أقامت جامعة القصيم، أمس الإثنين الموافق 8/4/1442هـ، ندوة افتراضية بمناسبة ذكرى البيعة السادسة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله –، برعاية معالي الأستاذ الدكتور عبد الرحمن بن حمد الداود رئيس الجامعة، وذلك في إطار الفعاليات التي تقدمها الجامعة لإحياء الذكرى السادسة للبيعة، حيث تناولت الندوة عدة محاور حول الإنجازات التي تحققت في عهد الملك سلمان، وأبرز ملامحه الشخصية والقيادية منذ توليه حفظه الله مقاليد الحكم في المملكة العربية السعودية.
وتناولت الندوة، التي أدارها الأستاذ فهد بن نومه المشرف العام على الإدارة العامة للإعلام والاتصال، عدة محاور استعرضت من خلالها أبرز الإنجازات التي تحققت على مدى السنوات الست الماضية على الصعيدين الداخلي والخارجي، وفي مقدمتها الاهتمام بقطاع التعليم وزيادة الدعم للمؤسسات التعليمية، إضافة إلى الحزم والسرعة في إدارة الأزمات وخاصة أزمة فيروس كورونا المستجد، وكذلك عنايته رعاه الله بالتاريخ السعودي.
حيث ناقش المحور الأول التعليم في عهد خادم الحرمين الشريفين، تحدث من خلاله الدكتور خالد بن محمد الحميضي عميد كلية التربية، عن الدور الكبير الذي قام به خادم الحرمين الشريفين لخدمة التعليم بالمملكة حتى من قبل توليه مقاليد الأمور بالمملكة، مشيرًا إلى التحولات الكبرى التي أحدثت تغييرًا جذريًا في منظومة التعليم بالمملكة وظهر ذلك جليًا في التحول الكامل للتعليم عن بعد خلال جائحة كورونا في وقت قياسي، كما يظهر هذا التحول بوضوح في برامج رياض الأطفال، والطفولة المبكرة لترتفع نسبة التحاق الأطفال بهذه البرامج من 17% إلى أكثر من 21%، وتدشين الروضة الافتراضية، كما عززت من اهتمامها بتعليم الفئات الخاصة والتعليم الجامعي، وهيكلة الجامعات حيث عززت 10 جامعات سعودية من مكانتها بين جامعات العالم، منوهًا إلى أن المملكة تنفق أكثر من 193 مليار سنويًا على قطاع التعليم.
كما أشار “الحميضي” إلى أهم مشاريع التي تم إطلاقها في مجال رفع جودة التعليم والمناهج الدراسية خلال هذا العهد الميمون والتي من أبرزها مشروع اعتماد المعايير الوطنية لمناهج التعليم العام والتي بلغت 36 معيار من قبل هيئة تقويم التعليم والتدريب، وشارك في وضعها 450 من المختصين والخبراء، وكذلك مشروع تفعيل استخدام التقنية وربطها بالكتب الدراسية قبل أن تأتي جائحة كورونا مما ساهم في سرعة التعامل مع الأزمة فور حدوثها، لافتًا إلى التجديد الذي طرأ على المناهج الدراسية ودمج واستحداث بعض المقررات بما يتواءم مع بث الهوية والانتماء والروح الوطنية وتنمية الاعتدال والعناية باللغة العربية، وكذلك الاهتمام والعناية بتأهيل المعلمين والمعلمات وتدشين بوابة التعليم الوطنية “عين”.
