من أهم أنواع القيادة في التربية وفي الحياة على العموم إرساء جسور الحب بلا شروط والتفهم في العلاقات
فمما لا شك فيه أن الآباء والأمهات جميعهم يحبون أبناءهم حب من غير شروط ،، ولكن عند سؤال الأبناء فإنهم لا يعلمون مقدار هذا الحب من آبائهم بل وتجدهم في بعض الأحيان خصوصاً في سن المراهقة والنفور لا يعترفوا بهذا الحب ولا يقدرونه حق قدره مما يسبب الإحباط واليأس لكلا الطرفين الأول الآباء والأمهات لوجود دائما خلل عدم التقدير من قبل الأبناء والطرف
الآخر هم الأبناء لوجود إحساس باليأس والاحباط من نيل محبه الابوين ...

فلما هذه الفجوة التي تفتح فوهة القلق والتوتر في أسمي وأنقي علاقة حب خلقت علي الفطرة ؟

وذلك لأننا كقياديين ومربين ننسي قانون العدسة ؟!
فإن طبقناه اختلفت الموازين وكبرت الرؤية بالعدسة المكبرة ...
فعلينا أن نفهم ونستوعب أن عدسة الأبناء مختلفة كليا عن عدسة المربين من الآباء والأمهات
فالصغار يميلون أكثر نحو المرح والتسلية والمغامرة والاكتشاف والحرية أما الكبار فتميل نحو التحكم والجدية والسيطرة ومن منبع هذا الاختلاف تحدث الكثير من المشاكل ...
فعلينا أن نتعلم استخدام كلتا العدستين من حين لآخر ولا ونهملهما
فعلينا أن ننظر إلى الدنيا بعدستهم أحيانا ولا تنسوا أن داخل كل منا طفلًا قد أهملناه ونسيناه منذ زمن بعيد ..
وهذا ينمي روح الإبداع والاكتشاف والشخصية القيادية لديهم ..

كما علينا أن ندرب أبنائنا في الاستعداد والتهيؤ لاستخدام عدستنا شيئًا فشيئا وهي ما تسمي بعمليه النضج لديهم ...
ولن يحدث ذلك إلا إذا أمرنا أنفسنا علي استخدام الأذنين أكثر للاستماع والإنصات أكثر من استخدام الفم لكلام الوعظ والإرشاد ..

فابنوا روابط الثقة وجسور المحبة الغير مشروطة

فاستبدل بالتعنيف التفهم
واستبدل تقطيبة الجبين بالابتسامة
واستبدل بكلمات اللوم بكلمة أحبك

لأن للأسف الابناء عادةً يستجيبون لما يدور في أذهانهم فإن أعتقد أن أمه لن تحبه إلا إذا كان متفوقا ، واطاعها في كل شئ ، وأكل الأطعمة التي لا يحبها ، وامتنع عن فعل الأشياء المبهجة له وأن يدرس لساعات طويلة فإنه يفقد الثقة في نفسه لانها شروط تعجيزيه بالنسبة لرؤيته التي لم تنضج بعد ..

فدعه بقانون العدسة يفهم لما عليه فعل ذلك وأنك كمربي تحبه وتتقبله كما هو دون شرط ودون قيد دعه يشعر الحب والتفهم بلا شروط ..

د.هبة عز
استشاري تربوي وتعليمي ومدربة دولية في القيادة التربوية للمؤسسات التعليمية ..