يتعرض الإنسان في حياته للعديد من الابتلاءات، ومنها المرض الذي قد تطول رحلة العلاج منه أو تقصر حسب نوعه، و رحلة علاج السرطان رحلة طويلة، فيها امتحان حقيقي لصبر الإنسان والحمدلله على نعمة الإسلام الذي حثنا على الصبر وجعل فيه الأجر العظيم مما يهون علينا متاعب الحياة ومصاعبها.
خلال رحلة علاجي طالما تذكرت فئة من الناس غالية على قلوبنا: كبار السن. هؤلاء الذين وهنت أبدانهم وضعفت هممهم وليس لديهم مستقبل يتطلعون إليه.
لذا فإن مقالي هذا موجه للأبناء والبنات الذين قدّر الله على أحد والديهم أن يصاب بالسرطان.
وهي وجهة نظر شخصية وعن تجربة ليس لها علاقة بأي دراسات علمية.
العلاج بالكيماوي ليس بالأمر السهل ويحتاج المريض لرفع المعنويات والدعم خلال فترة علاجه.
ففي بداية التشخيص و وضع خطة العلاج أنصح وبشدة عدم تعريضهم لأي نصائح من غير الطبيب المعالج، اطلبوا من أقاربكم وأصدقائكم التواصل والدعاء دون إرسال وصفات ومقاطع فيديو أو رسائل لعلاج السرطان أو التغذية، فقد أفنى الأطباء حياتهم في إجراء الأبحاث ومتابعة الحالات ليتوصلوا لأفضل الطرق والعلاجات، و في وطننا الغالي لدينا أمهر الأطباء ومستشفياتنا على أعلى المستويات ولله الحمد؛ فهذه النصائح ماهي إلا تدمير للنفسية وشتات للأفكار.
كما أنّ هناك أمر قد يغفل عنه بعض الأطباء، و هو علاج الأسنان واللثة، فمن المهم جدا قبل البدء بالكيماوي علاج جميع الأسنان والتهابات اللثة ورفع مستوى النظافة حيث أن تقرحات الفم من أعراض العلاج بالكيماوي مما يسبب الآلام و يؤثر على التغذية . ويزداد الأمر سوءًا لو كان هناك تسوسات والتهابات مسبقة .
تفقدوهم دائما و اسألوهم ما إذا كانوا يعانون من هذه التقرحات واستخدموا العلاج المناسب لها (بالنسبة لي استخدمت Orajel for mouth sores من موقع ايهرب).
و من الأمور المهمة أيضًا، أن تكونوا على استعداد لتساقط الشعر وجهزوا القبعات الملائمة لتدفئة الرأس.
و تعتبر التغذية من أهم الأمور التي يجب الانتباه لها؛ حيث يعاني المريض من الغثيان، و آلام المعدة ، بالإضافة إلى التغير في الطعم، والتهابات المريء ، و الإصابة بالإمساك أو الإسهال، و فقدان الشهية، و جفاف الحلق. و تتفاوت شدة هذه الأعراض من شخص لآخر. تأكدوا من الطبيب المعالج عن الأدوية اللازمة للغثيان والالتهابات. والأهم أن تراقبوهم فكثير من كبار السن يكابر و يفضل عدم الإفصاح عن معاناته.
لا تحرموهم من أكل معين ولا تفرضوا عليهم أكل آخر(اتباعًا لنصائح المحيطين) فهم بحاجة لكل غذاء يستطيعون تناوله.
تأكدوا من توازن غذائهم وكميته وتأكدوا من شربهم للكثير من السوائل.
كما أنهم يعانون من آلام العظام والعضلات و الخمول وتنميل الأطراف وآلام مع التهابات وتفكك في الأظافر.
تحسسوهم فهم بحاجة لمن يغلق لهم أزرار القمصان أو يلبسهم الجوارب أو يفتح لهم قارورة الماء أو العصير.
لا تنسوا أن مناعتهم ضعيفة؛ ولذلك فهم معرضين لكافّة أنواع الالتهابات والأمراض فاعتنوا بنظافتهم.
كونوا حولهم، ارفعوا معنوياتهم ، أسعدوهم بأطفالكم ، راقبوهم وتحسسوهم لا تكثروا السؤال عليهم ولكن بادروا بكل ماتستطيعون. ورجاء رجاء رجاء لا تتركوهم بمفردهم أثناء جلسات الكيماوي.
د.منال باكثير
Twitter @ ManalBakathir