فيما تطرق المحور الثاني لموضوع “إدارة أزمة كورونا بقيادة خادم الحرمين الشريفين” قدمه الدكتور عبد الله بن صالح النفيسه عميد كلية الطب والعلوم الطبية، حيث تناول كل الإجراءات الوقائية والاحترازية التي اتخذتها المملكة منذ بداية هذا الوباء في الصين وحتى قبل تفشيه في بلدان أخرى، حيث تم تشكيل لجان عليا لإدارة هذه الازمة ومتابعتها كانت سباقة لاتخاذ كافة الإجراءات التي كفلت الحفاظ على صحة الجميع كالإغلاق التام لكافة المنافذ البرية والبحرية وإيقاف شعيرة العمرة وفرض حظر التجوال وتعليق الدراسة وتعليق الصلاة في المساجد وإغلاق الأسواق وغيرها من الإجراءات لمواجهة سرعة انتشار الفيروس.
وأضاف “النفيسه”، إلى أن المملكة حرصت على إعادة السعوديين من كل دول العالم بشكل منظم، وتحدثت بشفافية تامة حول كل مستجدات الجائحة، كما ضخت الحكومة أموالًا إضافية لقطاع الصحة لمساعدتها على تخطي الأزمة مما ساهم في صمود القطاع الصحي أمام هذه الجائحة التي تسببت في انهيار القطاعات الصحية في العديد من دول العالم المتقدم، إضافة إلى التعامل الإنساني خلال الأزمة حيث أعلن الملك سلمان عن تكفل الدول بالعلاج المجاني للجميع من المواطنين والمقيمين وحتى المخالفين، مما ساهم في الحد من انتشار هذه الجائحة بفضل الله، كما أشار إلى دعم الاقتصاد والبحث العلمي والدعم لعدد من الشعوب والدول، وكذلك متابعة الدولة ودعمها للأبحاث العلمية الرامية لإنتاج علاج لهذا الوباء.
في حين تناول المحور الثالث والأخير “عناية الملك سلمان بالتاريخ السعودي، وقدمته الدكتورة فاطمة بن محمد الفريحي أستاذ التاريخ الحديث بالجامعة، حيث استعرضت اهتمام خادم الحرمين الشريفين المبكر بالتاريخ منذ شبابه من خلال حبه للقراءة والكتب ومكتبته الكبيرة التي تعد أكبر مكتبة خاصة لزعيم دولة تضم أكثر من 17 ألف عنوان و60 ألف مجلد في مختلف مجالات الحياة، وكان للتاريخ نصيب كبير منها، مشيرة إلى أن المتتبع للتاريخ يدرك حجم ومكانة الملك سلمان في تتبع الأحداث والمنهج والدراسات التاريخية للدولة السعودية.
وأكدت “الفريحي” أن المشاريع المرتبطة بالتاريخ شملت الحفاظ على الوثائق والمخطوطات التاريخية وذلك منذ رئاسته لمجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز، والتي حولها لمركز أبحاث متخصص نوعي كان له دور بارز في حفظ تاريخ المملكة وبه أكثر من 5000 مخطوطة ووثيقة، وأصدرت الدارة أكثر من 300 إصدار في مجال المحافظة على تاريخ المملكة، كما تعد جائزة الملك سلمان السنوية لدراسة وبحوث تاريخ الجزيرة العربية والتي تعد من أكبر الجوائز في هذا المجال، إضافة إلى الكراسي العلمية والبحثية للملك سلمان لدراسات التاريخ في عدة جامعات سعودية.
وأشارت “الفريحي” إلى اهتمام الملك سلمان إبان توليه منصب أمير الرياض الكبير بقضايا التراث والمعالم التاريخية التي شهدت تأسيس الدولة السعودية وكذلك العناية بمدينة الدرعية التاريخية، وكذلك تاريخ مكة والمدينة المنورة، من خلال عنايته واهتمامه بكافة الوثائق والمواقع التاريخية وتشجيعه على الأبحاث في هذا المجال، مشيرة إلى الملك سلمان رجل تاريخ بامتياز نظرًا لما قدمه من إسهامات في هذا المجال.
وفي ختام الندوة، تم فتح المجال للرد على عدد من الأسئلة التي تتعلق بمحاور الندوة الثلاثة من قبل المتحدثين بالندوة.