تشهد الإدارة الأمريكية برئاسة الرئيس الأمريكي جو بايدن حالة من التخبط في علاقاتها وسياستها الخارجية، فبعد قرابة 8 شهور من دخول الرئيس "بايدن" البيت الأبيض وتشكيل طاقمه، وكأن إدارته تتعمد إيجاد فجوة مع حلفائها التقليديين ، محاولة في الوقت ذاته إيجاد حلفاء جدد.
ولعل أكبر فجوة تسببت فيها إدارة "بايدن" في مسار علاقاتها مع دول الشرق بصفة عامة ودول الخليج بصفة خاصة، رغم أن منطقتنا العربية هي صمام أمان المصالح الأمريكية ، وبدلا من توطيد هذه العلاقات الراسخة وتنميتها، بدل اتجاهه نحو دول أخرى لبناء تحالفات قد يقال عنها أنها واهية.
ولا أريد هنا أن أعيب على دول بعينها ولكن من خلال قرأتي للمشهد السياسي الدولي ، تعال معي أخي القارئ الكريم ، نستعرض ما يقوم به "بايدن" من تحالفات وشراكات استراتيجية والتي كان آخرها مع بريطانيا واستراليا، حيث تهدف بحسب تصريحات الرئيس الأمريكي أنها لتقوية الشراكات بين الدول، وتعزيز أمن استراليا ، بدلاً من تعزيز أمن الدول الصديقة التي تؤمن مصالح واشنطن الاقتصادية.
وتشير التقديرات إلى أن الهدف من هذه الشراكة المزدوجة مع ( بريطانيا- استراليا) هو لمواجهة الصين اقتصادياً، رغم تصريحات "بايدن" الدائمة منذ توليه المنصب بأنه لا يكن أي عداء تجاه الصين ، فيما تراقب بكين هذه الشراكة بعين القلق البالغ، إزاء تحركات بايدن الخارجية الذي يريد إجراء تحالفات مع دول خارج نطاقها الإقليمي وخارج دائرة مصالحها الشرق الأوسطية.
ويرى العديد من المحللين أن الصين تشعر بتهديد كبير من قبل الولايات المتحدة جراء اتفاق واشنطن مع استراليا ببيع غواصات نووية، وأنها رسالة لها هي دون غيرها من الدول لعدم وجود عداءات بين واشنطن والدول المحيطة لأستراليا.
والمؤكد أنه سيكون لبكين ردة فعل قوية، ولا سيما أن الشراكة الاستراتيجية جاءت بعدما أبرمت واشنطن مع استراليا اتفاقية بيع الغواصات التي تعمل بالطاقة النووية، وإلغاء استراليا عقدها مع فرنسا المبرم في عام 2016 في صفقة تبلغ قيمتها 43 مليار دولار ، تتضمن بناء غواصات تعمل بالديزل والكهرباء، وهي تقنية قديمة لا يمكن ان تواكب البيئة الاستراتيجية الحديثة التي تشهد تطور بشكل يومي، مما أغضب فرنسا التي عبرت عن رفضها لهذه الشراكة.
لقد غامرت الولايات المتحدة بهذه الشراكة بعلاقاتها مع الاتحاد الأوروبي بل بحلف الشمال الأطلسي "الناتو" بأكمله في وقت تواجه فيه تحديات غير مسبوقة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، من أجل كسب ود بريطانيا التي تواجه تحديات اقتصادية عقب خروجها من الاتحاد في حين أن لندن أكبر الرابحين من هذه الشراكة ، إذ يرغب "بوريس جونسون" تقوية وتدعيم بريطانيا عقب "البريكس
ختاما: هناك عدة تساؤلات:
•هل نهاية فترة ولاية "بايدن" الأولى هي بداية انهيار أمريكا العظمى .
•و هل عادت التحالفات الجديدة التي خططها ونفذها بالنفع على المواطن الأمريكي من جانب، وعلى مصالح الولايات المتحدة بشكل عام ، بما يضمن عدم تكرار سيناريوهات أليمة مثل أحداث 11 سبتمبر.. الإجابة في جعبة السيد بايدن.
أ. عبدالعزيز بن منيف بن رازن.
مركز الإعلام والدراسات العربية الروسية.