عمَّ الغضب الشارع الليبي بعد إعلان وزارة الداخلية القبض على شقيقين سوريين في جريمة تقديم رشوة لجهة أمنية مقابل تسهيل عملهما في تجارة النحاس وكوابل الكهرباء؛ وهو ما يزيد المخاوف من أنشطة المرتزقة في الجرائم الجنائية، إلى جانب قتلهم الليبيين في ساحات القتال.
وقالت الوزارة: إن المتهم “أبوخلف” سوري الجنسية، أُلقي القبض عليه خلال حملة قوة دعم مديريات الأمن بالمناطق لمداهمة “هناكر” الخردة التي تمتهن تجارة نحاس الكوابل الكهربائية في سيدي سليم وشارع الأسلاك.
وأوضحت أن “أبوخلف السوري” عرض خلال التحقيق معه مبلغ مليون ونصف المليون دينار والدخول في شراكة وتوفير الحماية له من قوة دعم مديريات الأمن بالمناطق مقابل 100 ألف دينار شهريًا، منوهة إلى أنه أُلقي القبض عليه في كمين محكم أثناء “استلام الجزء الأول من المبلغ وقيمته 100 ألف دولار و380 ألف دينار”.
وجرى إعداد الكمين بالتنسيق مع النيابة العامة، وفق بيان الوزارة، التي أشارت إلى أنه تم القبض على شقيقه الذي أحضر المبلغ، وإحالتهما للنيابة العامة.
جمع الثروة بكل السبل
هذه الحالة أعادت للأذهان دور المرتزقة في النهب والسلب لجمع الثروة في أسرع وقت وبأي طريق، إلى جانب دورهم في قتل الليبيين خلال الحرب بين الجيش الوطني الليبي والميليشيات المنضمين إليها.
وبتعبير النائب في البرلمان الليبي على التكبالي، فالمرتزقة “هم السبب الرئيسي في نشر الدمار والخراب، ويقومون الآن بالسرقة والسطو المسلح، فهم أتوا إلى ليبيا من أجل هذا الأمر في الأساس، ويشتركون مع ليبيين مجرمين في سرقة الكوابل النحاسية باحتراف”.
وطالب التكبالي المجتمع الدولي بتحمّل مسؤوليته في دفع الجهات التي أرسلت المرتزقة لإخراجهم، وإن أكد أن جانبا من مسؤولية وجودهم يقع على عاتق الليبيين “فهم رغم قرارات جنيف لم يصروا على إخراج هؤلاء، وهناك تنصل كامل من المسؤولية من جانب الحكومة”.
ويقول: “ليبيا أصبحت مهلهلة، وكثير من هذه الحوادث تمر دون أن يشعر بها أحد”.
الخروج بالقوة
ويتفق معه المحلل السياسي الليبي رضوان الفيتوري، في أنه “طالما يوجد من يرعى هذه السرقات فهي ستستمر، فالفاسد لا يكافح الفساد”.>
وأوضح الفيتوري لموقع “سكاي نيوز عربية” أن السوري المقبوض عليه زعيم عصابة، وهناك من يقدم له الحماية من الميليشيات المسلحة، وإلا كيف يستطيع أن يقدم رشوة بمليون ونصف؟”، معتبرا أن “ليبيا من الأفضل أن يحكمها عسكري حازم في هذه الأوقات، مثل مصر لعودة الأمن والاستقرار”.
ولا يتوقع المحلل الليبي أن يخرج المرتزقة بمبادرات سياسية “لذلك فلا بد من خروجهم بالقوة؛ لأنهم أصبحوا محتلين لبلادنا، والجيش الليبي وحدة هو القادر على إخراجهم؛ لأنه مكون من أبناء البلد”.
ويرى سعد مفتاح العكر، أستاذ القانون بكلية الحقوق جامعة طبرق، أن وجود المرتزقة يعقد الحياة السياسية في أي بلد، مستدلا على ذلك بتجارب دول مع شركات جلب المرتزقة.
كما لفت في حديثه لـ”سكاي نيوز عربية” إلى أنه طالما استمر المرتزقة السوريون بجرائمهم البشعة، فستظل الانقسامات في ليبيا.
وفي وقت سابق، نقل المرصد السوري لحقوق الإنسان اعترافات المرتزق السوري المدعو “أحمد.أ”، باقتحامه مع زملائه منازل الليبيين وسرقتها بأوامر من الميليشيات فترة حكومة فايز السراج، مع تسهيل جرائم الدعارة.
وفي مايو 2020 عمَّ الغضب الشارع الليبي بعد اختطاف فتاة ليبية في طرابلس تدعى “وصال” على يد المرتزقة السوريين.