ما أروعك .. يا ملفت انظار .. خلّيت كِلّ الخلق خلفك .. تتبعك .! لا زلتُ (أذكُرُها) .. (وتذكُرني) .. كانت (أنشودتي) التي كنتُ أتغزَّلُ بها في ذلكَ الأهلي الجميل .. أهلي (المدرسه) والفن والهندسه .. أهلي عبد الرزاق وأحمد عيد وعلي حمزه والكبش .. أهلي عمر راجخان وساعد رزق .. باختصار ، أهلي (الرّجال) ! (ذهبَ) ذلكَ الزّمن (وذهبَ) معهُ (الذهب) وتبدّل الحالُ بالحال وأصبحتُ أتلفّتُ حولي (أدوّر عن ذهب عمري بقايا كنزي المفقود) كنتُ على ثقةٍ تامّه من أنَّ هذا الأهلي لن يذهبَ بعيداً مع هؤلاء (العَجزَه) !؟ قلتُ ذلكَ لأحد الأصدقاء الذي ما فَتئَ يمجُّدُ بعضَ اللاعبين على حساب الأهلي على طريقة (ومن الحبِّ ما قتل) ! تمنّيتُ حينها أن يقتلهُ حُبّهُ (هوَ ومَن معهُ) ، بعيداً عنَّا ، لكنّها معادلةٌ صعبه ، لا يمكنُ أن تتحقّق ولو اجتمعَ لها الخوارزمي وفيثاغورث وإقليدس .! بعدَ مباراة (العين) سمعتُ تصريحاً لأحد اللاعبين وهو يعِدُ الجماهير الأهلاويه بأنَّ القادمَ سيكونُ جميلاً لعشّاق الأهلي ! لم أستبشر خيراً فالكتابُ يُقرأُ من عنوانه ، وما حدَثَ أمامَ (العَين) شاهدَتهُ (كلُّ العيون) .. وعلى وجه الدّقه ، العيونُ التي (تعرفُ) كرة القدم وتعرفُ أنَّ العين كانَ الأحق والأجدر بالفوز من الأهلي.! (عَطني وعدك اليوم وخلّي المقابيل .!) عُدتُ لصاحبي الذي كانَ منتشياً بالفوز على العَين ، قلتُ لهُ لقد شبعنا من وُعودِ هؤلاءِ المتخاذلين ! إن كانَ هناكَ من أمر فليكن ابتداء من اليوم وأمامَ الشباب على وجهِ التّحديد فهذه المباراه سوف تضعُ الأهلي في الصداره أو في المركز الثاني على أقل تقدير .! لكنَّ الوعود مع (فلادان) ليست سوى سحابات صيف (وأبو طبيع لا يجوز عن طبعه) وكذلك هو فلادان ، لا يمكن بأيِّ حال من الأحوال أن يتغيّر ! بالله عليكم ، وأنا هنا أخاطبُ من يفهمُ في كرة القدم أمّا (البقيّه) التي لها اهتمامات أخرى لا علاقة لها بكرة القدم فهؤلاء لا يعنيني أمرهم في شيئ فضرُّهم أكبرُ من نفعهم ولم نجنِ من ورائهم طوالَ عُمًر الأهلي سوى نشر البغضاء والفرقة بين اللاعبين الذين وإن فعلوا ما فعلوا فلن ينالوا ولو نذراً يسيراً من الرضى الذي يلقاهُ الآخرون من (نجوم الشّباك) .! بالله عليكم ، هل كانَ (ميتريتا) سيئاً يوم أمس ليتمّ استبداله ؟ وهل كان (أوسو) متخاذلًا كسولاً وهل كانَ (مارين) عالةً على الفريق كما وصفهُ البعض وهل كانَ حسّون كذلك .؟؟؟ لم يكن الأهلي في حاجةٍ يوم أمس سوى لتغييرينِ اثنينِ لا ثالثَ لهما : إخراج خُبراني ليحلّ محلّه عبد الباسط وإنزال غريب السّريع بدلاً من السّومه الذي وضحَ أنّه لم يكن جاهزاً بدنيّاً وذهنيّاً لمثل هذا اللقاء .! تغييرانِ فقط ، وسيكون لدى الأهلي في الشّق الهجومي ثلاثة لاعبين يملكون السّرعه ويتبادلون مواقعهم ولا يمكن مراقبتهم بأيّ حال من الأحوال ! غريب وأوسو وماتريتا .. كلُّهم يستطيع أداء دور (رأس الحربه الوهمي) ، طريقةٌ كنتُ أنادي باللعبِ بها في أكثر من مناسبه ولو على سبيل التّجربه سيما وأنّ الأهلي يمتلك أدواتها بكلِّ امتياز .! كَفى أيّها الأهلي فقد أوجعتَ قلوبنا ولم يَعُد فوقَ جَرحِنا جَرح ولم يَبقَ سوى أن نجمعَ كلَّ (أوراق السنين) ونقولَ لك (وداعاً بلا لقاء) .!! (دربي الرّياض) .! ولأنني أحبُّ كرةَ القدم فقد كنتُ أبحثُ عن شيئٍ ينسيني ذلكَ (الكابوس) الذي كانَ (يجثمُ) على صدري طوالَ زمن لقاء الأهلي بالشباب ، وإذا بي على موعدٍ مع المتعه .. موعد مع الجمال في أبهى صوَرِه ، موعدٍ مع الهلال والنّصر .. والكرٌّ والفَرْ ، هجمةٌ هنا وهجمةٌ هناك ، وفرصةٌ هنا وفرصةٌ هناك ، الكُلُّ يركض ، لا مكانَ للمتقاعسين والمتخاذلين بل للخيول الأصيلة التي تعرفُ أنّ أصحابها قد بذلوا الغالي والنّفيس من أجل أن تسعدهم .. كانَ بحق ، لقاءً للمتعه والإثاره قدّمَ فيه كلُّ فريقٍ ما يُرضي عشّاقَه ، وأخيراً ، ولأنّهُ لا بد في كرة القدم من فائز فقد فازَ الهلال الأجهز والأكمل وخسر النّصر بشرف .!!