من دون أدنى شك تمر منطقة الشرق الأوسط بظروف وتحديات صعبة للغاية، بل يمكن وصف تطورات الأوضاع بهذه المنطقة الملتهبة من العالم ، أن المنطقة أضحت على موائِّد اللِّئام ، إذا لم نكن ندرك جيداً مصالحنا الاستراتيجية، مع من واينما تكون.
فقد أثبتت التجربة والتاريخ أن الولايات المتحدة لا تبحث إلا عما يخدمها فقط، دون أن تعبأ بمصير غيرها من الدول ، وخير مثال على ذلك انسحابها المفاجئ من أفغانستان، والذي أدى إلى سيطرة حركة طالبان ، وفعلت ما فعلت من المواطنين وهروبهم المغزى أمام أعين العالم.
ولا استبعد أنه تم المساعدة في هروب هؤلاء المواطنين من أفغانستان، ليتم وضعهم في المعسكرات بنفس الطريقة التي يمارسها الحشد الشيعي بالعراق أو حزب الله بلبنان أو ميليشيا الحوثي فى اليمن.
من هنا، فمن حق المملكة أن تبحث عن مصالحها العليا وأهدافها الاستراتيجية بما يضمن أمن واستقرار مواطنيها في ظل تلك التحديات، من هنا فإن الحوار مع إيران سيكون له تبعيات إيجابية إذا ما أثبتت طهران جديتها الحقيقة في حوار بناء يقوم على الثقة المتبادلة وتشابه المواقف وتقارب وجهات النظر.
ولا أستبعد انفكاك التحالف الإيراني مع ميليشيا الحوثي في اليمن ، وخير ما يضرب به المثل ، في هذا الصدد ، الحرب العالمية الثانية عندما كانت الصداقة السيئة تهيمن على الأوروبيين في عهد هتلر وجعلتهم وقوداً للحرب ودمرت بلدانهم وشردتهم هي نفس الصدفة التي يعيشها اليمنيون مع الإيرانيين في عهد عبدالملك الحوثي.
من هنا فمن الذكاء احتواء طهران بكافة السبل الممكنة ، من أجل قطع الطرق عليها فى الدخول في تحالفات جديدة ، عبر فتح قنوات دبلوماسية تارة والمواقف الدولية تارة أخرى ، حيث الوصول إلى مسافة قريبة تلتقى بها وجهات النظر.
وفي الختام توقعي الشخصي آن الأوان من أجل التعاون المشترك البناء ، وخاصة في ظل ما يحاك للمنطقة من من مؤامرت وخاصة أن الشرق الأوسط يعاني من ماسي والإرث الثقيل الذي خلفته إدارة الحزب الديمقراطي الذي يرفع بيد شعار الحرية والأخرى معول الهدم.
بقلم
أ : عبد العزيز منيف بن رازن.
مركز الإعلام والدراسات العربية الروسية.