فرضت جائحة كورونا على الأطفال المكوث لساعات أطول أمام الإنترنت، وخاصة الألعاب الإلكترونية، كبديل للاحتكاك بالآخرين، مع ما يتبع هذا من أضرار على المخ والجسم، ومن هنا جاءت فكرة بعض المتخصصين في البرمجة لتشجيع الأطفال على تحويل هذا اللعب إلى نشاط وابتكار ينمي المخ ويحميه.
فماذا لو صمم طفلك لعبة إلكترونية بنفسه وأصبح مبرمجا ومنتجا لأفلام الغرافيك بدلا من أن يكون مستهلكا لمحتوى ضار وغير أمن؟
واستطاع فريق مصري متخصص تحويل اهتمام بعض الأطفال والمراهقين من مجرد مستهلكين لهذه الألعاب إلى مهتمين بتعلم برمجة الألعاب واستخدام تقنيات الغرافيك بما يناسب قدراتهم الذهنية وشغفهم بالإلكترونيات.
ويقول مدير إحدى شركات البرمجة ورئيس الفريق المهندس أشرف عبد الحميد إنه في ظل قضاء ساعات طويلة أمام شاشات الكمبيوتر والهواتف النقالة للتسلية بالألعاب الإلكترونية التي استهوت الصغار والكبار، كان لا بد من بديل، ولاسيما في حالة العناد التي يشتكي أولياء الأمور منها حين يرفض أبناؤهم البعد عن هذه الألعاب.
وأوضح عبد الحميد وفقاً لـ”سكاي نيوز عربية” أن البديل هو عمل برامج تعليمية لتعليم الأطفال والمراهقين برمجة الألعاب، واستخدام مهاراتهم العقلية في إنتاج أفكار جديدة بعيدة عما تحمله الألعاب الجاهزة الوافدة من أفكار غريبة وعدائية.
وأكد أن نجاح التجارب في هذا المجال، وظهور مواهب من أطفال صغار لم يتعدوا سن العاشرة، وشاركوا في مسابقات عالمية في مجال البرمجة.
البرمجة ترفع كفاءة المخ
ويتفق استشاري المخ والأعصاب بمستشفى القصر العيني بالقاهرة هشام السبكي على فائدة البرمجة في تنمية قدرات المخ، قائلا إن تقنية البرمجيات تعتمد في الأساس على القدرات الذهنية للطفل، وبالمداومة عليها يكون لها تأثير إيجابي على قدرته الاستيعابية؛ حيث أنها تزيد كفاءة الدورة الدموية للمخ وقدرة ونشاط الخلايا العصبية.
ويوضح السبكي لـ”سكاي نيوز عربية” أنه في إحدى الدراسات العلمية التي أجريت بواسطة أشعة بالغة الدقة على المخ أثناء ممارسة البرمجة تبين أن أدائه يكون في أعلى المعدلات، وهذا النشاط مفيد للصغار والكبار على السواء.