مما لاشك فيه أن من أهم عناصر نجاح اي معرضٍ للكتاب هو اختيار الوقت الأنسب والمكان المناسب لإقامته فضلًا عن اختيار دور النشر الأكثر انتشارًا وحشد الكيف بدلًا من الكم في الفعاليات المصاحبة.
معرض الكتاب بمحافظة المخواة بمنطقة الباحة أُقيم هذه الأيام في نسخته الأولى في أجواءٍ ربيعيةٍ معتدلة وخلابة تعم محافظة المخواة بالقطاع التهامي بالباحة لتبدو وكأنها عروس الشتاء التي تستريح على وهاد السهل ضامَّةً عشاقها لحضنها الحاني . لقد تجولت في ردهات المعرض مؤخراً فوجدت روح الشباب تسمو في الأنحاء ، يشعر الزائر بذلك منذ الوهلة الأولى لدخوله المكان وحتى مغادرته فلا صوت يعلو صوتهم ولا قلم يسمو على أقلامهم ، وفكرهم المتقد يطوف المكان سردًا وقصةً ومقالًا وشعرًا وريشةً وعدسة .
ليس من السهل على منظمي معرض الكتاب في اي مكان كان أن يحشد شبابًا يافعًا ليقدم نفسه وفكره ومشاعره بشكل حر وبتلقائيةِ المبتدئين دون أن يكون هناك وجلاً من تهورٍ ما أو جرأةٍ غير متوقعة أو اندفاعٍ غير آبه ، غير أن فرسان التنظيم لمعرض الكتاب بالمخواة كسروا جمود تلك الفكرة وأطلقوا مقود القيادة في يد شباب وشابات المعرض ليبدو الأمر مختلفًا عن المعتاد ؛ وقد كان .
معرض الكتاب بالمخواة الذي يسكن ثلاث قاعات فقط من الغرفة التجارية بالمحافظة ؛ ذاع صيته ثقافيًا وإعلاميًا وفكريًا وأدبيًا كذلك رغم أنه وليد التكوين والفكرة ولكن الفكرة تبدو كوميض إذا وجدت من يوقدها غطَّت الآفاق نورًا واشعاعًا وهذا مافعله فرسان التنظيم بالمعرض كالأديب والمسرحي الأستاذ ناصر العمري والاساتذة الإعلاميين خالد العمري وحسن الصغير ومهندس الإبداع المهندس أحمد البرتاوي وعراب المواهب الشبابية الاستاذ هاشم رضوان وغيرهم من الشباب الذين اكتض بحماسهم بالمكان ، ولذا بدأ المعرض جميلًا روحًا وارتواءً .
رجل الأعمال الأستاذ ماشي العمري نائب رئيس غرفة المخواة ؛ كان يجسد معنى الشراكة بين المال والثقافة عموماً فهو الذي لايبرح المكان مذللاً الصعاب لإتمام تظاهرة ثقافية يُراد لها البقاء والديمومة ، وهذا مثال لرجل الأعمال الواعي بالدور الهام للتجارة المجتمعية النافعة.
بقي أن أرجو من سعادة محافظ المخواة وزملائي المنظمين وكل من يهمه أمر الثقافة والادب والفنون أن يُعاد تنظيم معرض الكتاب بالمخواة كل ربيع من كل عام وان يتسع نشاطه ليظم مزيدًا من دور النشر وسيما النوعية منها ، وأن يتربع على مساحة أكبر حاويًا المزيد من التألق والتفرد ، وأن يكون هناك رعاةً له يزفونه للوطن اجمع وللخليج وللعالم العربي كذلك ، مودعًا انحناءة إعجاب لكل من وضع لبنةً في بناء هذا المعرض ، وراجيًا أن أراه كل عام يزداد تألقًا وعلوًا.