة في كلامه ) أجهر الناس وأجملهم من بعيد ، واحلاهم وأحسنهم من قريب ، ربعة ( وسط ما بين الطول والقصر ) لا تشنوه ( تبغضه ) من طول ولا تقتحمه عين ( تحتقره ) من قصر ، غصن بين غصنين ، فهو انضر الثلاثة منظراً ، وأحسنهم قدراً ، له رفقاء يخصون به ، اذا قال استمعوا لقوله ، وإذا امر تبادروا إلى أمره ، محفود ( يسرع أصحابه في طاعته ) محشود ( يحتشد الناس حوله ) لا عابث ولا منفذ ( غير مخزف في الكلام ) انتهى كلام أم معبد الخزاعية في وصف خير من درج على أديم البيداء .
أكحل العين أي في عينيه كحل رباني
واسع العينين شديد سواد العينين وبياض عينيه ناصع البياض مستقيم الأنف امسح الخدين في وجهه تدوير شديد الشعر ناعم مرسل طويل يصل إلى كتفيه من الخلف كان يفرقه من وسطه ، صدره واسع امسح ، رشيق ، قليل اللحم ليس بالسمين ولا الرفيع ليس بالطويل ولا القصير ، طويل العنق أبيض أزهر شديد البياض عظيم الهامة ، ريان العود ، نظر الجسم ، واسع الجبهة اذا ضحك او غضب ظهر عرق في جبينه ، لحيته كثيفة سوداء ، لين الكف . يحب الطيب ، وأطيب الطيب الماء طيب الرائحة ، اذا صافحه أحد اشتم في يده أثر رائحة طيبة ، أبهى الناس وأجملهم من بعيد ، وأحسنهم من قريب ، كان له جمالٌ وجلال ، اذا رأيته تحب الا تنزل عينك من النظر اليه وفِي نفس الوقت تخاف من إطالة النظر لمهابته وجلاله ،،، كان لا يعبس الا اذا انتهكت حرمة من حرمات الله ،،، كان إذا تلألأ وجهه كأنه القمر في ليلة البدر ،، كان إذا تكلم يحدد كلامه لا يطيله ولا يخرج عنه كأنه يخرج من فمه الدرر .
اللهم أرزقنا شفاعته ، واجعلنا من وفق على حوضه يوم لا يوم سواه ، وأدخلنا الجنة في زمرته وصحبته . ونصلي ونسلم عليه أفضل الصلاة والسلام .