تتواصل عمليات القصف الإسرائيلي على قطاع غزة رغم التقارير الإسرائيلية التي تشير إلى قرب انتهاء العمليات العسكرية في القطاع، فيما دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس إدارة الرئيس الأميركي للتدخل لوقف انتهاكات إسرائيل، وفي الأثناء يستعد مجلس الأمن الدولي للاجتماع حول الصراع في فلسطين غدا لأحد.
تفصيلا، واصل الجيش الإسرائيلي قصفه الجوي والبري على عدة مواقع في قطاع غزة مخلفا قتلى وجرحى.
وأفادت مصادر عسكرية باستهداف الغارات الإسرائيلية بنوكا ومكاتب أمنية في القطاع، كما طالت الضربات أنفاقا ومواقع تابعة لحركتي حماس والجهاد فيما شهد شمالي القطاع أكثر من 30 غارة إسرائيلية.
وفي الجهة المقابلة، تواصلت عمليات الإطلاق الصاروخي من قطاع غزة باتجاه جنوب إسرائيل، واستهدفت الفصائل الفلسطينية عدة مواقع إسرائيلية والمستوطنات المحيطة بقطاع غزة بعشرات الصواريخ.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن صاروخا أطلق من غزة تسبب بحريق في ميناء أسدود بعد أن أصاب مخزنا يحوي مواد سريعة الاشتعال.
وأفاد مراسلنا باستهداف مدينة بئر السبع في جنوب إسرائيل بقذائف صاروخية مما أدى إلى انقطاع الكهرباء في عدد من البلدات المحيطة بها، بعد ضربات مماثلة طالت أيضا سديروت وعدة مستوطنات في محيط القطاع.
ارتفاع في عدد الضحايا الفلسطينيين
وفي الأثناء، ارتفع عدد ضحايا القصف الإسرائيلي المكثف على قطاع غزة إلى 128 قتيلا إضافة إلى أكثر من 900 إصابة.
وقال مسؤولون طبيون فلسطينيون إن ما لا يقل عن 128 شخصا لقوا حتفهم في غزة منذ يوم الاثنين، بينهم 31 طفلا و20 امرأة، كما أصيب 950 آخرون.
وأفاد مراسل “سكاي نيوز عربية” في غزة أن الجيش الإسرائيلي شن الجمعة نحو 30 غارة بشكل متزامن على شمالي قطاع غزة.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” بمقتل 7 مواطنين، بينهم طفلة ووالدتها فجر اليوم السبت، جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلهم في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة.
وبحسب “وفا”، فإن المنزل المستهدف يعود لشخص يدعى أبو حطب ما أدى إلى وقوع قتلى وإصابة 20 آخرين بجروح، وجرى نقلهم إلى مستشفى الشفاء.
وأفاد مراسلنا في مصر بوصول سيارات الإسعاف المصرية إلى معبر رفح البري، لنقل جرحى القصف الإسرائيلي على غزة. وأضاف مراسلنا أن عشر سيارات إسعاف ستقوم بنقل الجرحى إلى ثلاث مستشفيات خصصتها مصر لعلاجهم.
مواجهات بالضفة الغربية
وفي الضفة الغربية، حيث تشهد مدن الضفة احتجاجات متصاعدة على التصعيد الاسرائيلي في قطاع غزة، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مقتل 12 فلسطينيا وإصابة أكثر من 500 آخرين برصاص الجيش الإسرائيلي في مواجهات بمناطق عدة.
وتركزت المواجهات في جنين ونابلس ورام الله وسلفيت والخليل وأريحا وغيرها من المناطق.
كما أصيب أكثر من 50 فلسطينيا جروح بعضهم خطيرة جراء مواجهات مع الجيش الإسرائيلي في مدينة نابلس.
قرب انتهاء العمليات العسكرية في غزة
وعلى صعيد العمليات العسكرية والحديثة عن توقفها، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر أمنية رفيعة عن قرب انتهاء الحملة على غزة بعد الضربات القوية على القطاع.
إلى ذلك نفى مصدر مطلع على الاتصالات بين اسرائيل وحماس حدوث مفاوضات بين الطرفين مشيرا إلى أن التقارير عن حدوث تقدم بجهود مصرية غير صحيحة.
وكان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أكد ان الضربات على غزة ألحقت ضررا كبيرا بنظام الإنتاج الصاروخي لحركتي حماس والجهاد. يأتي ذلك بعد أن كشفت مصادر إسرائيلية إن بعض قادة الجيش يدعمون قرار إنهاء العملية العسكرية على غزة قبل يوم الاحد المقبل.
جهود وقف التصعيد
دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للتدخل الفوري لوقف التصعيد الإسرائيلي قبل خروج الأوضاع عن السيطرة.
وطالب عباس، الذي دان عمليات القتل الممنهج للفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس، في بيان له مجلس الأمن الدولي والأطراف الدولية لتحمل مسؤولياتهم لوقف الهجمات الإسرائيلية حفاظًا على الأمن والسلام بموجب القانون الدولي”.
من ناحيته، طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الفلسطينيين والإسرائيليين بالسماح بجهود الوساطة، بهدف التوصل إلى وقف فوري للقتال.
وناشد غوتيريش الجانبين وقف المعارك على الفور، محذرا من أن يخلف القتال أزمة إنسانية وأمنية لا يمكن احتواؤها.
ونقل مراسلنا في نيويورك عن السفيرة الأميركية في مجلس الأمن الدولي قولها: “يستحق الفلسطينيون والإسرائيليون العيش بكرامة وأمن. يجب أن نفسح المجال للدبلوماسية والحوار. سنواصل العمل بلا كلل مع الأمم المتحدة والشركاء الإقليميين من أجل سلام دائم”.
من جهته، قال السفير الصيني لدى مجلس الأمن: “يستعد مجلس الأمن للاجتماع حول الصراع في فلسطين يوم لأحد. يجب على جميع الأطراف ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، ووقف الأعمال العدائية على الفور والامتناع عن الأعمال التي قد تؤدي إلى مزيد من التصعيد”.