لا يحتاج عقل الإنسان أدلة دامغة، أو مبررات منطقية لكي يدرك أن من أهم مقاصد الشريعة الإسلامية الدعوة إلى التماسك بين الأفراد والإجماع على رأى واحد، وتكفي الآية الكريمة لتوحيد كلمة المسلمين: "واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا".
ومن أهم مقاصد الشريعة الإسلامية كذلك الاجتماع حول إمام المسلمين ولي الأمر وعدم الخروج عن أمره، وعدم الانصياع للدعوات الخبيثة الهدامة بالخروج عن طاعته حتى لا تعم الفوضى ويروع الآمنين في ديارهم، ويهلك الحرث والنسل.
وعلى مدار تاريخ الإسلام لم يُعرف ما يسمى بالتنظيمات السرية أو تأسيس جماعات تخالف بيعة ولي الأمر، فهذا محرم طبقاً للكتاب والسنة المطهرة، مصدقاً لقول الله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ".
ومن الأصوات الخبيئة الداعية إلى الفرقة والخروج عن طاعة ولي الأمر جماعة الإخوان، التي لا تعرف سوى الإفساد في الأرض وسفك الدماء والوصول إلى كرسي الحكم حتى ولو على جثث الأبرياء، فكيف وصف هذه الجماعة بأنها مسلمة وما جاء الإسلام ونبيه إلا رحمة للعالمين.
والمتتبع لتاريخ تلك الجماعة المارقة يجد أنه منذ تأسيسها لم تعبء بالعقيدة والفقه أو دراسة كتاب الله ، إنما توظيف الدين من أجل تحقيق مكاسب سياسية، حتى ولو بإثارة الفتن وزعزعة التعايش في الأوطان، طالما يحقق غايتهم في الجلوس على كرسي الحكم.
ومن رحم "الإخوان" خرجت التنظيمات الإرهابية لكي تبايع الشيطان، وتعاهد إبليس على ارتكاب من الجرائم ما تشيب منها الأجنة في بطون أمهاتها، غير مبالين بتشويه صورة الإسلام والمسلمين أمام الغرب ودول العالم بأسره.
لقد انحرفت عن طريق الإسلام القويم بل إن الدين الحنيف منها ومن كل على من شاكلتها برئ، فقد ضلوا وأضلوا واتبعوا خطوات الشيطان ،ولو كانوا على حق ما لفظتهم المجتمعات الإسلامية في العديد من الدول العربية كمصر وتونس وغيرها.
فالحذر كل الحذر من اتباعها أو اتباع أي أصوات نشاذ تدعو للخروج عن ولي الأمر و كلمة الجماعة لتحقيق أطماع الشرذمة القليلون، فتضيع الأوطان ويحكم هؤلاء على جثث السُذج.
وختاماً ، ما دفعني لكتابة هذه الكلمات هي أمانة الكلمة والمسؤولية الاجتماعية والفردية تجاه وطننا المعطاء، في استشعار الخطر الذي قد يتعرض له، و مواكبة لتوجيهات وزارة الشؤون الإسلامية لخطباء المساجد بضرورة إبراز مخاطر جماعة المسلمين في إثارة الفوضى في البلدان الآمنة المطمئنة ، لكون مجتمعنا قادر على مواجهة الأخطار بكل جسارة دون هوادة .. فما اقبح من مجتمعٍ يتحدث عن الفضيلة في"العلن".. ويمارس ضدها في "الخفاء"! كتلك الفرق الضالة .
أ : عبدالعزيز بن منيف بن رازن.