هدف جديد بل من نوع فريد، تمكنت المملكة من إحرازه ، في مرمى العديد من المنافسين الذين كانوا يطمحون في الدخول بصفقة شراء نادي "نيو كاسل" الإنجليزي ذات الاسم العريق والتاريخ الطويل، حيث تمكن صندوق الاستثمار بعد مجهودات ومداولات طويلة مع ملاكه من شراء النادي.
ولعل هذه الصفقة الناجحة والرابحة، رمح جديد أطلقته المملكة صوب هدف ثمين، في إطار رؤية المملكة الطموحة 2030، لتنويع مصادر الدخل الغير نفطية ، لتدلو بذلك المملكة بدلوها في الاستثمار الرياضي الدولي.
ولم تكن صفقة شراء النادي الإنجليزي ، بدعة بل اتساقاً مع الرؤية الخليجية الشاملة في بناء استثمارات خليجية رياضية على الأراضي الأوروبية ، لا سيما الدوري الإنجليزي الأقوى على مستوى العالم ، حيث تم من قبل شراء نادي" شيفيلد يونايتد " المملوك لأحد رجال الأعمال السعوديين البارزين ، كما أن شركة طيران الإمارات تسيطر بحصة الأسد على نادي أرسنال الإنجليزى ، بل إن دولة الإمارات الشقيقة لها منشأة رياضية شامخة هي ملعب الإمارات.
ولعل إتمام هذه الصفقة يعزز ، بل يساهم في تغيير الصورة الذهنية النمطية الأوربية تجاه العرب والخليجين بشكل خاص، والتأكيد على مدى اهتمام الشعب السعودي بالرياضة والرياضيين، ولا أستبعد أن تكون المملكة مرشحة بقوة في استضافة كأس العالم خلال العقد المقبل.
وبكل تأكيد هذه الاستثمارات الرياضية – الخليجية لا تبحث في المقام الأول عن العوائد المالية أو التجارية فقط، بل تهدف أيضاً إلى إيجاد مكانة خاصة بها تساعدها في بناء علامة تجارية عالمية من خلال ارتباطها بأندية أوروبية عملاقة.
أما عن جماهير النادي فقد عبروا عن فرحتهم الشديدة لاغتنام صندوق الاستثمارات السعودية الفرصة أن تمت شراء النادي، إذ صدح موقع التغريدات "تويتر" بعبارات التشجيع والفرح ، منها على سبيل المثال: "جماهير نيوكاسل هي أكثر ناس فرحة بسبب امتلاك السعودية لناديهم".
هذه الصفقة تؤكد مما لا يدعو مجالاً للشك قوة الاقتصاد السعودي حتى في أحلك الظروف والأزمات، وما أصعبها أزمة تلك التي يمر بها العالم في الوقت الراهن من انتشار لوباء كورونا وما تمخض عنها من تداعيات اقتصادية.
فالاحتياطات النقدية مكنت السعودية من السير في طريقين المضي قدماً نحو تحقيق رؤيتها الطموحة، مع مواجهة جائحة فيروس كورونا من موقع قوة، إذ إن المملكة في المرتبة الثالثة عالمياً في حجم الاحتياطات المالية من العملة الأجنبية.
فليزيد الله هذه البلد سخاء على سخاء وحفظ قائدها وأمنها ومواطنيها من كل سوء وجعلها نبراساً يهتدى بها.
بقلم : عبد العزيز بن رازن.