لا يزال الوضع في اليمن يشهد بقعة توتر تشكل خطرا على أمن واستقرار المنطقة العربية والأضرار بالأمن والسلم الدوليين ، مع تعنت ورفض كل المحاولات والمساعي التي تهدف إلى تحقيق السلام في اليمن جنوبا وشمالاً .
فمنذ انطلاقة عاصفة الحزم لدول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية في مارس 2015 رغم مضي ست سنوات من استمرار الحرب في اليمن وكانت محافظات جنوب اليمن لم تمر إلا بضعة شهور من العام 2015 بينما هناك محافظات في شمال اليمن لم تشهد مثل ما أحدثته محافظة الضالع منها مأرب والخوف وصنعاء والحديدة في ظل المستجدات للأحداث حاليا .
“أضواء الوطن “ رصدت على ضوء ذلك في استطلاعها لعدد من السياسيين وكتاب ومحلليين عن ما تحقق من انتصارات متتالية في محافظات جنوب اليمن وسجلت محافظة الضالع أول محافظة إعلان تحريرها رسميا من مليشيا الحوثي الإرهابية في 25/5/2015
وقال المحلل السياسي والمهتم في الشأن السعودي والعربي والدولي د/عبدالهادي الشهري في حديثة لصحيفة أضواء الوطن لخص الوضع في اليمن “تدخل العديد من الأطراف الداخلية والخارجية في الصراع .
واتخاذ التحالف سياسة النفس الطويل لعدم سقوط ضحايا من المدنيين وخيانة بعض المنتسبين للإخوان المسلمين والتآمر مع الحوثي ضد التحالف لأجل المال .
وأضاف الدكتور الشهري” إلى ظهور تجار الحرب المنتفعين من الأزمة وعدم جدية المجتمع الدولي في الضغط على الحوثي وتنفيذ القرارات الأممية وكبر مساحة الحدود البحرية لليمن سواءً على بحر العرب أو البحر الأحمر حوالي 1900 كم ، وسهولة تهريب الأسلحة الإيرانية والتي ساهمت في استمرار الحرب ودعم الحوثي .
موضحاً لتعدد الولاءات في اليمن وعدم جدية بعض شيوخ القبائل والجيش اليمني وتواطؤ بعض قيادات حزب الإصلاح مع الحوثي لمصالح شخصية وحزبية وبدعم خارجي .
ووصف السياسي الجنوبي والمحامي الأستاذ يحيى غالب الشعيبي حول مناسبة هذا اليوم 25/5/2015م لتحرير محافظة الضالع أول المحافظات الجنوبية في اليمن بانها أصبحت عنوان للنصر العربي والإقليمي ,عنوان عريض في جبين كل عربي غيور ورمزية للانتصار المبكر لعاصفة الحزم على المد الإيراني التوسعي.
.
وتابع الشعيبي ” أن إسناد التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية بالسلاح والتغطية الجوية كانت عوامل متكاملة لتحقيق النصر ،معززا قولة لدور كبير للاستنهاض عندما قال سمو الأمير محمد بن سلمان أن عدن خط أحمر واصفا لكلمة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان باعتباره دافع معنوي كبير جداً اعطي لأبناء الجنوب انكم لستم وحدكم .
وكانت اشرس معركة ضراوة واستبسال وفدائية مذهلة لم يتوقع الحوثيين وقوات نخبتهم من فيالق تدريب خبراء إيران عسكريا دفعوا بقوات كبيرة ونخب متدربة لكن الالتفاف الشعبي بالضالع والمقاومة الجنوبية التي تتميز بالتنظيم والتدريب والقدرات القتالية
وأشار للفرق بين الجنوب والشمال بقولة أما بالنسبة للشمال يختلف الوضع تماماً عن الجنوب وأشار إلى تأكيد عن ما جاء على لسان المبعوث الأممي لليمن السابق جمال بن عمر أن حزب الاصلاح اخوان اليمن أعلن رسميا عن عدم المشاركة في مواجهة الحوثي عندما اقتحام للعاصمة صنعاء ،كذلك العامل الآخر أنه لا توجد خصومة بين القوى السياسية في صنعاء على سبيل المثال حزب الاصلاح اخوان اليمن وبين مليشيات الحوثي المدعومة من إيران وان وجدت معارك فهي ليست بالخصومة والعامل الثالث بسبب التسيب الذي حصل وعدم قدرة قوات الجيش اليمني التابع للشرعية في توجية الحاضن الشعبي واستنهاضه حتى اليوم هذا لا توجد أي استنهاض للحاضن الشعبي منوها على أن قبائل حاشد وبكيل والقبائل الموجودة شمالا تستطيع أن تدخل صنعاء ولم يتم توجيه نداء للوقوف أمام مليشيات الحوثي الإرهابية
وتحدث لصحيفة اضواء الوطن الباحث/ علي محمد السليماني معتبرا هذه المناسبة لتحرير الضالع شكل يوم 25مايو2015 حدثا كبيرا وانتصارات عظيما حققته المقاومة الجنوبية في جبهة الضالع التي كانت تتواجد فيها للعدو الحوث عفاشي عدة ألوية مدرعة وأمنية ومدفعية. وهذا الانتصار عزز صمود المقاومة الجنوبية في عدن ووفر لها الأمان من العدو الغازي بدعم فارسي هائل وكان لعاصفة الحزم التي أعلنها خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز الأثر الإيجابي في توالي الانتصارات في جبهات باب المندب وكرش .
