حذرت تقارير حكومية بريطانية من عواقب “كارثية” للإغلاقات والحجر الصحي المرتبط بأزمة كورونا على الأطفال، لا سيما فيما يتعلق بالمهارات الأساسية والبسيطة اللازمة للحياة، بسبب عدم ذهابهم إلى الحضانات أو المدارس.
وبحسب مكتب المعايير التعليمية وخدمات الأطفال في بريطانيا، فإن الأطفال يعتبرون من الفئات الأكثر تضررا من جراء الإغلاق بسبب جائحة كورونا، إذ لوحظ لديهم تراجع في عدد من المهارات الأساسية، مثل استخدام الشوكة والسكين.
وفي سلسلة من التقارير، قالت هيئة مراقبة التعليم الحكومية البريطانية إن الأطفال أصبحوا يعانون تأخرا في الرياضيات، بينما يحتاج بعضهم إلى محو للأمية، في حين تحدث مديرو مدارس عن زيادة في معدلات إيذاء التلاميذ الأكبر سنا لأنفسهم، أو معاناتهم اضطرابات في الأكل.
وقالت كبيرة مفتشي مكتب المعايير التعليمية أماندا سبيلمان: “لقد بدأنا الآن إغلاقا وطنيا ثانيا. هذه المرة، على الأقل، ستظل المدارس والكليات ودور الحضانة مفتوحة. هذه أخبار جيدة جدا بالفعل”.
وأضافت في تصريح لشبكة “سكاي نيوز” البريطانية: “سيظهر تأثير إغلاق المدارس في الصيف لبعض الوقت، ليس فقط فيما يتعلق بالتعليم لكن بطرق أخرى تؤثر بها على حياة الشباب”.
وتستند التقارير عن آثار الوباء إلى أكثر من 900 زيارة لمقدمي خدمات التعليم والرعاية الاجتماعية في جميع أنحاء إنجلترا، خلال شهري سبتمبر وأكتوبر الماضيين.
وتشير إلى أن بعض الأطفال المدربين على استخدام المرحاض، قد عادوا إلى سلوكيات السنوات الأولى خلال فترة الإغلاق، من خلال استخدام الحفاضات.
ووجد المفتشون أن تجارب بعض الأطفال خلال فترة الإغلاق لم تتأثر، حيث استطاعوا التأقلم بشكل جيد بدعم أسري ورعاية من الآباء.
وقالت مستشارة العلاقات العامة جيما بيربيك، إنها اضطرت لتعليم ابنها لويس البالغ من العمر 11 عاما، كيفية تكوين صداقات مرة أخرى.
وأضافت: “ابني انقطع عن الناس لفترة طويلة، وأثر ذلك على قدرته على التواصل الاجتماعي. كان علينا أن نشرح له طريقة التحدث إلى أشخاص جدد وتكوين صداقات”.
ويسلط تقرير مكتب المعايير التعليمية وخدمات الأطفال الضوء أيضا على قلق مدراء المدارس بشأن ميزانياتهم، لأن تغطية غياب الموظفين يؤدي إلى ارتفاع التكاليف.
وقال إلروي كاهيل، كبير المدرسين في أكاديمية كينغسلي في غرب لندن، إن مؤسسته أنفقت ميزانية العام بأكمله على توفير معلمين قبل نصف الفصل الدراسي في أكتوبر.
وأضاف وفقاً لـ”سكاي نيوز”: “كان بلا شك تحديا فيما يتعلق بمحاولة تغطية هؤلاء الزملاء الغائبين. وهناك تكلفة بالطبع مرتبطة بذلك”.
وقالت متحدثة باسم وزارة التعليم: “نحن نعلم أن بعض الأطفال يحتاجون إلى دعم إضافي للتعويض عن فترة الإغلاق خلال الوباء، لهذا السبب أطلقنا صندوق تعويض بقيمة مليار جنيه إسترليني للمدارس لمساعدة الأطفال الذين يحتاجون للدعم”.