أعلن الآلاف من القوات الأمنية والعسكرية الأفغانية الانضمام إلى صفوف المعارضة في آخر معاقلها بولاية بنجشير، التي رفضت الانصياع لتحذيرات حركة «طالبان» المتشددة بتسليم الولاية سلميًا، ما حدا بالأخيرة إلى دفع مئات المقاتلين إلى المدينة لتأمين السيطرة عليها.
وخرج زعيم جبهة المقاومة الشعبية الأفغانية، أحمد مسعود، من أيام، ليعلن استعداده مقاتليه الوقوف أمام «طالبان»، طالبًا أسلحة ودعم من الولايات المتحدة. وكتب، في مقال بصحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية: «أكتب لكم من وادي بنجشير، مستعدًا لحذو خطا والدي، مع المقاتلين المجاهدين المستهديم للقتال من جديد ضد طالبان».
وأضاف كذلك: «لدينا مخازن من الأسلحة والذخيرة جمعناها بصبر منذ وفاة والدي؛ لأننا كنا على يقين بأن هذا اليوم سوف يحين». وتحمل هذه الكلمات، حسب تقرير لشبكة «سكاي نيوز»، تأكيدات على تشكل معقل للمعارضة ضد «طالبان» في الولاية المعروفة تاريخيًا باسم «الأسود الخمسة»، على بعد 70 كم شمال العاصمة كابول.
يأتي ذلك عقب انتشار صور ومقاطع مصورة عديدة من داخل المقاطعة خلال الأيام القليلة الماضية لما يبدو أنه استعدادات عسكرية، حيث ظهر المقاتلون يحملون أسلحة وذخيرة، يقفون إلى جانب علم الجمهورية الأفغانية.
ومع انتشار شائعات بشأن مباحثات محتملة بين المعارضة و«طالبان»، هل سيعيد التاريخ نفسه وتنتصر المقاومة من جديد أمام «طالبان»؟
تداولت بعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، الأحد، أنباء عن وصول سياسيين أفغان بارزين إلى وادي بنجشير، بعد تغريدة نشرها نائب الرئيس، أمر الله صالح، أعلن فيها التزامه بالقتال ضد الحركة المتشددة.
ويبدو أن المعركة قد بدأت مبكرًا، إذ أفادت المصادر عن وقوع مناوشات مع مقاتلي «طالبان» في الجبال الواقعة على الحدود الشرقية لبنجشير مع محافظة لغمان.
وفي وقت لاحق، انتشر مقطع مصور لصالح وزعيم المعارضة احمد مسعود، يركبون طائرة هليكوبتر، صحبة فريق مدجج بالسلاح، متجهين إلى وادي بنجشير. وأظهرت صور، االتقطت، اليوم الإثنين، خمس طائرات هليكوبتر عسكرية وعشرات المركبات المدرعة تتجمع حول ستاد مارشال روخا، على بعد 50 كم من الحدود الجنوبية لبنجشير.
وفي حديثه إلى الصحافة المحلية، قال مسعود إن مئات من عناصر الجيش الأفغاني توجه إلى بنجشير، صحبة مئات من المركبات المدرعة والأسلحة وخمس طائرات هليكوبتر.
وبعد أسبوع تقريبًا على إعلان «طالبان» سيطرتها على العاصمة كابول وإسقاط حكومة الرئيس أشرف غاني، أعلنت قوات النخبة الأفغانية (كوماندوز) انضمامها إلى صفوف المقاومة في بنجشير.
ومع تنامي الدعم المحلي بالوادي لمسعود وصفوف المقاومة، تصاعدت المشاعر العدائية ضد «طالبان» مع فرار الآلاف إلى الولاية، منذ بدء تحركها صوب العاصمة كابول. ونجحت المقاطعة منذ عشرين عامًا تقريبًا في طرد مقاتلي «طالبان» من المنطقة.
لكن مصادر من داخل المقاطعة أخبرت «سكاي نيوز»، بأن هناك استعدادات لعقد مباحثات سلام بالوادي، مع مواصلة الإعدادات العسكرية، وتعزيز الدفاعات الأمنية على مداخل الولاية.