إضافة إلى وصول وحدات متخصصة من القوات المسلحة الإماراتية إلى عدن عززت المقاومة الجنوبية وحاصرت التوغل الحوثي عفاش في بعض أحياء مديريات عدن حتى تحقق النصر في 27 رمصان1436هجرية وطرد الغزاة الحوافيش من عدن كاملة و من لحج ومن ابين وهزيمة المشروع الفارسي ..
وبالمقارنة بين ما أنجزته المقاومة الجنوبية والجيش الوطني اليمني يؤكد بوضوح وجود خلل في مصداقية حزب الاصلاح المهيمن على الشرعية مع التحالف العربي بل واجزم أن هناك تنسيق سياسي وعسكري هو من مد الحوثيين بالسلاح وبالأموال والمشتقات النفطية .
واستعرضت الناشطة الجنوبية والحقوقية وداد الدوح عن مرحلة تحرير محافظة الضالع بما تشكله وقالت ” في وقتها كنا بحاجة الى النصر الذي تحقق في الضالع على يد المقاومة الجنوبية فلم يكن النصر عسكريا بكسر قوات الحوثي وصالح وتمريغ أنوفهم بالتراب بل معنويا ووطنيا شكل دافع لباقي جبهات المقاومة في الجنوب في عدن وكرش وشبوة ولودر ،وبالجهة الأخرى انكسرت غطرسة الغزاة وتغيرت نبرت خطابهم وذب الرعب في نفوسهم فالضالع اهدت الجنوب والعرب جميعا اول نصر ضد المشروع الايراني الفارسي في المنطقة .
ونوهت الدوح ” الضالع وبإمكانياتهم العسكرية المتواضعة كشفت عورت الجيش الوطني الذي لم يحقق أي نصر بل على العكس انسحب وتراجع وسلم المحافظات الشمالية واحدة تلو الأخرى الجنوبيين في الضالع وعدن وباقي محافظة الجنوب لديهم مشروع وقضيه وطنيه تدفعهم لتضحيه والفداء دفاعا عن الأرض والعرض والدين
وهذا الذي يفتقده الشماليين فالدولة لم تكن موجوده الا في الشعارات والوحدة دفنوها وغدروا بها في ٩٤ .
وهم جماعات واحزاب وقبائل لا رابط وطني يجمعهم .
واستذكر الصحفي من محافظة حضرموت رئيس موقع حضرموت21 الاخباري” في هذه الذكرى نتذكّر تضحيات شهدائنا الأبطال ممن كان لهم السبق في صنع نصر الجنوب عبر الضالع نتذكر أيضا أبطالنا شهداء الثورة الجنوبية وما بعدها في حضرموت من ابطال النخبة الحضرمية و الانتصارات العسكرية بعد ذلك في شبوة وابين وكل محافظات الجنوب وصولا الى الانتصارات السياسية كل هذا أتى بعد انتصار الضالع والضالع ضلع الجنوب الاقوى.
وأشاد صبيح إثناءه بوقوف الأشقاء بالتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وبقولة ” التضحيات بدمائهم التي قدمت هي أبلغ من أن يدلل عليها وإن دل على شيء فإنما يدل على امتزاج دماءنا مع أشقائنا في التحالف العربي لكسر شوكة المد الإيراني وخطر الإرهاب المتطرف.
واختتم الصحفي امجد يسلم صبيح بقولة” من يقاتل حبا في الشهادة والدفاع عن الأرض والعرض وتكون علية قيادة مخلصة تدرب وتشرف على تنفيذ الخطط من الميدان ليس مثل الذي يقاتل وحيدا على الأرض وقيادته في الخارج، لهذا انتصرت الضالع وعدن وبعدها حضرموت وشبوة وأبين والباقي وادي حضرموت وبعدها نعلن النصر الاكبر بإذن الله.
قواتنا ومقاومتنا الجنوبية حققت نصر سريع وناجز كل ذلك كان نابع من التضحية والتشبع بحب الأرض التي نحلم ان تكون يوما ما حرة من الشرق إلى الغرب.