عندما تدق الحرب طبولها، فلا يظن ظان أننا سنطرب الجمهور،وندخل عليه السرور، فقائدنا لا يحمل الكِنْكَان ، ولا يهز أوتار العيدان والوجدان، فطبقات صوته لا تستهوي الجمهور بالتصفيق والتلفيق . فضاؤنا مفتوح، وليس لدينا مسرح نجيء فيه ونروح ، ساحات الوغى ميمنة وميسرة، قاذفات وراجمات، دبابات ومنصات ، وفي الفضاء طائرات حائمات. حداؤنا ليس تمطيط بل زمجرة وللمكان تمشيط ، انتشار في مناكب أرض المعركة بأخف حركة،
ذكّرنا القائد بالوفاء بقسم الولاء،وأن لا نتولى يوم الزحف، هذا يوم تغبير الأقدام في سبيل الله ، فإِن التولي يوم الزحف من الكبائر،والمعركة بحمد الله تحفها البشائر وتبعث على الوجوه السرور. وتنذر بشؤم العدو المدحور
يا حماة الديار…. إِن الله وعدكم النصر ووعدتموه الصبر، اجلبوا عليهم بخيلكم وَرَجْلِكم، واقتلوهم حيث ثقفتموهم واقعدوا لهم كل مرصد
فما أعذب الموت في سبيل تنغيص الظالمين
يا حماة الديار…. عندما وضعت قلمي بين أناملي لأسجل تأريخاً لبطولاتكم وأُسجل بطولات في تأريخكم ، لِنُشْهِد قراء التأريخ أن الدفاع عن الأوطان ليس بالتمني ولا بالتحلّي ولكنها روح تُقْتَلُ في سبيل الله، تتفجر فيها الدماء وتتقطع الأشلاء ،ليختلط هذا الدم بتراب الوطن وتسجل دماؤكم مجدكم واستبسالكم وتأريخكم قبل كتابة كُتّاب التأريخ
ولاتزال جراحاتكم ترتفع الى السماء ليشاهدها أهل الموقف يوم القيامة
اللون لون الدم والرائحة رائحة المسك فما أطيب الشهيد في الدنيا وما أكرمه عند الله في الآخرة.
يا حماة الثغور…. ان منظركم الباهر ودمكم الطاهر.ووجوهكم المسفرة الضاحكة المستبشرة تتلألأ كالبدر الزاهر ،والجنة اقرب الى احدكم من شراك نعله هذا ما أفاضت به الأخبار عن المصطفى المختار عليه الصلاة والسلام.
يا حماة الثغور…. هذا شهيد المعركة امامكم قضى نحبه، وسبق الى الجنان صحبه، فزادت الهمة، فمبسمُ الشهيد أضاء لمن خلفه طريق الجنان،
محاجرعيون صحبه فاضت بالدموع، ليس خوفاً على على مصيره بل لانه سبقهم الى الرضى والرضوان،
ياحماة الثغور…. عاد صاحبكم من أرض الشرف والبطولات وقد حلقت روحه في السماء قبل ان يحلق جثمانه محمولاً بطائرة الجنود لتستقبله الوفود في مسقط رأسه ومرتع طفولته، وقد كتب بدمه على الحصاة واشهد من حوله من الوصاة أنه يشفع في سبعين من اهله ويُغْفَرُ له عند أول قطرة من دمه.
فيالسعادة اهل الشهيد بهذه البشارة التي عاد بها لذويه ومحبيه .
فيا أهل الشهيد اكتبوا نقشاً في جدران بيوتكم وعلى صدور وجباه أبنائكم
أن مشروع الشهيد وسام للوطن والقبيلة وأهل الشهيد ، فشهداء الاسلام خلدهم التاريخ بمداد من نور وسُطِّرت اسماؤهم في السطور واكرمهم الله يوم البعث والنشور،
أيها الجندي السعودي…. ضع سبابتك على زناد البندقية فقد أبيت حياة الترف والفندقية
((قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قومٍ مؤمنين))
اعلموا ان النصر مع الصبر وأن مع العسر يسرا
نكلوا بأذناب الفرس ، ولقنوهم الدرس ،فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان
والله لو تَحِنْ لهم الاحائن لتسلل الى بلدنا كل حوثي خائن
كم يتمنون ان يصلوا الى هدم المآذن ويظفروا بخيرات البلد ويهلكوا النسل والولد ، لا عهد لهم ولا ميثاق، فشدوا حماة الديار عليهم الوثاق واحكموا الخناق،
اما سمعتم أسيادهم الروافض ،وقد نفث الشيطان في روعهم وخرج الشرر من عيونهم والحقد من قلوبهم، يريدون أن ينحرونا بخنجر( ابن ملجم) ويهتكوا الأعراض فَنَبِيتُ في الخلاء ويسْتعْدون على الاطفال و النساء،
ولو استطاعوا لحبسوا عنا الهواء، فالمتعة شعارهم ،وهدم المنازل وقتل الأطفال حوارهم، استخفوا الحوثي فأطاعهم والله اصمهم وأعمى أبصارهم.
ياحماة الديار…. إِن هذه العاصفة أراها قد حثت في وجوه الأعداء حمم السماء من رجال أوفياء صدقوا ماعاهدوا الله عليه فجعل الله من بين ايدي اعدائكم سداً ومن خلفهم سداً فلا يبصرون إلا اشلاء زمرة صعاليكهم الحوثة
لو اطلعت عليهم لوليت منهم فراراً ولملئت منهم رعباً فهذه نهاية كل معتدي وصاحب مذهب ردي.
انتهت الغارة !!! ولم تنتهِ العاصفة ولم تنتهِ نشوة الافتخار والانتصار لدى حماة الديار
يا حماة الديار…. اقول لكم بدون تواني فيما صححه الألباني
من قُتِلَ دون أهله فهو شهيد ومن قُتل دون دينه فهو شهيد ومن قُتل دون دمه فهو شهيد
﴿وَلا تَهِنوا وَلا تَحزَنوا وَأَنتُمُ الأَعلَونَ إِن كُنتُم مُؤمِنينَ﴾
نسأل الله ان يثبت اقدامكم ويسدد سهامكم ويرحم قتلاكم و يشفي جرحاكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته