الكثير من رواد الأعمال حينما يقررون تأسيس مشروعاتهم الخاصة يشعرون بالكثير من التردد في البداية؛ نظرًا لأن قرار البدء في تأسيس مشروع خاص ودخول عالم البيزنس يحمل مخاطر كبيرة، خاصة إذا كانت الفكرة التي تسعى لتنفيذها رائدة وثورية، ولم يسبق لأحد تنفيذها من قبل.
على مدار حياتي في عالم البيزنس مر عليَّ العديد من الشباب الراغبين في تأسيس مشروعاتهم الخاصة، وكان من ضمن أبرز الأسالة التي دائمًا ما يكررها هؤلاء الشباب، وأكثر أهمية من وجهة نظري هي ..."متى أبدأ مشروعي الخاص؟! "
لا شك أن توقيت البدء في مشروعك الخاص من أهم العوامل التي يتوقف عليها نجاح المشروع إن لم يكن الأهم، والإجابة على هذا السؤال – من واقع خبرتي في مجالات البيزنس وريادة الأعمال – يجب أن تقوم على محورين، المحور الأول يتعلق بالسن، بينما المحور الثاني يتعلق بالتوقيت، وإذا تمكنت من الوقوف على هذين المحورين، ستكون قادرًا على التغلب على هذا التردد المصاحب للبدايات، وتحديد متى يمكنك البدء في تنفيذ مشروعك الخاص.
أولًا: من ناحية السن
الواقع يقول إنه لا يوجد سن معين كي تبدأ مشروعك الخاص، ولدينا أمثلة لا حصر لها عن رودا أعمال بدأوا مشروعاتهم في سن الطفولة وحققوا نجاحات مذهلة، ومنهم من بدء مشروعه وهو كهل وحقق نجاحًات مذهلة أيضًا، وكلاهما لم يشكل العمر عائقًا بالنسبة له.
لنأخذ الطفل الأمريكي "كوري نيفز" كمثال، حينما بدأ " نيفز" تأسيس مشروعه الخاص لبيع الشكولاتة للمرة الأولى كان بعمر 9 سنوات فقط، وتمكن من النجاح ومواصلة التقدم حتى امتلك شركته الخاصة، وأصبح أصغر مدير تنفيذي في العالم، وعمره لم يتعد الـ14 عامًا.
على الجانب الأخر، كان "هارلاند ساندرز"، المعروف باسم "الكولونيل ساندرز"، بعمر الـ62 عامًا، حينما قرر تأسيس واحدة من أشهر سلاسل المطاعم حول العالم في 1952م، وبرغم أنه كان قد تعرض للفشل أكثر من مرة، وكان كبيرًا في السن، إلا أنه لم يأبه لهذا كله، ولم يمنعه سنه من تحقيق النجاح.
إذًا فسواء كان عُمرك 9 سنوات أو حتى 62 عامًا، فهذه ليست المعضلة، ولكن العبرة هي امتلاك الوقت والقدرة والإمكانيات التي تؤهلك لتأسيس مشروعك الخاص، وأن تمتلك الإيمان بقدرتك على النجاح، والإرادة الكافية لإحداث التغيير اللازم، والأهم من ذلك أن يكون لديك شغف بمجال مشروعك وتمتلك المعرفة والخبرة الكافيين؛ لأنهما وقود استمرارك وكفاحك.
لكن هذه الإجابة -على واقعيتها- أحيانًا تترك البعض في حيرة من أمرهم، كونها لا تعطي معيارًا للسن المناسب لبدء المشاريع ، وحتى نرفع عنهم هذه الحيرة أردت استنباط معيار للسن ، ولا أجد في هذا الصدد خيرًا مما يقوله الملياردير الصيني "جاك ما"، الذي يمتلك واحدة من أكبر شركات التجزئة في العالم، بناءًا على خبراته وتجاربه في عالم البيزنس، ويرى "ما" أنه:
• من سن العشرين إلى سن الثلاثين يجب أن تعمل في شركة صغيرة، وأن تتبع قائدًا في عملك تكتسب منه الخبرات التي تؤهلك لبدء مشروعك الخاص.
• في حين أن الفترة من سن الثلاثين إلى سن الأربعين تعتبر هي السن الأفضل للبدء في مشروعك الخاص، وتطبيق ما تعلمته من عملك تحت سن الـ30 عامًا.
• بينما في الفترة من سن الأربعين إلى سن الخمسين لا تحاول تغيير المجال الذي برعت فيه، ولكن حاول أن تتأقلم مع المتغيرات الجديدة في هذا المجال.
• وأخيرًا من سن الخمسين إلى سن الستين ساعد الشباب، واستثمر فيهم، وفي الإمكانيات التي يتمتعون بها؛ لأنهم وقود استمرار مشروعك في السوق؛ نظرًا للروح والطاقة العالية التي يتمتعون بها، وفهمهم لطبيعة عصرهم.
لقد أثبت هذا المعيار للسن الذي حدده "جاك ماو" فاعليته معي شخصيًا، فحينما قررت افتتاح أول مشاريعي كنت في سن الـ21 عامًا، وكنت أواجه دومًا شكوكًا حول قدرتي على إدارة هذا المشروع مع حداثة سني.
