بينما تعج الأخبار عن فيروس كورونا المتحور في بريطانيا وغيرها من الدول، وتهّول لنا الأحداث ، ويتداول الناس رسائل وتنبؤات بحظر جديد، يلهو البريطانيون ويعيشون يومياتهم وكأن شيئا لم يكن.
بالرغم من بعض مساوئ وسائل التواصل الاجتماعي إلا أنها كشفت لنا الكثير من الكذب العالمي والأنانية لدى الشعوب الأوروبية.
أتابع حاليا عدد من الإخوة الذين يعيشون في المملكة المتحدة ودول أخرى من أوروبا. عندما انتشرت أخبار عودة الحظر في بريطانيا، توقعت حظرا مثل الذي نعرفه وعشناه، إلا أن الحظر البريطاني عبارة عن منع لتناول الوجبات داخل المطاعم وإغلاق للمحلات التجارية (مع فتح المراكز التجارية ) فقط.
لم تغلق المدارس ولم تمنع الحدائق ولم يحظر التجول داخل المراكز التجارية ولم يفرض حتى لبس الكمامات!
هذا هو الحظر البريطاني الذي أرعبنا وجعلنا نتداول رسائل عن حظر آخر قادم بالرغم من كل الاحترازات التي اتخذتها دولتنا حفظها الله ورعاها وبالرغم من التزامنا الشديد بالتباعد الاجتماعي ولبس الكمامات وبالرغم من كل الجهود الجبارة في التعليم عن بعد.
في الوقت الذي يبذل حكامنا كل جهد لحفظ حياة الإنسان وصحته، يعيث الأوروبيون في الأرض كما لو أنه لا وجود للجائحة التي هزت أركان العالم ! فالتزاحم في الحدائق وساحات أوروبا لايوصف (مثل بولندا التي لديها أعداد هائلة من الإصابات) . ثم يتحدّثون عن الأخلاق ويعطون محاضرات في الإنسانية وحقوق الإنسان. أين هم من هذه المحاضرات و الشعارات وهم يمارسون الحرية الشخصية وإشباع الملذات دون أدنى تقدير لحياة الآخرين وصحتهم ، دون التفكير في الدول الأخرى التي انقطعت عن بعضها البعض ، ولا حتى في الاقتصاد العالمي الذي اهتز وخسر الكثير من الناس وظائفهم و أعمالهم ؟؟؟ و علاوة على ذلك يرفضون اللقاح ويروجون الإشاعات حول تأثيره السلبي و مؤامرة تصنيعه!
يالهم من أنانيون!
د.منال باكثير
Twitter: Mbakathir