أمّ المصلين في خطبة الجمعة بالمسجد الحرام فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور بندر بليلة وتحدث فضيلته في خطبته الأولى عن شرف معرفة الله فقال : ليسَ للآدميِّ شرفٌ يعدِلُ معرفةَ اللهِ تبارك وتعالى ومحبَّتَه وتوحيدَه، فهو بغير إلهه وربِّه لم يكن شيئًا مذكورًا، وبفضله وإنعامه خلقه من العدَم، وعلَّمه بالقلَم، علَّم الإنسانَ ما لم يعلَمْ.. فلمَّا أوجده سبحانه وعلَّمه وفهَّمَه، وخلق كلَّ شيءٍ له، ونصب له دلائلَ معرفته، وشواهدَ وَحْدانيَّته، أمرَه أن يُخلِصَ له التَّوحيدَ، ويفردَهُ بالعِبادَةِ، وينقادَ له بالذُّلِّ والطَّاعةِ.
فكانَ أوَّلُ واجبٍ افترضه عليه أن يكون هو سبحانه معبودَه وإلَـهَه كما كان هو ربَّه وخالقَه ومصوِّرَه ومُبدعَه.
وقد كانَ من شأنِ البشريَّة مع هذا المطلَب العظيمِ-بعد أنْ جبلهم ربُّهم عليه وأمرهم به، وأنزل أباهم آدمَ إلى الأرض على صريح التَّوحيدِ- أنْ ظَلَّتْ تَرِدُ من هذا الشِّربِ الرَّويِّ، والمنهلِ العذبِ الهَنيِّ قرونَ عددًا، لا تعرِفُ غيرَ ربِّها إلهًا، ولا تَذِلُّ أعناقُها لسواهُ معبودًا، حتَّى اجتالتْهم الشياطينُ وزيَّنتْ لهم الشِّرك واتِّخاذَ الأندادِ مع اللهِ، كما قال صلى الله عليه وسلم عن ربِّه: «إنِّي خلقتُ عبادي حُنفاءَ كلَّهم، وإنَّهم أتتْهم الشياطين فاجتالتْهم عن دينهم، وحرَّمتْ عليهم ما أحللتُ لهم، وأمَرَتْهم أن يشرِكوا بي ما لم أُنَزِّلْ به سلطانًا» الحديث أخرجه مسلم.
وتحدث فضيلته عن فضل إبراهيم عليه السلام فقال: وأمَّا إبراهيمُ الخليلُ-عليه أزكى التَّسليمُ- فله في الحنيفيَّة أرسخ قدمٍ، فهو إمامُ الحُنفاءِ، ومقدَّمُ الموحِّدين الأصفِيَاءِ.. وقد أبطل اللهُ الانتسابَ إلى غير ملَّته.
ولمَّا كان الخلقُ متفاوتين في تحقيق التوحيد: علمًا وعملا وحالا، كان أكملَهم توحيدًا الأنبياء والمرسلون، وأكملُهم أولو العزمِ من الرُّسل، وأكمل أولو العزمِ الخليلانِ: إبراهيم ومحمد عليهما الصلاة والسلام؛ فإنهما قاما من التوحيد بما لم يقُم به غيرهما علمًا وعملا وحالا، ودعوةً للخلق وجهادًا، ولهذا أمر الله نبيَّه محمدًا صلى الله عليه وسلم أن يتَّبعَ ملَّة إبراهيم عليه السلام وكان صلى الله عليه وسلم يعلِّمُ أصحابَه إذا أصبحوا أن يقولوا: «أصبحنا على فطرة الإسلام، وكلمة الإخلاص، ودين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وملة أبينا إبراهيم حنيفا مسلما وما كان من المشركين».
فمِلَّةُ إبراهيم: التَّوحيدُ. ودينُ محمَّدٍ: ما جاء به من عند الله قولا وعملا واعتقادا.
وكلمة الإخلاصِ: شهادة أنْ لا إلهَ إلا اللهُ. وفِطرة الإسلامِ: ما فطر الله عليه عبادَه من محبته وعبادته وحده لا شريكَ له، والاستسلام له عبوديَّةً وذُلًّا، وانقيادًا وإنابةً.