وبالرغم من الخبرات التي اكتسبتها من هذه التجربة إلا أن نتيجتها كانت شديدة القسوة عليّ؛ وكادت أن تصل بي إلى السجن والامتناع تمامًا عن الدخول في أي بيزنس مجددًا، ولكنه قدَّر ولطف.
عندما أنظر إلى نصيحة "جاك ما " أقول لو عاد بي الزمن مرة أخرى لكنت اخترت تأجيل افتتاح البيزنس الخاص بي إلى ما بعد سن الـ30، أو على الأقل بعد العمل مدة 5 سنوات في شركة أتعلم منها وأكتسب الخبرات.
ثانيًا: من ناحية التوقيت
من وجهة نظري، أحد العوامل التي يجب أن نقف عندها كثيرًا قبل البدء في تأسيس مشروع جديد هي براعة التوقيت، ولا أعني ببراعة التوقيت هنا امتلاك الإمكانيات والقدرات اللازمة لتأسيس المشروع فحسب، ولكن المقصود أن تقتنص التوقيت المناسب لدخول السوق. بشكل أكثر وضوحًا إذا لاحظت أحد الحالات الآتية في السوق، فهذا توقيت مثالي كي تبدأ مشروعًا جديدًا:
1) ظهور نشاط جديد إما على المستوى العالمي أو على المستوى المحلى مثل ظهور الموبايل لأول مرة في أوائل السبعينات من القرن الماضي، وأيضًا ظهور شركات نقل الركاب وانتشارها على مستوى البلدان المحلية في العالم العربي منذ 4 سنوات تقريبًا.
2) أصبح لديك فكرة ناضجة لتطوير نشاط قائم بالفعل، مثل تطوير فكرة متاجر البيع التقليدية إلى متاجر البيع أونلاين.
3) لاحظت وجود فجوة في السوق الذي تنوي دخوله. على سبيل المثال بعد انتشار وباء كورونا أصبح الناس بحاجة إلى التسوق وهم في منازلهم مما أدى لظهور تطبيقات متخصصة في توصيل كافة الطلبات المنزلية.
4) وجدت أن السوق الذي تنوي دخوله أصبح كبيرًا للغاية ولا توجد تغطية لمختلف شرائح العملاء فيه، مثل انشتار محلات الموبايل وخدمات الإنترنت نظرًا لاتساع هذا السوق. وأيضًا اتساع سوق التجارة الإلكترونية بعد انتشار وباء كورونا.
في النهاية نستخلص من هذا كله أن توقيت بدء مشروع جديد يرجع لك وحدك، بشرط ألا تتسرع. فقط ابدأ عندما تشعر أن لديك الخبرات الكافية سواء على مستوى إدارة المشروع أو على مستوى المجال الذي تنوي دخوله، وقادر على تحمل نتيجة مشروعك. وبعد ذلك تختار التوقيت المناسب للانقضاض على السوق. ويمكنك بدء مشروعك أونلاين في البداية – إن أمكنك ذلك- لأن هذا سيزيح من على عاتقك العديد من النفقات، مثل الايجارات وتجهيز المكان وغير ذلك، فإذا ما نجح مشروعك يمكنك نقل الفكرة بعد ذلك خارج الإنترنت.
- أمير منطقة حائل يستقبل وزير السياحة
- إدارة تعليم المذنب تحتفي باليوم العالمي للطفل
- حرس الحدود بجازان ينقذ مواطنين تعطلت واسطتهما البحرية في عرض البحر
- تنفيذ حكم القتل تعزيراً بعدد من الجناة لارتكابهم جرائم إرهابية
- النيابة العامة تعلن عن تدشين “غرفة الاستنطاق المخصصة للأطفال”
- «الحياة الفطرية» تطلق 26 كائناً مهدداً بالانقراض في متنزه السودة
- تستمرّ للثلاثاء المقبل معلنة دخولَ الشتاء.. جولة مطرية جديدة يصحبها انخفاض بدرجات الحرارة بمعظم المناطق
- لاستبدال 250,000 مكيف.. “موان” يعلن إطلاق ثالث مراحل مبادرة “استبدال”
- «الجنائية الدولية» تصدر مذكرتي اعتقال لنتنياهو وغالانت
- “حساب المواطن” يعلن صدور نتائج الأهلية للدورة 85 لشهر ديسمبر القادم
- من مخاطر داخل المنزل تهددهم.. “المدني” يؤكد أهمية المحافظة على سلامة الأطفال
- “الهيئة العامة”: كود الطرق وضع معايير وشروط لتصميم وتركيب مطبات السرعة
- بوضعية خارج الرحم.. “سعود الطبية” تنقذ جنينًا بحالة حمل نادرة في الأسبوع الـ26
- «الطيران المدني» يُصدر تصنيف مقدِّمي خدمات النقل الجوي والمطارات لشهر أكتوبر الماضي
- الزكاة والضريبة والجمارك تدعو وسطاء الشحن إلى الاستفادة من الخدمات الجمركية المقدمة في المنافذ البحرية
المهندس: محمد الباز
الوقت المناسب لتبدأ مشروعك
18/02/2021 3:24 م
المهندس: محمد الباز
1
232799
(1)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/3431295/
التعليقات 1
1 pings
قصي
23/02/2021 في 1:22 ص[3] رابط التعليق
انا لاجئي سوري في لبنان وحتاج الا مساعده ماليه من اجل الدواء وطلب من اهل الخير الي يطلع من خطرهم
(0)
(0)