أكد معالي الأستاذ الدكتور عبد الرحمن بن حمد الداود، رئيس جامعة القصيم على أهمية مشاركة المملكة في الاختبارات الدولية، والتي نستطيع من خلالها أن نتعرف على المستوى المتقدم الذي وصل إليه التعليم بالمملكة، مشيرًا إلى أن أهمية هذه المشاركة لا تقتصر على الحصول على الدرجة المرتفعة فقط بل إنها تعكس اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله – ورعايتهما لتطوير التعليم وما يقدمانه من دعم لهذا القطاع ليتميز على المستوى المحلي والعالمي.
كما قدم رئيس جامعة القصيم الشكر والتقدير لمعالي وزير التعليم الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ، خلال كلمته في الندوة التي أقامتها كلية التربية بالجامعة عن بعد، بعنوان “دور المشاركة المجتمعية في تعزيز نتائج المملكة في الاختبارات الدولية”، اليوم الأربعاء الموافق 15/5/1442هـ، مثمنًا حرص معاليه على أن تتبوأ المملكة المكانة التي تستحقها والمستوى الذي نأمله جميعًا ونتطلع إليه في مثل هذه الاختبارات وغيرها من التصنيفات التي تعكس واقع ما نطمح إليه في تعليمنا بالمملكة العربية السعودية.
وثمن “الداود” جهود القائمين على إقامة هذه الندوة، سعادة وكيل وزارة التعليم الدكتور ناصر العقيلي، ووكيل الجامعة للشؤون التعليمية الدكتور محمد العضيب، وكل من عمل من الزملاء بالجامعة على إقامة هذه الندوة، سائلًا الله تعالى أن يوفق المشاركين فيها للوصول إلى نتائج ومخرجات تساعد وتدعم جهود وزارة التعليم في تحقيق مراكز متقدمة بما يعكس واقعنا الطموح الذي نتطلع فيه أن نكون بالمراكز الأولى دائما بإذن الله.
ومن جهته، أوضح عميد كلية التربية الدكتور خالد الحميضي، خلال كلمته، أن الاختبارات الدولية تعد أداة هامة لتقويم الأنظمة التعليمية ومساعدة الدول على تحديد جوانب القوة والضعف لديها للعمل على تحسين وتجويد عملياتها، لافتًا إلى أن وزارة التعليم قد أولت الاختبارات الدولية كاختبارات “TIMMS” اهتماما كبيرًا، وعملت على نشر ثقافة الاختبار وأهمية المشاركة التنافسية فيه خصوصاً في نسخة 2019 مقارنة بالاختبارات السابقة التي عانت ضعف الدافعية وغياب الوعي بأهميتها.
وأشار “الحميضي” إلى أهمية ألا يتوقف تعاطينا مع نتائج الاختبارات الدولية على مجرد الترتيب والمقارنة مع الدول الأخرى دون التعمق في نتائج الاختبارات وتحليل أدواتها المختلفة، ومن هذا المنطلق جاءت فكرة إقامة هذه الندوة بجامعة القصيم كأحد مشاركاتها الدائمة في كل ما من شأنه رفع مستوى الأداء لطلابنا وطالباتنا ومؤسساتنا التعليمية، وبمشاركة عدد من المتحدثين المتميزين بما سيعود بالنفع المؤكد في تجويد المخرجات وتحقيق أعلى النتائج في مثل هذه الاختبارات مستقبلًا ومنافسة الدول المتقدمة في هذا الجانب.
وناقشت هذه الندوة التي أدارها الدكتور عبدالله الحربي أستاذ المناهج وتعليم العلوم في كلية التربية بالجامعة، عددًا من المحاور المتعلقة بدور المشاركة المجتمعية في تعزيز نتائج المملكة في الاختبارات الدولية ومنها: دور إدارات التعليم والمؤسسات التعليمية والمدارس في تحقيق إنجازات مشهودة في نتائج المملكة في الاختبارات الدولية، قدمه الأستاذ الدكتور صالح النصار أمين عام إدارات التعليم وأمين عام جائزة التعليم للتميز في وزارة التعليم، حيث استعرض خلاله الإنجاز الذي حققته المملكة في اختبارات تيمز ٢٠١٩، والإجراءات التي قامت بها الإدارات التعليمية بدعم معالى وزير التعليم للاستعداد لهذه الاختبارات في أقل من مائة يوم، كما استعرض تاريخ مشاركات المملكة في هذه الاختبارات بدءً من عام ٢٠٠٣، ونشر ثقافة التعامل مع الاختبارات الدولية بين المعلمين وأولياء الأمور إيمانا بدور الأسرة وأهمية دعمها حتى تم تحقيق رفع الجاهزية بشكل كبير، مع ارتفاع ملحوظ في نتائج المملكة في اختبارات ٢٠١٩ مقارنة بعام ٢٠١٥، حيث كانت ثاني أعلى دولة من دول مجموعة العشرين في تحسن النتائج.
فيما تناول المحور الثاني دور المعلمين والهيئة التعليمية في تعزيز نتائج المملكة في الاختبارات الدولية وقدمه الأستاذ الدكتور خالد المعثم أستاذ المناهج وطرق تدريس الرياضيات في كلية التربية بالجامعة، والذي استعرض خلاله دراسات التقويم الدولية واسعة النطاق ودورها في الحكم على مجتمعات كاملة، وأهمية ذلك في قياس جودة النظام التعليمي ودعم الإصلاحات التعليمية، كما تطرق إلى أهمية الاستفادة من نتائج هذه الاختبارات في عقد المقارنات الطولية والعرضية من أجل فهم العوامل المؤثرة في تلك النتائج والرابط بينها، وكذلك أهمية دور المعلم باعتباره صاحب الدور الأكبر في تطوير المستوى الأكاديمي لطلابه، مع إلقاء الضوء على الممارسات التدريبية والتقويم للمعلم، وكذلك سماته المهنية، وضرورة الاهتمام بمهارات التفكير العليا وتنميتها لدى الطلاب، والتكامل والتكاتف بين المؤسسات التعليمية لتنمية قدرات المعلمين.
في حين تطرق المحور الثالث لدور الأسر وأولياء الأمور في تعزيز نتائج المملكة في الاختبارات الدولية، قدمه الأستاذ الدكتور سعيد الشمراني، أستاذ تعليم العلوم بقسم المناهج وطرق التدريس، مدير مركز التميز البحثي في تطوير تعليم العلوم والرياضيات بجامعة الملك سعود، والذي تناول دور الأسرة والجهود التي بذلت في هذا الجانب والتي تصب في اتجاهين الأول أن تكون البيانات المتوفرة تعكس الواقع، وقد بذلت الوزارة جهدًا كبيرًا في هذا الاتجاه، والثاني هو الاتجاه للتطوير، كما استعرض بعمق جوانب الشراكة بين أولياء الأمور والمدرسة في دعم التعلم.