واختتم فضيلته خطبته الأولى عن العدل والتوحيد فقال : وبالعدل والتوحيد يلتئم الكمالُ: فإنَّ التوحيد يتضمَّنُ تفرَّدَهُ تعالى بالكمال والجلال والمجد والتعظيم الذي لا ينبغي لأحدٍ سواه.
والعدل يتضمن وقوعَ أفعاله تبارك وتعالى على السداد والصواب وموافقة الحكمة.
فهذه الشهادةُ أعظم شهادة على الإطلاق، وإنكارها وجحودها أظلم الظلم على الإطلاق. فلا أعدلَ من التوحيدِ، ولا أظلمَ من الشِّرك.
وتحدث فضيلته في خطبته الثانية عن حقيقة التوحيد وإخلاص الدين فقال : إنَّ حقيقةَ التوحيدِ إخلاصُ الدِّين لله وهو لا يقوم إلا على الجمع بين طرفي الإثبات والنفي. فأما الإثبات، فهو أن تقرَّ لله تعالى بإلهيَّته. والنفي: أن تنفي إلهيَّة ما سواه.
وبذلك تعبده تاركًا لعبادة غيره، وتحبُّه معرضًا عن محبَّة غيره، وتخشاه مُبعَدًا عن خشية من سواه، وكذلك لا تستعين إلا به، ولا تتوكل إلا عليه، ولا تتحاكم إلا إليه، ولا تدعو إلا إياه، ولا ترغب فيما سواه.
وكمال هذا التوحيدِ: ألا يبقى في القلبِ شيءٌ لغير الله أصلا، بل يبقى العبدُ مواليًا لربِّه في كل شيءٍ، يحبُّ ما أحبَّ، ويُبغض ما أبغض، ويوالي من يواليه، ويعادي من يعاديه، ويأمر بأمره، وينهى عن نهيه. فهذا هو أول الدين وآخره، وظاهره وباطنه، وذروة سنامه وقطب رحاه.
- الزبيدي في الرياض : حضور سياسي يعزز مكانة المجلس الانتقالي الجنوبي على الساحة الإقليمية والدولية
- إمام المسجد النبوي: الإيمان العميق وحسن الظن بالله هما السر الكامن في ثبات الأمة
- متحدث «الأرصاد»: أمطار غزيرة ورياح نشطة على المملكة قبل دخول الشتاء
- تؤكد التزام المملكة وجهودها في مجال الاستدامة بالقطاع السياحي
- بلدية الخبراء تطرح ثلاث فرص استثمارية
- 5 ضربات ناجحة.. “الزكاة” تتصدَّى لتهريب 313,906 حبوب “كبتاجون” في الحديثة
- خطيب المسجد الحرام الشيخ عبد الرحمن السديس: لا تنجرفوا بأخلاقكم نحو مادية العصر واجعلوا الاحترام أساس علاقاتكم
- الاتحاد الدنماركي لكرة القدم يدعم استضافة المملكة مونديال 2034
- “تفاصيل الغياب” تبهر الجمهور وتثير الإعجاب في جدة
- تركي آل الشيخ يفوز بجائزة الشخصية الأكثر تأثيراً في العقد الأخير من MENA Effie Awards 2024
- هل يوقف العنب الأحمر سرطان الأمعاء؟
- الأرصاد عن طقس الجمعة: أمطار رعدية ورياح نشطة على عدة مناطق
- أمير منطقة حائل يستقبل وزير السياحة
- إدارة تعليم المذنب تحتفي باليوم العالمي للطفل
- حرس الحدود بجازان ينقذ مواطنين تعطلت واسطتهما البحرية في عرض البحر
محليات > فضيلة الشيخ بندر بليلة في خطبة الجمعة : بالعدل والتوحيد يلتئم الكمالُ
12/02/2021 2:18 م
فضيلة الشيخ بندر بليلة في خطبة الجمعة : بالعدل والتوحيد يلتئم الكمالُ
مكة المكرمة - ياسر الجعيد :
مكة المكرمة - ياسر الجعيد :
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/3430267/