لا يقدر الوقت حق قدره إلا الأشخاص الناجحين في الحياة، حيث يتخلل مشاعرهم الإحساس المستمر بأن هناك أوقات مهدرة لا يجدون السبيل لاستثمارها بالكامل. وبالرغم أنهم قد استطاعوا تحديد أولويات حياتهم، غير أنهم في استنفار دائم من أجل تحقيق إنجازات أكبر في أوقات أقل، وهذا التشتت الذي يملأ حياة الآخرين لا يعرف طريقاً إليهم، إنهم أشخاص يؤمنون بمبدأ التركيز، بل يصلون إلى مراحل أبعد من مبدأ التركيز، وذلك عندما يهبون جل حياتهم من أجل تحقيق طموحاتهم ورسالتهم في الحياة. إنهم لن يتنازلوا عن حياتهم ببساطة إلى جهات متفرقة كما يفعل الآخرون وهم يوزعون وقتهم بين مناسبات ونزهات وجلسات فارغة، ولا يندفعون في مشاريع متعددة ومبعثرة يضيع صاحبها دون تحقيق منجز واضح في حياته. كل هذا التشتت وهدر الوقت الذي يملأ حياة الكثير من الناس. بحاجة لأن ينتهي من حياتك.. يجب أن تعطي اهتمامك لأشياء محددة تعود عليك وعلى من حولك بالفائدة والمنفعة. عزيزي القارئ؛ إذا كانت قيمة الوقت عندك غير مقدرة، وإذا كانت حياتك خالية من الأولويات المهمة، وإذا كانت رحلة مستقبلك لم تحدد ملامحها من الآن، وإذا كانت أنشطتك اليومية خالية من تنمية موهبة تتمتع بها أو احتراف مجال علمي مفيد، إذا كان هذا كله أو جزء منه ليس من برامجك اليومية فاسمح لي أن أقول لك وبكل أسف أن حياتك تتراكم فيها كل السلوكات الضارة يوما وراء يوم، وأنك بهذا الحال تعد شخص يقع ضمن مخططات الآخرين، وأنك تشكل رقما إضافياً لعدد الجماهير المستهلكة و المشاهدة لتجارب الآخرين الناجحة في هذه الحياة.
إنني من هنا الآن وفوراً أحثك على أن تحترم أعظم هدية قدمتها لك الحياة وهي هدية "الوقت"، وأن تحرص كل الحرص على ألا يضيع عمرك من بين يديك سدى، ومن أجل وضع قدميك على بداية الطريق تحتاج وبشكل عاجل إلى إيقاف العلاقات التي لا فائدة مرجوة من ورائها في حياتك، وعلى رأسها تلك العلاقات التي تستنزف وقتك وطاقتك في أمور تافهة وسطحية، إنها علاقات لا تشكل إضافة حقيقة لك ولا تعينك لتحقيق طموحاتك. يتضمن ذلك حتى علاقتك بالأجهزة كالتلفاز ومواقع التواصل الاجتماعي يجب أن تحد من تأثيرها على استنزاف وقتك. إنك بحاجة حقيقية لوقف نزيف شريان الوقت خلال يومك، الأمر الآخر عليك أن تحدد مسار واضح لحياتك، عليك أن تكتشف قيمك العليا، والتي بدورها ستقودك لمعرفة شغفك الحقيقي الذي يمكنك أن تعمل عليه وأنت في غاية المتعة والسعادة. عزيزي القارئ إن أحد أكبر أشكال الاحباطات التي يعاني منها الناس اليوم، أنهم لا يعرفون ما هو شغفهم الذي وجدوا في الحياة من أجله، صحيح أننا جميعاً مخلوقين لعبادة الله عز وجل، ولكن لكل إنسان وفرد منا غاية محددة، ورسالة خاصة، وموهبة عميقة يجب أن يكتشفها ويعمل عليها ويفيد الناس بها أو سيعيش صراعا داخليا طوال حياته، وسيشعر في الجزء العميق من نفسه بفقدان طعم الحياة ومتعتها.
إننا جميعا في مسار الحياة نحتاج لنقطة تحول، مرحلة حاسمة تحول بها حياتك من الاستنزاف والتشتت وهدر الفرص، إلى مرحلة جديدة يملؤها الحماس والجدية والعزيمة تجاه هدف تعلم في داخلك أنه يلامس شغفك ويستفز إمكاناتك واهتماماتك. إن نقطة التحول هذه قريبة جداً منك. وأنت لا تحتاج غير الإرادة الحرة الواعية من أجل الوصول إليها، والانتقال بعيداً عن الحياة العشوائية التي يقبع داخلها ملايين البشر.
وهنا أختم بمقولة معبرة وردت في الأثر إن صح سندها لعمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول فيها " إني لأكره أن أرى أحدكم سبهللا لا في أمر دنيا ولا في أمر آخرة، الوقت عمار أو دمار".
- إمام المسجد النبوي: الإيمان العميق وحسن الظن بالله هما السر الكامن في ثبات الأمة
- متحدث «الأرصاد»: أمطار غزيرة ورياح نشطة على المملكة قبل دخول الشتاء
- تؤكد التزام المملكة وجهودها في مجال الاستدامة بالقطاع السياحي
- بلدية الخبراء تطرح ثلاث فرص استثمارية
- 5 ضربات ناجحة.. “الزكاة” تتصدَّى لتهريب 313,906 حبوب “كبتاجون” في الحديثة
- خطيب المسجد الحرام الشيخ عبد الرحمن السديس: لا تنجرفوا بأخلاقكم نحو مادية العصر واجعلوا الاحترام أساس علاقاتكم
- الاتحاد الدنماركي لكرة القدم يدعم استضافة المملكة مونديال 2034
- “تفاصيل الغياب” تبهر الجمهور وتثير الإعجاب في جدة
- تركي آل الشيخ يفوز بجائزة الشخصية الأكثر تأثيراً في العقد الأخير من MENA Effie Awards 2024
- هل يوقف العنب الأحمر سرطان الأمعاء؟
- الأرصاد عن طقس الجمعة: أمطار رعدية ورياح نشطة على عدة مناطق
- أمير منطقة حائل يستقبل وزير السياحة
- إدارة تعليم المذنب تحتفي باليوم العالمي للطفل
- حرس الحدود بجازان ينقذ مواطنين تعطلت واسطتهما البحرية في عرض البحر
- تنفيذ حكم القتل تعزيراً بعدد من الجناة لارتكابهم جرائم إرهابية
بقلم - الدكتور خليل الشريف
نقطة تحول
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/3445670/