إِنّ قيمنا الإسلامية بقيت عصوراً ودهوراً ناصعةً لامعةً تلمع كالبرق في فضاء الطهر والعفاف ، لتكشف لنا جمال المظهر والمخبر عند الرعيل الأول وحسداً من عند أنفسهم أعداء الإسلام تكاد هذه المثل والقيم تَخْطفُ أبصارهم ،
لتُظهر عوار وأَوْضار الجاهلية الأولى ،
نعم الجاهلية الأولى التي عشقت العُري، والنكاح بدون ولِيْ. فعاشت حياة الجنون والمجون. حتى أمام الكعبة المطهرة ،الرجال والنساء تطوف عريانة وبالخمور ولهانه .تسربلت أجسادهم بالوشم. وخيم على عقولهم الوهم.
فجاء النور المحمدي فهذّب شؤون حياتهم فأصبحوا قادة الأمم والقيم .
اللاّفت للنظر في زمننا أن جحر الضب الذي حذر منه رسولنا صلى الله عليه وسلم قبل عشرات القرون بدأ يتسع ويتمخض عن ولادة قيم صنعها وصدرها من لا خلاق لهم ولا يرجون لله وقارا . وتصادمت مع قيم المجتمع التي خرجت من الأسرة المحافظة ،والمدرسة المعلِّمة،والمنبر الموجه ، وثقافة المجتمع المتوارثة . والقدوات والأسوة الحسنة من شرائح المجتمع.
وكرّس أعداء الاسلام طاقاته وحولوا هذا الجحر الى سوق كبير لتصدير
البنطال المخرّق الذي يتساوى في لبسه الأغنياء والفقراء وصدروا الأساور والربطات وسلاسل العنق ، وجعلوها ماركة للشباب المنبهر بثقافة الغرب العفنة ، وكذلك أدوات الوشم واصباغها ، والعباءة الضيقة المزركشة الزاهية الألوان لتشف عما تحتها وتبقى الفتاة كاسية عارية مائلة مميلة ، ومما يزيد الطين بِلّة والنفس علّة أن ترى شباب وفتيات الاسلام بدأوا يقتنون الكلاب ويتجولون بها على الشواطئ والأماكن العامة
وترى الفتاة قد نشرت شعرها على كتفها أو كشفت وجهها وتخلت عن حجابها وحيائها ،
وتحزن حين ترى الشاب وقد حلق بعض رأسه في منظر يدهش الناظرين ويثير استغرابهم وكأنك ترى شكل قارب صغير يحمله فوق رأسه
وتغرّنا بعض الوجوه بحسنها. ….. ولربما بعض المظاهر من ورق
ماقيمة الوجه الجميل إذا طغى …… في الحسن وانعدم الخلق
والسؤال محيّر مع المجتمع المتغير؟؟
هل ستصبح قيمنا يوما ما كقطعة أثرية قديمة محفوظة في تراثنا الأصيل؟
أمْ سيبقى سُعَارالاستيراد باسم الماركة لمشاهير العالم المنغمس في شهوات الدنيا مرآة لشبابنا وفتياتنا ؟؟
أمْ ستضمحل هذه القيم مع تعاقب الأجيال واندثار الأسر المحافظة وغياب التوجيه وتشرّب المجتمع لهاتيك القيم الدخيلة ، وهذه لعمرو الله أشد ثورة على القِيم .
عندما تنصهر القيم و تتقدم الأمم فأقم على المجتمع مأتماً وعويلا.
وويل لأمة!!! ….لا يهتدي شبابها وفتياتها إلاّ لتربية الكلاب ، أو زركشة الأجساد بالوشم ، و لعن الله الواشمة والمستوشمة ، فهؤلاء أفسدوا لحظاتهم ، وهدموا حسناتهم ، فكيف يهتدون إلى الصراط ، وكل يوم يضيع من حسناتهم قيراط.
ايه!!!. …..قد عجز كثير من الآباء والأمهات عن تقويم ما اعوج من سلوك أولادهم وتوجيه ما انحرف من بوصلة قِيمهم ، و قصروا في أدآء مسؤولية الرعاية والتوجيه، وبعض الأولاد إنما كان فسادهم من جهة آبائهم .
إن قيم المجتمع ان لم تتضافر لها الجهود وتوضع أمام هذه التقليعات الغربية أعالي السدود فستتفتت القيم كما تتفتت الصخور مع تعاقب الأجيال وتغير الأحوال،
ولعل ما يحفظ الهُويّة الإسلامية هو اعتزازنا بديننا وقيمنا ومبادئنا وتراثنا وعظماء تاريخنا الاسلامي والثبات عليها
وأن تضاف للائحة آداب الذوق العام ما يمنع ويستهجن هاتيك القيم الدخيلة وردع من يجنح على عادات المجتمع وتسن العقوبات لذلك
أن تقوم الأسرة والمجتمع والمدرسة والمسجد والأندية الأدبية والرياضية والعلماء وكتاب الصحف الورقية والإلكترونية والقنوات الموجهة بدورها تجاه شبابها قبل ان يتهدم سور القيم فنصبح امة هزيلة يطمع فيها كل طامع ويقمعها كل قامع
استثمار الشاشات المرئية في الأسواق والمستشفيات والشوارع والأماكن العامة لتكثيف التوعية والاعتزاز بالقيم .
قد هيّؤوك لأمرٍ لو فطنت له……. فاربأ بنفسك أن تُرْعى مع الهمل
لاكثر الله سواد الهمل في مجتمعنا وحفظ شبابنا وفتياتنا من كيد الاعداء ومن شر كل بلاء .
كتبه أ:عثمان احمد الزهراني٢٠٢٢/٢/٢٣