هل خطر لك يومًا أن المنصة الاجتماعية "تويتر" ما هي إلا صورة مصغّرة من الحياة؟
فالحياة ساحة حرب كبيرة يخضع فيها كل شيء لموازين القوة، وهو ما يضمن المعاناة للضعيف وقليل الحيلة.
وفي الحقيقة لا يوجد وصف أدق من ذلك لهذه المنصة، والتي لا تخلو من أناس يستترون خلف قناع الكذب ويتعاملون بالخداع، وآخرون يصدقون ويصبحون كبش الفداء !!
وأمام تلك الحقائق يقف الكثير من الناس حائرين بين تطرفين:-
إما تعلّم الكذب والخداع من أجل التعامل بالمثل، وإما الانعزال تمامًا وتجنب اللعبة برمتها والخروج من هذه الساحة!
ولكن الحل ليس في هذا ولا في ذاك، بل في امتلاك قدر معقول من الفطنة والمكر المحبب إلى النفس والذكاء وبعد النظر..
وهو أن تفهم اسلوب المخادع
وتتعامل معه ليس بأسلوبه وإنما بحنكة لا بسذاجة لأن هذا من صفات المؤمن، ولا عجب أن الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: "لستُ بالخِبِّ، ولا الخِبُ يخدعني"، أي أنه ليس مخادعًا، لكن في ذات الوقت فإن المخادع ليس باستطاعته خداعه.
كل ما سبق لم يكن سوى مقدمة لموضوع انتحال الشخصيات والتدليس بأسماء وهمية وبث الاشاعات التي يمارسها الكثير من الذباب الإلكتروني والذي نحاول من خلاله لفت نظرك إلى أهمية التدقيق في الأسماء وفيما يتداول عبر هذه المنصة المفتوحة للعالم برمته، حتى تحمي نفسك بقدر الإمكان من تصرفات عديمي الضمير الذين لا يتورعون عن الكذب والتلاعب في مشاعر الأخرين بأوتار متعددة!
وهي الممارسة التي تنتهي دائمًا بكارثة تحل فوق رؤوس المخدوعين!!
فلا تكن أول الراكضين خلف المجهول ولا أخر الخارجين من دهاليز الخديعة بسذاجة..
دمتم بود..
بقلم/ محمد بن جهز العوفي..