تشتهر منطقة جازان وعدد من المحافظات الجنوبية بإعداد الأكلات الشعبية لاسيما في الأعياد والمناسبات الاجتماعية، ومنها “الحميس أو المحشوش” خاصة في أيام عيد الأضحى المبارك.
طريقة الإعداد
وتستعدّ ربات البيوت في جازان لعيد الأضحى بإعداد الأكلات الشعبية وأهمها “الحميس أو المحشوش” والتي تُعد الأكلة الشعبية في جازان وتتقنها الأمهات والجدّات الكبيرات في السن وهي عبارة عن قطع صغيرة من اللحوم الحمراء وبعض الشحوم والبهارات ويتمّ تجميعها في قِدْر معدني أو حجري حتى تتم إذابة الشحم مع اللحم ووضع مزيج عليها من خليط البهارات مثل الهيل والفلفل الأسود والكمون والقرفة والكركم ويُترك على نار هادئة حتى ينضج”.
أكلة قديمة
ويُعتبر الحميس أو المحشوش من الأكلات القديمة التي يستخدمها أهالي المنطقة الجنوبية، حيث كان لا يوجد ثلاجات يتم حفظ اللحم فيها، ويعتمد الأهالي إلى تجهيز هذه الأكلة والتي تحفظ دون تعفّن لمدة طويلة وتظل الأسرة تأكل منها لفترة قد تصل إلى 3 أشهر ومع مرور الوقت أصبحت من الأكلات الشعبية المتوارثة ويتم حالياً حفظها في الثلاجات والأخذ منها بكميات مناسبة على رغيف الخبز المعد في التنور أو الميفا”.
وصلت للخارج
وقال امجد احمدإن هذه الأكلة نقلها بعض الطلاب المبتعثين في الدول الأوروبية والأمريكية وأهدوها لزملائهم من مواطني تلك البلاد فأُعجبوا بها، بل أصبحت من الأكلات المشهورة في خارج المملكة.
فما إن تُذبح الأضحية إلا ويقتطع منها بعض الشحوم واللحوم التي تقطع بطريقة فريدة، وتوضع في إناء خاص يكون في الغالب مصنوعًا من الحجر، توضع فيه الشحوم التي سرعان ما تنصهر ليضاف إليها اللحم المقطع والبهارات الخاصة التي تشتمل على الكركم والهيل والفلفل الأسود وغيرها من البهارات الشعبية التي تضفي للوجبة نكهة أخاذة، ثم تترك على النار لساعات مع تقليب الخليط من اللحم والشحم والبهارات.
وتساعد تلك الطريقة في حفظ اللحم من التعفن، ويدوم “المحشوش” لعدة أشهر دون تغير في نكهته أو طعمه، وتقدم وجبة المحشوش عادة مع وجبات أخرى كالخمير وغيرها.
وعلى الرغم من التحذيرات الطبية من تلك الوجبة الدسمة إلا أنها تعد الوجبة الرئيسة التي تولد كل عيد أضحى، وتحفظ في إناء، وتستمر لعدة أشهر دون اكتراث بتلك التحذيرات الطبية التي لا تلقى قبولاً عند أغلب أهل المنطقتين.