يمثّل تحذير وكالة الأدوية الأميركية بشأن لقاح “جونسون آند جونسون” نكسة كبيرة له خاصة بعدما حصل على ترخيص للاستخدام الطارئ في الولايات المتحدة في فبراير الماضي، قبل أن يعلّق هذا الترخيص لمدة عشرة أيام في أبريل إثر تقارير عن إصابة نساء تلقّين اللقاح بحالات شديدة من جلطات دم مرتبطة بانخفاض مستويات الصفائح الدموية.
وقد حذّرت الوكالة من “ازدياد خطر” الإصابة بمتلازمة غيلان باريه، الاضطراب العصبي النادر، لدى أشخاص تلقّوا لقاح “جونسون آند جونسون” المضادّ لكوفيد-19.
ومتلازمة غيلان باريه هي حالة طبية نادرة تصيب سنوياً ما بين ثلاثة آلاف وستة آلاف شخص في الولايات المتحدة الأميركية.
وعادةً ما تظهر الأعراض الأولى للمتلازمة على هيئة نخز في الأطراف وضعف ينتابها، أو حتى بشللها تدريجياً، وتبدأ غالباً في الساقين وتصعد أحياناً إلى عضلات التنفّس ثم أعصاب الرأس والرقبة.
وسرعان ما تنتشر هذه الأعراض حتى يُصاب كامل الجسم بالشلل. وتُعد متلازمة غيَّان باريه حالة طوارئ طبية إذا كانت شديدة. ويُدخَل معظم المصابين بهذه الحالة إلى المستشفى لتلقي العلاج.
ولا يوجد علاج شافٍ لمتلازمة غيَّان باريه، ولكن هناك عدة علاجات من شأنها تخفيف الأعراض وتقليص فترة المرض.
ورغم أن معظم الأشخاص يتعافون من متلازمة غيَّان باريه، إلا أن معدل الوفيات يتراوح بين 4% إلى 7%. وتتراوح نسبة الأشخاص الذين يستطيعون السير خلال ستة أشهر ما بين 60% إلى 80%. كما قد يشعر المرضى بتأثيرات طويلة المدى، مثل الضعف أو الخدر أو التعب.
ولا يُعلم على وجه التحديد سبب الإصابة بمتلازمة غيَّان باريه. فعادة ما يظهر هذا الاضطراب بعد عدة أيام أو أسابيع من التعرض لعدوى في المجرى التنفسي أو السبيل الهضمي. وفي حالات نادرة، قد يحفّز الخضوع لعملية جراحية أو تلقي تطعيم في وقت قريب حدوث متلازمة غيلان باريه. وقد رُصدت في وقت قريب حالات لأشخاص أُصيبوا بها بعد تعرضهم للإصابة بفيروس زيكا. وقد تظهر متلازمة غيَّان باريه أيضًا بعد الإصابة بعدوى كورونا.
في حالة الإصابة بمتلازمة غيلان باريه، فإن جهازك المناعي، الذي يهاجم في الأصل الميكروبات الضارة فقط، يبدأ في مهاجمة الأعصاب. يتلف اعتلال الجذور والأعصاب الالتهابي الحاد المزيل لغلاف الأعصاب، وهو النوع الأكثر شيوعًا في الولايات المتحدة الأميركية من أنواع متلازمة غيلان باريه الغلاف الواقي للأعصاب. ويمنع هذا التلف الأعصاب من نقل الإشارات إلى الدماغ، مسببًا الضعف أو الخدر أو الشَّلل.
يمكن لمتلازمة غيلان باريه أن تُصيب جميع الفئات العمرية. ولكن تزداد المخاطر مع التقدم في العمر. كما أنها تشيع بين الذكور أكثر من الإناث.
تؤثر متلازمة غيلان باريه على أعصابك. ولأن الأعصاب تتحكم في حركاتك ووظائف جسمك، فقد يشعر مرضى متلازمة غيلان باريه بصعوبة في التنفس، وبقاء بعض الخدَر أو غيره من الأحاسيس ومشكلات القلب وضغط الدم ومشكلات في عمل الأمعاء والمثانة بالإضافة إلى الجلطات الدموية.