الرؤية الطموحة للمملكة 2030 ، تحتاج من دون أدنى مجالا للشك اهتمام إعلامي أوسع وأشمل مما هو عليه الآن ، وكفى بهذه الرؤية التي دشنها صاحب السمو الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز أن نجنى ثمارها في ظل جائحة فيروس كورونا.
فلقد توقعت وتنبأت الرؤية بأهمية إيجاد مصادر للدخل غير النفطية وتنمية وتنشيط قطاعات عديدة أثرت إيجابياً بطبيعة الحال على اقتصاد المملكة وعلى ميزانيتها للعام المقبل، خاصة بعد تراجع الطلب على النفط أثناء الجائحة.
ومع الآسف الشديد مر إعلامنا على هذه المخرجات والإنجازات مرور الكرام إلا من رحم ربي، وكان الأولى التركيز على هذه المعطيات في كافة وسائل الإعلام لكبح جماح الأصوات المغرضة التي تتنفس من تحت الطين .
وفي ظل عالم السوشيال ميديا أعتقد أن إعلامنا يحتاج إلى مزيد من التطوير ووضع استراتيجية شاملة ومتكاملة تكون أكثر جذباَ وتأثيراً على المشاهد والبعد عن التقارير المرسلة والحشو في البرامج، واستضافة خبراء ومختصين على قدر كبير من العلم والخبرة والباع الطويل في العديد من المجالات.
وإحقاقاً للحق لقد أمسكت قناة " الإخبارية" الوطنية زمام مبادرة التطوير وإعادة النظر فيما تبثه من برامج، لتخرج على المشاهد العربي والخليجي بثوب جديد اكثر جذباً وتوعية أكثر من ذي قبل.
ومن المعروف أن مؤسسة الإعلام في أي دولة بمثابة الدبلوماسية الاجتماعية، ومع الآسف لم أرى لمؤسسة الإعلام سواء الحكومي أو الموازي أي جهد كبير أو ممارسة فعالة في هذا الإطار المهم ، وأرى أن شعبة الدبلوماسية الاجتماعية يجب أن يكون موقعها بوزارة الإعلام وليس وزارة الخارجية وهذا يتطلب إعادة بناء إستراتيجية الإعلام من جديد، كونها أحد أهم عناصر القوة الناعمة في العالم.
فالإعلام الحكومي تحكمه أدبيات الدعم والانتماء وغيرها ، في المقابل كان لازماً على الإعلام الموازي أن يكون مكملاً ومتضافراً مع الإعلام الحكومي في التركيز على الإنجازات التي تقوم بها الدولة في شتى المجالات وخاصة الصحة والتعليم والاقتصاد.
فبيت القصيد هو أننا بحاجة إلى وضع استراتيجية إعلامية جديدة تتضمن الاستفادة من خبرات الكفاءات السعودية، مع توفير مقرات للقنوات السعودية التي تبث من خارج المملكة من أجل تقييمها وتوجيهها لكي تواكب رؤية المملكة 2030.
كما لابد إعادة النظر في من يعملون بالإعلام المحلي وهل هم مؤهلين حقاً للعمل في هذا المجال الحيوي، مع تدشين مبادرة من أجل اكتشاف المواهب لإعلامية لتكون رافداَ متيناً لجيل المخضرمين والعمالقة في مجال الإعلام، مع العلم أني لست مستاءً من وجود الأجانب لكن من الضروري أن يكونوا ضمن فريق عمل مدمجاً مع فريق العمل ذو الكفاءات المحلية،وان لا تكون مثل بعض القنوات الخليجية التي سوادها الاعظم من شيعة ومارونية لبنان او قناة الجزيرة التي يسيطر عليها عرب الشمال وأصحاب أجندات وتوجهات دينية مثل شيعة إيران أو الإخوان وغيرهم.
وختاماً لابد من طرح هذا السؤال الصعب ألا وهو هل هناك مساواة في الرواتب والمزايا المالية ومنح التأهيل اللازم ، وتلك معضلة حقيقة إان وجد ذو مؤهل وكفاءة ووضع في أسفل قائمة المميزات ، خاصة حينما يكون تمويل هذه القنوات الفضائية خليجياً، حتى ولو كانت ملكية خاصة فأولئك أولى؟.
أ : عبدالعزيز بن منيف بن رازن.
مستشار بمركز الإعلام والدراسات العربية الروسية.