هذه الحياة عبارة عن معركة عنيفة مجبرين لخوضها، لا يمكن تجنّبها أو تجاهلها، وعلينا مواجهتها بكل ما أوتينا من قوّة لنعيش بسعادة وسلام، لكن وللأسف الكثير من الناس يعجزون عن مواجهة تحدّيات الحياة فيسقطون عند أول منعطف، ويستسلمون في بداية سقوطهم، وهذا ما يجعلهم يعيشون ببؤس وشقاء طيلة سنوات حياتهم.
والتحديات كثيرة لا يمكن حصرها، وتختلف من شخص لآخر، ويمكن تجاوز هذه الصعوبات بتجارب كثيرة نمر بها في حياتنا، من الصعود والهبوط، النجاح والفشل، وفي كل تجربة يتغير شيء ما في داخلنا وفي أحيانٍ كثيرة تتغيّر حياتنا بأكملها، لذلك يجب أن نتجاوز كل التحدّيات بأقل ضرر ممكن.
اتكال الأمر إلى الله أمر ثابت في النص القرآني، يقول الله تعالى ﴿وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا﴾ فالتوكّل على الله يُخفّف أعباء الحياة وشقاوتها، ويزيح الهمّ والكدر والحزن، لنتمكّن في النهاية من تجاوز كل تحدّيات الحياة بسلام وأمان بإذن الله.
ويجب أن ندرك أيضا بأن الصبر أساس من أسس هذه المعركة، ﴿إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون﴾، وكُلّما تسلّحت به كلما نجحت في تجاوز الصعاب، وهو يُعلّمك كيفية معالجة الأمور وتجديد الحلول دون استعجال.
وعندما نؤمن بإمكانياتنا ونعتز بأنفسنا ومواهبنا التي نمتلكها تصبح معركة الحياة يسيرة، فهي بالنهاية ليست إلا مجرد مرحلة يمكن تخطيها بسلاسة، وأن نتعامل مع الصعوبات التي تواجهنا بانفتاح، ليسهل علينا إيجاد حلول لها لننجح في النهاية من تجاوزها.
لكل بداية نهاية ولكل نهاية خيرة من الله، فالصعوبات التي نواجهها اليوم لها نهاية أيضًا أي أنها أمر مؤقت، فسرعان ما ستعود حياتنا كما كانت، عندما ندرك هذه الحقيقة سنشعر بالراحة والطمأنينة والثقة بالنفس.
ولا بد أن لا نظن أنّ التحدّيات تدلّ على سوء الحظ، فكل الناس وحتى عظماء التاريخ والمبدعين مرّوا بمثل هذه التحدّيات، لكن الفرق أنهم تعلموا منها وأخذوا منها العبرة والحكمة، وهذا ما ساعدهم على تحقيق وصولهم لمرادهم.
قال الله تعالى: ﴿لقد خلقنا الإنسان في كبد﴾، أي: خُلق الإنسان في هذه الحياة يكابد ويواجه الصعوبات والتحديات، وقد أمده الله تعالى بالإمكانات والوسائل التي تعينه على التغلب عليها، فعليه اغتنام ذلك في تحقيق سعادته وسروره وتذليل سبل الراحة له.
المحن من أبواب المنح، وقال بعضهم: سبحان مَنْ إذا لَطَفَ بعبده في المِحَن قَلَبَها مِنَحاً، ومن ثمرات الإيمان بالقضاء والقدر تحويل المحن إلى منح، والتحديات إلى فرص، وها هي البشرية جمعاء تواجه تحدٍ كبير منذ فترة طويلة، وهو فيروس «كورونا» المستجد، الذي اجتاح العالم من مشرقه إلى مغربه حاملاً معه وباءا خطيراً يهدد الصحة العالمية، وهذا تحدٍّ غير مسبوق، والعقلاء في العالم يحوّلون هذا التحدي إلى فرص يستفيدون منها لحاضرهم ومستقبلهم.
وهذه التحديات حتماً سنجد لها حلول عندما ندرك أن ما مررنا به من تجربة أو إخفاق، كان أحد العوامل الذي ساعدنا لنكون أقوى وأنضج وأوعى من قبل، فهناك أشياء تقوينا وتساعدنا على النظر في المعنى العميق للأحداث من حولنا، وندرك أن الله لا يغلق باباً إلا ويفتح باباً آخر، وما يزيد وعينا بأن ما على الإنسان إلا أن يجتهد ويعمل، وكل شيء في تدبير الله ﴿يدبر الأمر من السماء إلى الأرض﴾، وبالتالي نكون قد خرجنا من المعنى الضيق، ولا نخاف ولا نحزن من تحديات الحياة بل ستكون معيناً لنا على فهم أوسع ووعي أكبر.
- تعليم الطائف يعتمد الدوام الشتوي للفصل الدراسي الثاني
- الفائزون بجوائز المسؤولية الاجتماعية للأندية للموسم 2023-2024.. “ماجد عبدالله” و”الهلال” في المركز الأول
- جدة تستضيف أول حدث دولي للكريكيت.. مزاد اللاعبين لبطولة الدوري الهندي الممتاز للعام 2025
- “هيئة العناية بالحرمين” تثري تجربة الطفل الروحانية بالمسجد الحرام
- نهج تعاوني.. “الصحي السعودي” يوضح المقصود بمفهوم “الصحة الواحدة”
- البنك المركزي السعودي يرخص لشركة “بوابة العملات للصرافة”
- أمين منطقة القصيم يستقبل الرئيس التنفيذي للمؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام ” إخاء”
- “الرياضة أفضل شي”.. حملة وطنية لتعزيز نمط الحياة الصحي بمشاركة مجتمعية واسعة
- “صيد واستغلال رواسب وإشعال نيران”.. ضبط 24 مخالفًا لنظام البيئة خلال أسبوع
- علاج التشوهات الخلقية.. كيف تحدّ “وثيقة الضمان الصحي” من مضاعفات الأمراض؟
- توقعات بتحركات إدارة ترامب ضد الحوثيين وإعادة تصنيفهم كمنظمة إرهابية
- “السياحة المصرية” تحذر: الحج بدون “تأشيرة مخصصة” يمنع استرداد الحقوق
- مفاضلة وتقديم ومقابلة.. “التعليم” تجيب على الأسئلة الشائعة عن برنامج “فرص” الجديد
- وداعاً للأرق.. حيلة غريبة تعيدك للنوم بعمق
- “الأرصاد” في تحديث جديد: انخفاض تدريجي في درجات الحرارة الصغرى
سامر المزي
الحياة .. معركة
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/3487744/