في بداية إدراكنا لم يكن يعني لنا خالد الفيصل سوى ذلك الشاعر وصاحب الكلمة العذبة والإحساس المرهف
ثم تقدمت بنا السنين فاتسع الإدراك وتجاوزنا مرحلة الإحساس ودغدة المشاعر الى مرحلة التفكير والتمعن ثم المقارنة والترتيب
فوجدنا في الفيصل شخصية ذات فكر مستقل تحمل في طياتها بُعد نظر تجلى في سيرته أميرا واداريا وشاعرا ورسام
حارب أصحاب التطرف منذ أكثر من أربعين عاما في بداية ظهور أفكارهم وتوجهاتهم فنعتوه بصاحب الهوى
مرت الايام ودارت السنين إزداد الفيصل توهجاً وثبات
في المقابل ولدى الفئة المضادة تكشفت للعامة والخاصة اطماع أصحاب التطرف وبدأت الحرب العلنية فقاوم الفيصل بإيمانه الثابت وفكره الفذ ووطنيته الصادقة وقوميته العربية الأصيلة فسخر ثقافته وموهبته ومكانته لمحاربة ذلك الفكر وأهله خدمة للدين وبناء الوطن وحماية لأبنائه
فتفوق في عسير وزداد شموخاً في مكه
بينما اضمخل ذلك الفكر وأتباعه
ثبت الفيصل لأنه كان صاحب مبادىء ثابته وقيم راسخة وافكار وطنية بحته
وتشتت التطرف رغم تشدده وأهله لان أهدافهم حزبية تتنوع حسب ولائهم ومبادئهم زائفة تتغير بتغير اهوائهم وقيمهم تختلف باختلاف موقفهم
تشتتوا وتلاشى فكرهم لانهم كانوا يظنون في حزبهم فخابوا وخاب ظنهم وانهزم حزبهم
وثبت الفيصل لأنه كان يعتقد في وطنه فثبت وتثبت اعتقاده ووطنه
أصحاب التطرف فجروا ففجَّروا فتفجروا
والفيصل خطط فتصدَّر وارتقى
ثبات الفيصل فكريا وعقائديا صنع منه قدوة وطنية وشخصية نموذجية
وتميزه إداريا جعله رمزاً وظيفياً ملهماً لأجيال وطنه وأمته
شخصية وطنية قومية بهذا الحجم وهذا الجهاد الفكري للدفاع عن دينه ووطنه تستحق أن نراها في صفحات منهاجنا لنرسم لأبناء هذا الوطن شخصية ملهة بعطائها وولائها لقيادتها ووطنها ودينها
لقد تمثل قوله
(ما يستر الرجــال ملبوس ثوبه
الدين وافعال الكرامــة له ثياب)
فقد كانت افعاله الكريمة ومواقفه الرائدة وولائه هي لباسه وستره
حفظ الله كل مُخلص لهذا البلد من امثال خالد الفيصل بن عبدالعزيز
بقلم /معبرد ابوطالب السيد