تسببت التغيرات المناخية في العالم ، في تغييرات كثيرة على الأرض ، ومن بينها جفاف عدد من السيول و الأنهار.
ويعتبر نهر “غرينو” الواقع في أستراليا واحد من تلك الانهار الذي شهد جفافاً تاماً لمدة ثلاث سنوات ، حيث كان سابقاً عادة ما يحتوي هذا النهر على جيوب صغيرة من المياه على مدار العام ، ما لم تهطل أمطارغزيرة في الشمال خلال فصل الصيف ، وكانت آخر مرة هطلت فيها الأمطار بغزارة في الشمال في العام 2018 ، وحينها تدفق النهر مجدداً ، لكنها كانت المرة الأخيرة له التي يشهد فيها تدفق المياه في مجراه.
وبعد سلسلة من العواصف الخريفية خلال شهر مارس الماضي وهطول الأمطار بغزارة ، حيث سجلت بلدة غرينو ريفر في الثاني من مارس نحو 62 مليمتر من الأمطار في غضون 24 ساعة ، عادت الحياة إلى النهر ، الذي يمتد لمسافة 340 كيلومتر من شمالي بيرث ، الواقعة غربي أستراليا ، حيث شهد تدفقاً كبيراً للمياه.
فقد استمتع السكان المحليين بمشهد عودة النهر إلى الحياة ، رغم انهم كانوا مذهولين لعودته بعد ثلاث سنوات من الجفاف ، وكان المشهد الأكثر غرابة عندما بدأ النهر بالتدفق ، حيث جرف معه كل ما كان بطريقه من الأوساخ وبقايا مخلفات طبيعية ، وكان مجرى النهر جافاً جداً لدرجة أن السيول كانت عبارة عن فوضى عكرة من الأتربة والثمار العفنة ، وكسر الأشجار والأغصان وأوراق الشجر ، وسحب النهر هذه المخلفات إلى المصب ، في منطقة كايب بيرني بالقرب من جيرالدتون ، بأستراليا الغربية ، ليصب في المحيط الهندي.