لنعيش مستقبلًا مفعمًا بالرخاء والاستقرار علينا أن نعالج ثغرات وعثرات الماضي ، وللنظف سطح الطاولة تمامًا علينا أن نكون جريئين في العلاج وسريعين في تعاطيه دون أن نفكر كثيرًا في الأعراض الجانبية .
أجزم بأن مشروع منصة إحكام يعد مشروعًا وطنيًا مفصليًا سوف يُخلَّد في الذاكرة على الأقل ذاكرتنا نحن ومن يكبرنا ، أما أبناؤنا وأحفادنا فهم من سيتذوق شهد المشروع .
إلى وقتٍ قريب ونحن نصبح ونمسي على تعديات وإزالات وبعد الازالات تعديات وإعلانات عن أراضي وانهاءات وتبييض أراضي نتيجة المنازعات ، ناهيك عن الحيازات الليلية وشهادة الشهود في النهار ، واتساع رقعة الأراضي البيضاء خصوصاً داخل النطاق العمراني .
سعوديةُ اليوم والغد لا تقبل بملفٍ معطلٍ للتنمية ومُحوِّرٍ لأدوار المحاكم ؛ أن يظل مفتوحًا رغم صعوبته ووعورة مسالكه ، فكان الحل في منصة إحكام ، حيث الخطوة الواحدة التي تعالج عدة قضايا .
هنا رسالة واضحة مفادها ( أبثت حقك وتملَّكه وإلاَّ ستتملكه الدولة ) ولذا هرع الناس للملمة أوراق الماضي وخصوصًا المسكوت عنها والمبهمة ، والتعامل مع الشائكين والشكائين ، والتفاوض مع الورثة والمورثين ، وتقديم التنازلات رغم الغصة أحيانًا ؛ لحفظ حقوق الآباء والأجداد على الأقل.
إنَّ من أجمل مايمكن أن يُرى أنَّ مواطنًا يصبح ويمسي وفي حيازته أملاكٌ موروثة وموثقة ووطن ينمو بلا عوائق وهذا ماسيكون فلا وقت لجدليات الماضي واشكالياته.