الجنة الموعودة التي على إثرها بدأت الملحمة العظيمة صراع البشر ضد الطاقة السلبية الشيطانية التي أحكمت قبضتها على البشر و القلة القليلة نجت من هذا التحكم بإتباع الدستور الإلهي ..
.. يسعى البشر منذ قديم الأزل إلى محاكاة الجنة الحقيقية بجنة دنيوية ..
أمكن بعد جهد جهيد استنساخ المدينة الافلاطونية الفاضلة التي تخيلها أفلاطون قبل قرون خلت و رسم معالمها.. فغرقت كقارة اطلنطس في أعماق المحيط و غرقت معها كل محاولات لاحقة لإعادة محاكاة مجدها الضائع..
كل تلك الحضارات و المحاولات لإحياء المجد والخلود إنتهت إلى العدم..
غرق الفراعنة في أعماق الرمال و البحر و ضاع اليونانيون في وهم الأساطير و الآلهة المتعددة و تشتت من بقي من الحضارات السابقة و اللاحقة معا في دوامة الزمن..
و إتضح أن الأمة التي تتصف بالنرجسية و الإكتفاء بالذات ستكون مثل القلعة تظهر للعيان أنها الأسلم و الأكثر تحصينا لكن في الواقع هي هدف ظاهر للخصوم..
نتيجة لذلك إن العزلة و التقوقع مدمرُُ و يؤدي إلى التهميش ثم يعزلك عن معلومات أكثر أهمية أخمن أنه إنتحار إجتماعي..
لذا فطموح البشر مستقبلا نحو بناء مجتمع عالمي يذوب فيه كل شيء في وعاء واحد يتبادلون فيه كل شيء.. إذ لا وجود للإكتفاء بالذات في منطق الحضارات الواعية فأنت هي الإضافة التي تفيد الأمة و التي يبحث عنها المختلف معك..
يبقى الآن أن كل المحاولات المتعاونة معا لرصد أغوار القارة الجديدة "DNA" دليل التشغيل البشري..
و بذلك سيتمكن حينها البشر تشكيل عدد لا نهائي من الطلاسم و الخلطات السحرية لصنع أشكال متوهجة من الحياة..
يرغبون في التلاعب بالجينوم البشري رغبة لإطالة أعمار الصفوة من البشر (مخترعين. فنانين. رواد. علماء....) و دفع الأذى و ضمان مستقبل واعد بعيدا عن الأمراض و الأزمات النفسية في الوقت الذي يزداد فيه أعداد البشر فإن موارد الكوكب لا تزال كافية للجميع إلى إشعار آخر او ربما إلى حين البحث عن كوكب مستضيف توأم للأرض.. أو إيجاد حل عاجل لمداواة البيئة الطبيعية..
يجري كل ذلك على قدم و ساق لتصميم هذا النموذج الفردوسي إنها جنة الخلد الموعودة.. التي يسعى الحالمون لصنع مثيلتها بِرَوْنَقٍ فاضل عن طريق سلطة العلم و الخيال ..
كل ذلك إعدادُُ لجنة موعودة هي فصل من فصول الخطة ما قبل الأخيرة لظهور الدجال!!!
زبدة المقال :
- المعلومة هي سلاح المستقبل و الاستثمار الأمثل فيها هو ما سيصنع الفرق الواضح يتوجب الاستفادة من أي إضافة تسهم بشيء ما.
- يتوجب أن تتحرك دوما مع الركب الحضاري بحذر مع الحفاظ على الثوابت المكتسبة و أن لا تتأخر أو تركن إلى منطقة الأمان فالكل يتسارع نحو إثبات الذات على حساب المنافسين إذ لا عذر للمتأخرين .
- المبدأ الحضاري الناجح سيقوم على الكيف لا على الكم علاقات.. أعمال.. صناعة.. مؤسف أن دوام عملي ليوم كامل مقابل راتب شهري لا يتجاوز 180 دولار للشهر!! مثل هذه النقائص مؤثرة حقا و ستنجر عنها العديد من التراكمات و التي لا تساهم بدفع عجلة التنمية إلا بشكل محتشم للغاية.