وزير التعليم يوجه بإعداد خطة زمنية لأخذ لقاح فيروس كورونا لمنسوبي التعليم , وإستكمال ذلك قبل بدء العام الدراسي المقبل 1443 , من أجل العودة إلى الحياة الطبيعية وإنتظام العملية التعليمية . أن تصل متأخرا خير من أن لا تصل أبدا , معالي الوزير إتخذ هذا القرار بعد أن سبقته العديد من القطاعات التعليمية في العالم , على الرغم من أن معاليه صرح قبل أشهر قليلة بأن التعليم عن بعد خيار إستراتيجي مستقبلي , وبنفس المعنى والمناسبة صرح بذلك نائب وزير التعليم للجامعات والبحث والإبتكار , وقد قلنا في حينه في مقال بصحيفة أضواء الوطن بعنوان : التعليم عن بعد خيار إقتضته الضرورة وليس الأفضلية . وأوضحنا فيه أن التعليم عن بعد لن يكون بديلا عن التعليم المباشر وإنما هو داعم ومساند له , لا أكاد إبالغ إذا قلت بأن التعليم يعيش فراغا كبيرا , وليست هناك رؤية واضحة لا لدى معالي وزير التعليم ولا حتى القيادات العليا في الوزارة , هناك مقال جميل للدكتور المبدع محمد عبدالله الخازم في صحيفة الجزيرة بعنوان (الجامعات تعيش فراغا) يلقي الضوء على ذلك . وزير التعليم إعترف بذلك عندما قال : الجامعات بطيئة في التغيير وفي تصريح أخر قال : الجامعات لا تتوفف عند تخريج الطلاب بل لتجسيرهم إلى سوق العمل , الحقيقة أن هذه الوظيفة تقوم بها جميع الجامعات في العالم على حد سواء , حتى في الدول التي على وزن بوركينا فاسو , مدغشقر ، جزر القمر . الجامعات وظيفتها أكبر من ذلك بكثير , فمن خلال (المعامل والورش والمختبرات والمعامل , مراكز الأبحاث) والتي من المفترض أن تعمل ليلا ونهارا , يجب أن تصنع النهضة كما هو الحال في جميع دول العالم المتقدمة والناهضة . هل هناك جامعة واحدة تمكنت من تحقيق إنجاز واحد حتى لو كان في حجم لعبة أطفال , دراجة هوائية (سيكل) , إبرة خياطة , دبوس ملابس ؟! . للأسف كلها مستوردة من الخارج . وزارة لتعليم تفتقر إلى القيادات التاريخة (الكاريزما) أمثال الخويطر , الرشيد , الثنيان , الحميدي . نعم هناك فراغ في القيادات التعليمية , ونحن نلحظ ذلك بوضوح في العديد من البرامج والمشاريع التي تقدمها وزارة التعليم (تقليدية) , يعني خذ على سبيل المثال ملف الترقيات والتعيينات ما زال مكانك راوح رغم إستعانة وزارة التعليم بجيش من المتعاقدين تحت مسمى مستشار أو خبير أو شيء من هذا القبيل ! . هناك العديد من الجامعات السعودية حققت مراكز متقدمة على مستوى الجامعات في العالم , وأيضا هناك العديد من الطلاب في التعليم العام حققوا العديد من الإنجازات العالمية , لكن للأسف لم تتمكن أي جامعة من توظيف ذلك وترجمته على أرض الواقع , سواء كان ذلك في الصناعة او الزراعة أو المرافق والخدمات . نحن بحاجة إلى قيادات تعليمية (شابة) تنزل إلى الميدان وتتابع كل صغيرة وكبيرة بعيدا عن الفرقعات الإعلامية التغيير مطلوب .